بتعيينه رسميا اليوم (الجمعة 17 مارش 2017) رئسا للحكومة من طرف الملك محمد السادس، خلفا لرئيسه في حزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، سيكون الطبيب النفساني، ابن سوس العالمة، أمام محك تجاوز الانسداد في تشكيل الحكومة، والعبور بها من مخاض عسير. والعثماني، الذي يرأس المجلس الوطني ل"البيجيدي"، وسبق له أن كان أمينا عاما له، ولد عام 1956، وهو متزوج وأب لثلاثة أبناء. ويعتبر ابن سوس قياديا من طينة خاصة، فهو داخل الحركة الإسلامية بالمغرب ليس "قياديا" فقط بل "منظرا" أيضا. في حديثه عن علاقته بين السياسة والدعوة، فهو الداعي إلى "التمييز بينهما"، وهو ايضا "فقيه" في قراءة المآلات وإخضاع الكثير من القرارات لمنطق العقل لا العاطفة. وكان الطبيب النفساني قد انتخب امينا عاما لحزب "المصباح" ما بين سنتي 2004 و2008، واقترح عبد الإله بنكيران لحمل حقيبة وزارة الشؤون الخارجية والتعاون خلال الحكومة الاولى لما بعد دستور 2011. وجمع سعد الدين العثماني في تكوينه، بعد حصوله على الباكالوريا في العلوم التجريبية عام 1976، بين الطب والعلوم الشرعية، فقد حصل على الدكتوراه من كلية الطب والصيدلة بمدينة الدارالبيضاء، وعام 1986، كما حصل على دبلوم الدراسات المعمقة في الفقه وأصوله من دار الحديث الحسنية بالرباط 1986. في الطب دائما، تابع دراسته إلى أن نال دبلوم التخصص النفسي سنة 1994، وبالتوازي واصل مشواره في الآداب بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، إلى أن نال دبلوم الدراسات المعمقة في الدراسات الإسلامية سنة 1999، ببحث اختار له عنوان "تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم بالإمامة وتطبيقاتها الأصولية". المقربون من سعد الدين العثماني يصفون ب"الرزين" والشخصية "المجمعة"، إضافة إلى أنه يتمتع بشعبية واحترام كبيرين. فهل تسعف كل هذه الخاصيات سعد الدين العثماني في تشكيل الحكومة الجديدة؟ والأهم من ذلك، هل "ينزل" عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للاحرار، ومن يدور في فلكه، برجه لتتشكل الحكومة المرتقبة؟!