أستقبل جلالة الملك، قبل قليل، بالقصر الملكي بالدار البيضاء، الدكتور سعد الدين العثماني وعينه جلالته رئيسا مكلفا بتشكيل الحكومة الجديدة. وكان بلاغ للديوان الملكي قد أعلن، أول أمس الأربعاء، ان جلالة الملك قرر أن يعين كرئيس حكومة جديد، شخصية سياسية أخرى من حزب العدالة والتنمية، وذلك بمقتضى الصلاحيات الدستورية لجلالة الملك، بصفته الساهر على احترام الدستور وعلى حسن سير المؤسسات، والمؤتمن على المصالح العليا للوطن والمواطنين، وحرصا من جلالته على تجاوز وضعية الجمود الحالية..
وجاء في بلاغ الديوان الملكي أن جلالة الملك فضل أن يتخذ هذا القرار السامي، من ضمن كل الاختيارات المتاحة التي يمنحها له نص وروح الدستور، تجسيدا لإرادته الصادقة وحرصه الدائم على توطيد الاختيار الديمقراطي، وصيانة المكاسب التي حققتها بلادنا في هذا المجال، مضيفا أن جلالته الملك سيستقبل في القريب العاجل، هذه الشخصية، وسيكلفها بتشكيل الحكومة الجديدة.
دخل سعد الدين العثماني معترك الحياة السياسية مع العديد من إخوانه في حركة "التوحيد والإصلاح" من بوابة حزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية بقيادة الدكتور عبد الكريم الخطيب، بعدما اقتنعوا أن العمل السياسي باب من أبواب الإصلاح والتغيير من داخل العمل القانوني والمؤسساتي.
ولد العثماني بمدينة انزكان في 16 يناير 1956، وهو طبيب نفسي معتدل في أفكاره وأطروحاته ومنشغل بتجديد الفقه الإسلامي.
حصل على الباكلوريا في العلوم التجريبية سنة 1976، والإجازة في الشريعة الإسلامية من كلية الشريعة بآيت ملول عام 1983.
وتابع دراسته في كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، وحصل منها على الدكتوراه في الطب العام سنة 1986، كما حصل على شهادة الدراسات العليا في الفقه وأصوله من دار الحديث الحسنية بالرباط سنة 1986.
التحق العثماني بالمركز الجامعي للطب النفسي بالدار البيضاء، وحصل على دبلوم التخصص النفسي عام 1994، وبعدها واصل بحثه الجامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط ليحصل بذلك على دبلوم الدراسات العليا في الدراسات الإسلامية سنة 1999 في موضوع تحت عنوان "تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم بالإمامة وتطبيقاتها الأصولية".
وشغل العثماني عدة مناصب، حيث اشتغل طبيبا عاما قبل أن يتخصص في الطب النفسي بالمركز الجامعي للطب النفسي بالدار البيضاء، ثم بمستشفى الأمراض النفسية بمدينة برشيد.
كما أن الدكتور العثماني عضو بالمكتب التنفيذي لجمعية علماء دار الحديث الحسنية منذ 1989، وعضو مؤسس للجمعية المغربية لتاريخ الطب، وعضو مكتب مؤسسة الحسن الثاني للأبحاث العلمية والطبية حول رمضان، ومسؤول اللجنة الشرعية بها.
وشارك العثماني في تأسيس "جمعية الجماعة الإسلامية" وكان عضوا في مكتبها الوطني خلال الفترة ( 1981-1991) ثم عضو المكتب التنفيذي لحركة "التوحيد والإصلاح" (1991-1996).
وشارك في تأسيس حزب التجديد الوطني 1992، وتولى إدارة حزب الحركة الشعبية الدستورية الديموقراطية (الذي تحول إلى العدالة والتنمية لاحقا) من يناير 1998 إلى نوفمبر 1999 حيث أصبح نائبا لأمينه العام.
وانتخب العثماني لعضوية مجلس النواب في الولاية التشريعية 1997-2002 ثم في الولاية 2002-2007، والولاية 2007-2011، ونائب رئيس لجنة الخارجية بمجلس النواب (2001-2002).
كما انتخب سنة 2004 أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية، ورئيسا للمجلس الوطني للحزب مند يوليو 2008، وانتخب للمرة الرابعة في مجلس النواب في الانتخابات السابقة لأوانها في 25 نوفمبر 2011.
وتولى حقيبة وزارة الخارجية والتعاون في حكومة عبد الإله بنكيران الأولى في يناير عام 2012 بعد فوز حزب العدالة والتنمية بالمرتبة الأولى ب107 مقاعد في مجلس النواب.