من أنت بالله عليك..!! من أي معدن هو قلبك ذاك الذي بين أضلاعك ..؟؟!! أية عيون تلك التي ترقب عين النفق الساطعة بوهج الصبح القادم..؟؟ ماذا يدور بخلدك الآن..؟؟ كيف سيكون خروجك من مربضك..؟؟ كيف سيكون منظر جنود العدو عندما تثب عليهم من تحت أرضك المخضبة بدماء أطفالك...!!؟؟ أتصور عيونهم قد خرجت من محاجرها.. و قلوبهم قد تدحرجت للركب .. و أياديهم المفتولة قد تجمدت .. وعويلهم قد ملأ السماء ... و أرواحهم قد اصطفت تحت سلاحك تقطفها قطفا .. و تنزعها نزعا ..!! من أنت بالله عليك..!!! أية رحم تلك التي حملتك ..و حملت أمثالك..!!! أية أم تلك التي تنتظر خبرك و بيدها علبة حلوى.. كما تنتظر ميلادك..!!!؟؟؟ لا تتكلم..!! لا تجب..!! لا تنتبه لأسئلتي .. لا تلتفت إلي .. أنا الجالس هنا فوق أريكتي و أصابعي تلعب بلوحة هاتفي الذكي.. فأنا بالتأكيد أزعجك و أشتت تركيزك على عين النفق و على أصابعك القابضة على زناد سلاحك.. أعرف الفرق بين الهاتف.. و الزناد.. لا تشغل نفسك بي.. فأنا أعرف جوابك.. أعرف.. فأنا إذا أردت أجوبة لكل أسئلتي الطفولية .. فما علي سوى أن أفعل شيئا واحدا.. واحدا فقط... أن أكون مكانك... مكانك بالضبط.