تحية ليست طيبة بالقدر الكافي، قبل أن أخوض معك في جملة من الأمور والقضايا التي شغلت بال المغاربة الذين امتلأت صدورهم بالحنق، وحناجرهم بالصراخ، وعيونهم بالغضب، أود أن أستفسرك حول قولك بعد مباراتنا مع فريق الكنانة: "خرجنا برأس مرفوعة أمام مصر" ؟ فعن أي رأس تتحدث ؟ وهل في الهزائم هَامَات ترفع ؟ وهل كان المطلوب منك أن تفوز وترقى إلى مرحلة نصف النهاية ؟ أم كان هدفك أن تحفظ رأسك مرفوعا ؟ أم أن جامعة لقجع راهنت معك – في عقدكما المشؤوم – على أن يكون رأس فريقك مرفوعا في الهزيمة ؟ لأن الرفع، حسب ظنك، كرامة ؟ واستشعار بالمسؤولية ؟. وعن أي "رأس مرفوعة" تفتخر بها، إذا كانت الهزيمة قادت أقدام فريقك المتثاقلة إلى صعود سلاليم الطائرة للعودة إلى المغرب ؟. ولماذا لم ترفع رأسك عند أول هزيمة ضد الكونغو الديموقراطية ؟ السيد رونار .. مَنْ تابَع تصريحاتك وندواتك الصحفية منذ تحملك لمسؤولية منتخبنا، يدرك جيدا، أنك تعيش صراعا وهميا ضد الإعلام الوطني من جهة، وضد بعض المدربين المغاربة من جهة ثانية، وأن رغبتك جامحة، ليس في إنجاح مسار المنتخب المغربي في استحقاقاته الكروية المختلفة، وإنما في إثبات ذاتك إزاء خصومك الوهميين، وفي قدرتك على إنجاز ما عجز عنه سابقوك، وفي صحة اختيار لقجع لك بدلا من غريمك بادو الزاكي. لن تكون أبدا مثل الزاكي الذي كان آخر من أنتج لنا فريقا وطنيا بمواصفات الكبار.. مرت 13 سنة على إنجازه الكبير ببلوغه نهاية كأس إفريقيا بتونس سنة 2004.. وبعدها اجتهدت جامعة كرتنا – غير مشكورة – في إنتاج الأوهام بجلب مدربين فاشلين، أَحْسبُ، صادقا، أنك واحد منهم لا محالة إِنْ شاء الله. أوهام عديدة قيدت تحركاتك، وسلبت الإرادة منك، واستلت عيون الحكمة من تفكيرك، وحملتك على نهج طريق صعبة لا يمكنها إلا أن توَلِّد الأحقاد ضدك.. ولم يكن خروجك المذل من "الكان 2017" إلا نتيجة طبيعية لصراعاتك الدون كشوتية.. والويل لنا إن تم الاحتفاظ بك، وأنت حبيس أوهامك، فيما تبقى لنا من إقصائيات إفريقية (الكان 2017 بالكاميرون) ومونديالية (2018 بروسيا) ! السيد رونار.. المغرب أكبر وأهم من صراعاتك الصغيرة مع اللاعبين.. وأعني هنا صراعك مع حكيم زياش الذي يعد اليوم أفضل لاعب مغربي في أوربا. فلماذا تخليت عنه، وفضلت الانتصار لأنانيتك، وسارعت إلى طَعْن جميع المغاربة العاشقين لهذا اللاعب الخلوق والصادق في وطنيته. فإِنْ كنت حقا تريد الخير لمنتخبنا، لَتَجاوزتَ عن غرورك الذي صوَّر لك إمكانية الذهاب بعيدا في "الكان" بدون زياش.. وبدون حمد الله.. وبدون إشراك العربي في مباريات الجابون. بئس هي قراراتك المتهورة التي لا نلمس فيها أي حب لوطننا المغرب. لا شك يا رونار تعرفت – بعد قدومك لهذا البلد الآمن بفضل ربه – على حجم حب المغاربة للمدرب البرازيلي المهدي فاريا رحمه الله.. لقد صنع لنا مجدا نعجز عن استحضاره حقيقةً اليوم في معاركنا الكروية العالمية.. وبنى لنا منتخبا وطنيا بكثير من الحب والحميمية والتضامن. كان المهدي كبيرا في قلوبنا.. ومازال حيا في عقولنا وذاكرتنا.. لن يموت أبدا وإِنْ غاب جسده عنا. السيد رونار.. كان مطلوبا منك أن تكون أباً قبل أن تكون مدرباً في تعاملك مع اللاعبين، لأن أعرافنا وتقاليدنا المشبعة بروح إسلامنا، تجعل علاقاتنا فيما بيننا علاقة متينة تتجاوز الأبدان إلى ائتلاف الأرواح. لذلك لم يكن غريبا أن تسلك بأنانيتك وغرورك طريق الخصومة مع لاعبينا المرموقين. دعك من ردود أفعالك على كل رأي يقال.. دعك من انفعالك ضد كل نقد يكتب. دعك من غرورك وعجرفتك وتطاولك على تاريخ كرتنا.. وتاريخ مدربينا المغاربة.. وتاريخ بلدنا.