شنت منابر إعلامية محسوبة على إيران الاستفتاء التركي، الذي وافق بموجبه الشعب التركي على التعديلات الدستورية لتحويل نظام لحكم إلى رئاسي، ووصفت النتيجة بأنها بمثابة "نعم للديكتاتورية". صحيفة "قانون" الإيرانية قالت فيصفحتها الأولى: "اليوم هو المصيري والحاسم لرجب باشا، حيث إنه أجرى الاستفتاء الذي عليه الكثير من الملاحظات، واستطاع أن يحوز من خلاله على القوة في تركيا"، مضيفة: "الرجل الجورجي الأصل، من الآن أصبحت بيده المملكة العثمانية الحديثة، ويستطيع اختيار الوزراء ونائبه ويخطط وينفذ سياساته، وبطبيعة الحال لن يكون مسؤولا أمام البرلمان". الصحيفة ذاتها قالت أيضا، وفق ما أوردته صحيفة "المصريون"، أن "الدستور الجديد سيمنح الرئيس التركي القدرة على فرض أي توجيه أو أمر تنفيذي، ولا يستطيع أحد أن يمنعه من ذلك"، معبرة عن "مخاوفها" من "ابتعاد تركيا عن الحرية والديمقراطية والعلمانية التي وضعها أتاتورك للبلاد". وهاجم موقع إيراني لآخر "بولتين نيوز" الرئيس التركي بشدة ووصفه ب"هتلر تركيا"، وقال المنبر المقرب من دوائر الحرس الثوري الإيراني: "لقد تهيأت الأرضية لديكتاتورية هتلرية في تركيا، وإن ثمرة أردوغان لتركيا ولدول المنطقة لم تكن غير الحزن والبؤس وسفك الدماء". وانضم موقع "مشرق نيوز" الإيراني البارز إلى لائحة المُهاجمين، معتبرا أن الاستفتاء التركي على التعديلات الدستورية "يضع تركيا في طريق منحدر باتجاه الديكتاتورية"، مضيفا: "أردوغان وحزب العدالة والتنمية ينويان عبر التعديلات الدستورية، حذف جميع معارضيهم من الساحة السياسية في تركيا". أما صحيفة "مردم سالاري" الإيرانية فوصفت موافقة الشعب التركي على الاستفتاء على التعديلات الدستورية بأنه "بمثابة مراسم تتويج عثمانية للرئيس التركي أردوغان". موقع "تابناك" التابع للجنرال محسن رضائي، اعتبر أن استفتاء الشعب التركي "حوّل تركيا إلى ديكتاتورية على مزاج أردوغان". وفي سياق متصل، دعت صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية إلى مواجهة تركيا والرد عليها وعلى سياساتها إقليميا ودوليا بعد تأييد التعديلات الدستورية قائلة: "إن الأمن والاستقرار الاستراتيجي في تركيا وجنوب شرق أوروبا، وجبهة الشرق المتوسط، ومنظمة حلف الشمال الأطلسي، والسلام والأمن الإقليميين.. أصبحت الآن لعبة بيد أردوغان والحكومة التركية، ولهذا السبب لا يمكن أن يكون الجميع غير مبالين أمام نوايا وأهداف أنقرة، والتسامح في مثل هذه الحالة سوف يكون خطيرا جدا وغير معقول". وفي تفاعلهم من مواقف الإعلام الإيراني من نتيجة الاستفتاء التركي، انخرط نشطاء عرب في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في حملة سخرية من الإعلام الإيراني، واصفين انتقاده لنتائج استفتاء تركيا ك" العاهرة التي تُحاضر في الشرف"، قائلين و"كأن إيران غارقة في الديمقراطية حتى الركب". ودعا النشطاء في الموقع الأزرق الإعلام الإيراني إلى الاهتمام ب"داء الاستبداد المنتشر في بلادهم أولا، قبل أن يعطوا الدروس لتركيا التي فاقت إيران بسنين في النظام الديمقراطي".