أثارت الطريقة الجديدة والأسلوب غير المعهود الذين اتصف بهما الخطاب الملكي، لعيد العرش، الكثير من الجدل، خصوصا في الأسئلة التي أثرها الخطاب. ويعتبر سؤال "أين الثروة؟" الذي جاء في معرض الخطاب الملكي اليوم الأربعاء 30 يونيو 2014، الأكثر إثارة للجدل في العالم الافتراضي، أثناء وبعد الخطاب مباشرة. وقد قال الملك محمد السادس في نص الخطاب إن :" فالأمن والاستقرار مثلا، هما أساس الإنتاج والثروة. والثقة والمصداقية هما عماد تحفيز الاستثمار. إلا أن هذه المؤهلات لا يظهر لها أثر في القيمة الإجمالية للدول." وأضاف أن "البنك الدولي أن أنجز في 2005 و2010 دراستين لقياس الثروة الشاملة لحوالي 120 دولة، من بينها المغرب. وقد تم تصنيف بلادنا في المراتب الأولى على الصعيد الإفريقي، وبفارق كبير عن بعض دول المنطقة". وقال "غير أنني بعد الاطلاع على الأرقام والإحصائيات، التي تتضمنها هاتين الدراستين، والتي تبرز تطور ثروة المغرب، أتساءل باستغراب مع المغاربة : أين هي هذه الثروة ؟ وهل استفاد منها جميع المغاربة، أم أنها همت بعض الفئات فقط ؟" واعتبر الملك محمد السادس أن الجواب على هذه الأسئلة "لا يتطلب تحليلا عميقا : إذا كان المغرب قد عرف تطورا ملموسا، فإن الواقع يؤكد أن هذه الثروة لا يستفيد منها جميع المواطنين. ذلك أنني ألاحظ، خلال جولاتي التفقدية، بعض مظاهر الفقر والهشاشة، وحدة الفوارق الاجتماعية بين المغاربة". ومن هنا، يضيف الخطاب،" وللوقوف على حقيقة الوضع، نوجه المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، بتعاون مع بنك المغرب، ومع المؤسسات الوطنية المعنية، وبتنسيق مع المؤسسات الدولية المختصة، للقيام بدراسة، لقياس القيمة الإجمالية للمغرب، ما بين 1999 ونهاية 2013 ."