تصريح المفوضية السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي، يوم الأربعاء (يقصد الأسبوع الماضي)، بأن هناك ترجيحات قوية بخرق "إسرائيل" للقانون الدولي في غزة وارتكاب ما يرقى لجرائم حرب هو أقوى إدانة دولية صدرت ضد "إسرائيل" حتى الآن في ظل التواطؤ الدولي والإقليمي من معظم الأطراف معها فيما يجري من جرائم حرب ترتكب ضد المدنيين في غزة. وهذا يمثل هزيمة دولية ل"إسرائيل" في مجال حقوق الإنسان لو كان هناك من يحسن استخدامها من الدول العربية والإسلامية لتحولت إلى عزلة دولية ومحاكمة لقادة الكيان الصهيوني في محاكم جرائم الحرب العالمية. لكن العرب معظمهم إما متواطئ أو صامت والذي يسعى لا يجد له سندا، لكن على ارض الواقع نجحت المقاومة رغم هذا التواطؤ والخذلان في أن تحقق انتصارات عسكرية وسياسية واقتصادية ونفسية ضد "إسرائيل"، فعلى الصعيد العسكري أنهت المقاومة أسطورة الجيش الذي لا يقهر وكبدت "إسرائيل" خسائر فادحة في الأفراد وأجبرت "إسرائيل" على الاعتراف بسقوط قتلى بالعشرات وجرحى بالمئات من جنودها على رأسهم قائد لواء جولاني الذي يعتبر من أفضل قواتهم تسليحا وتدريبا كما أسرت المقاومة احد الجنود وظلت "إسرائيل" تنفي مدة يومين ثم اعترفت مما يعني ارتباكا كبيرا في صفوف قادتها العسكريين والسياسيين. كما نجحت المقاومة في إفشال منظومة القبة الحديدية التي لم تتمكن حسب تصريحات الإسرائيليين سوى صد ما نسبته 15 % فقط من الصواريخ التي سقطت على مدن فلسطينالمحتلة، بينما أغرقت الصواريخ أكثر من خمسين مدينة لم تكن هناك سوى ثماني منظومات فقط تعمل في 8 مدن. وقد بث هذا الأمر الرعب في كافة أركان الكيان الصهيوني وأجبرت ما يزيد على مليوني إسرائيلي على الحياة في الملاجئ طيلة أيام الحرب، كما دفعت عشرات الآلاف من الميسورين إلى مغادرة الكيان الصهيوني بحثا عن الأمان في الدول التي جاؤوا منها من وراء البحار. وقد نجحت كتائب المقاومة في التحكم في إدارة المعركة العسكرية والإعلامية والسياسية باقتدار حتى الآن كما حققت اختراقات عبر الإنفاق وتمكنت للمرة الأولى في أن تضرب "إسرائيل" في العمق وأكدت فشل الإسرائيليين في رصد الإنفاق، حيث جاؤوهم من فوقهم عبر الصواريخ ومن تحت أرجلهم عبر الأنفاق، كما نجحوا في مهاجمتهم بحرا وفي اختراق منظوماتهم فيما يتعلق باختراق شبكات البث التليفزيوني أو الانترنت أو الهاتف او تسيير الطيارات بدون طيار التي لم تنجح اية دولة عربية في صناعتها، وهذا يعكس قدرات مذهلة تتمتع بها المقاومة لا تقدر عليها دول. أما قصف المطارات وإجبار عشرات من شركات الطيران العالمية على تعليق رحلاتها ل"إسرائيل" فقد كان ضربة قاصمة جعل صحيفة «معاريف»الإسرائيلية تقول أن قطاع الطيران المدني الإسرائيلي في حالة انهيار. المصدر: "الوطن" القطرية