من عاش الحياة جزم بأنها مليئة بالمتاعب والمآسي إلى جانب الأوقات المفرحة والجميلة. لا أحد في الكون يستطيع القول بأن حياته جنة من نعيم، ولكن كل من آمن بسر وجوده والهدف من خلقه، سيعي جيداً أن لا شيء غير الصبر ينفع مع ما يمر به الفرد منا من أوقات عصيبة. وللتوغل في الموضوع، فقد صدمت وأنا أبحث عبر الإنترنيت بحدث يدمي القلب ويضع العقل في اندهاش تام. بيد أن بعض الدول الغربية كأمريكا وبلجيكا وهولندا قد أجيزت للأشخاص الذين يعانون من مرض حاد ومزمن، والذين يتألمون بشدة -أجازت لهم- ما يسمى "بالموت الرحيم". هذه الدول سنت قانونا يقضي بالسماح لبعض الحالات بالانتحار، إما بجرعة دواء مرخصة من الأطباء، أو عبر حقن قاتلة تنهي حياة المريض وألمه. يسمونه -الموت الرحيم- ولا أجد مكانا للرحمة في الموضوع. فقد شاهدت حالات برفقة دويهم يسلمونهم للموت بسخاء. يقدم الطبيب الجرعة للمريض وهو بكامل قواه العقلية، يتحدث إليهم، يأخذون رأيه في مدى استعداده للموت، ويودعونه كأنه في سفر. إذا أين هي الرحمة من ذلك؟ وأين هي روح العطف والحب والروابط الإنسانية؟ صحيح أن بعض البشر يبتليهم الله بأمراض صعبة جدا ومزمنة (عافانا الله واياكم). لكن الله أرحم بنا من أنفسنا ولنا في المرض جزاء عظيم لمن صبر واحتسب. ثم إن أواصل المحبة بيننا كمسلمين ومكانة كل شخص في قلب أهله، تجعلهم يفعلون المستحيل لبقاء من أحبوه وكلهم أمل أن يتعافى ويقوم مجدداً للحياة برفقتهم، فحمدا لله على نعمة الإسلام. وحتى نضع للموضوع خلاصة، فلا يمكن لنا كمسلمين ان نتجرأ على الله ونعطي لأنفسنا الحق في اتخاذ قرار الحد من حياتنا او حياة من حولنا دون وجه حق. لأننا لن نجد أرحم من الله بنا، ولأن حياتنا ليست بأيدينا فلا نقبل بموت الرحمة حلا.