مُتهور من يُصر على استيلاب الهوية العربية للمغاربة ولا هويتهم الأمازيغية ويعوضها بالدارجة المغربية ويجعلها لغة رسمية لمختلف مواد الكتب المدرسية، يدافع عن فكرته الجوفاء بكل وقاحة ويصر على إخراج قاموس يحتوي على كلمات بذيئة بالدارجة، كلمات تخدش حياء المغاربة وخلقهم بعد دعوته للتدريس بها. الغريب في الأمر أن يكون هذا "العالِم" عضوا في المجلس الأعلى للتربية والتكوين، ويقترح الدارجة كحل ناجع للهدر المدرسي هذا كله بعدما رفع مذكرة إلى الملك حول رأي مؤسسة زاكورة التي يرأسها في إصلاح التعليم وكانت من بين توصياته استعمال العامية المغربية في التعليم الأولي. هذا عيوش الذي يؤكد على أن العديد من الباحثين يريدون فهم ثقافتنا كما هو الشأن لعديد من الأطفال الذين لا يتقنون العربية المغربية، لذلك عمد فريق متميز من الأساتذة من مركز تنمية الدارجة لمدة أربعة أعوام بإصدار قاموس الدارجة لتنمية لغة المغربة الوطنية ويؤكد بأن عددا كبيرا من المغاربة كيتكلمو الدارجة ومكيفهموهاش. اطلعتُ على بعض الكلمات التي شرحها لنا السي عيوش، كلمات صادمة يستحيي عدد كبير من المغاربة من استعمالها، كلمات تبقى خارج البيوت المغربية، قاموس سيء لا يصلح ليُتداول بين التلاميذ ولا أن يُسمح بدخوله حجرات الدرس، قاموس بلغة عامية تهدف لضرب مستقبل باقي اللغات الراقية وعلى رأسها اللغة العربية الفصيحة الراقية، قاموس يضم غوغاء وكلمات سوقية وأخرى"مرحاضية " تبعث على القيء. ولم ينس السي عيوش أن يخصص ضمن قاموس الدارجة المغربية مصطلحات فرنسية، فمثلا يشرح كلمة "انريجيستري": سجل واحتفظ بالمحتوى في جهاز إلكتروني، أو كلمة"أنطري" وفي المعنى الأول تعني: بوطون في الكلافي ديال الأردينتور للرجوع للسطر في الكتابة أو لقبول شي أمر: كليكي على انطري في الكومبيوتر باش ترسل البريد الإلكتروني أو كلمة " سبيكي": هدر، تكلم- كايسبيكي بزاف بالفرنسية، إضافة لعدد هائل من الكلمات السخيفة والشرح الأكثر سخافة لها. والنقاش لا يتوقف عند هذا الحد، فعيوش يشرح كلمات جنسية بكلمات أخرى بذيئة سيئة،يشرح كلمات سوقية سيئة،يشرح كلمة سوبيس ويقول: سوبيس وسوبسسات، شخص أخلاقه فاسدة: ملي خرج من المدرسة ولى سلكوط، ويشرح كلمات أخرى أقل ما يمكن التعليق عنها بأنها سوقية ومرحاضية تخدش حياء الأسر المغربية، فكيف ستنهض هذه الكلمات بمستوى التعليم المغربي؟ أعتقد أن هذه الخطة غير المسبقة في التاريخ المغربي ليست سوى وسيلة لإفشال الجهود المبذولة للسعي وراء إصلاح بنيوي حقيقي للتعليم باعتماد الدارجة "القذرة"، وأظن أنها تتناقض مع روح الدستور المغربي الذي يؤكد في الفصل5 على رسمية اللغة العربية والأمازيغية ، فكيف إذن سنحمي اللغة العربية؟ وكيف سنناضل من أجل تعميق الجهود المبذولة في ورش تدريس الأمازيغية المتعثر باعتبارها رصيد كل المغاربة؟ في الوقت الذي كان على عيوش أن يقدم توصيات ذات أهمية كبيرة، من شأنها تسريع إدماج الأمازيغية في مجال التعليم وفي مجالات الحياة العامة كما يشري الفصل الخامس من الدستور، توصيات من شأنها تعزز اعتماد اللغة العربية كزخم لغوي بتعدد جوانبه الفكرية والثقافية والفنية اختار أن يمزق هوية المغاربة ومجد ثقافتهم الخالدة، ويقدم أسوأ محتوى متواجد بأغلبية المكتبات. أعتقد بأن المسؤولين الكبار يجب أن يوقفوا هذا العبث الذي يريد أن يعبث بتاريخ المغاربة وهويتهم،وان يحاكم كل هؤلاء الذين يريدون إيذاء هويتنا الخالدة.