يصوم مسلمو دولة إيسلاندا حوالي 22 ساعة من يوميا خلال رمضان الجاري، وهي الفترة الأطول بين دول العالم. ويبدأ المسلمون بهذه البلاد العجمية الصيام على الساعة الثانية صباحا ويفطرون في منتصف الليل (12 ليلا)، وقال يوهانس آري، طالب إسلندي مسلم، يقيم بالعاصمة ريكيافيك، في حديث لإذاعة "هنا صوتك" الهولندية، "وقت طويل بين الإمساك والإفطار، ونحن غير معتادين على الصيام". ولا تغيب الشمس تقريبا في إيسلاندا خلال الصيف، حيث تختفي لثلاث ساعات ثم تعود لتظهر مجددا، مما يجعل ساعات الصيام خلال اليوم الواحد هي الأطول في العالم بأسره. ويقول الشيخ أحمد الصديق، إمام المركز الإسلامي الإيسلندي، أن الجو الرمضاني بهذه البلاد ممتع رغم طول ساعات الصيام، "خاصة مع قصر ساعات الليل"، وأضاف أن المسلمين هنا "يجتمعون في المسجد ويفطرون معا، لأن الوقت لا يسمح بأن يفطر كل صائم بمنزله ثم يأتي للصلاة". وعن صلاة العشاء والتراويح فتتم بعد ذلك مباشرة، ثم يتناول المصلون وجبة السحور قبل مغادرة المسجد في اتجاه بيوتهم، يضيف الشيخ أحمد الصديق. من جهته، أوضح إبراهيم سفيرير، وهو أول إيسلندي يدخل في الإسلام، أنه تعلم الشيء الكثير عن الإسلام لوحده، وقال إنه عندما صام لأول مرة منذ 35 أو 36 سنة، كان رمضان في الوقت نفسه الذي حل فيه هذه السنة، وكان في منطقة بإيسلاندا مع جده "تغيب الشمس فيها لبرهة في المحيط قبل أن تعود للشروق من جديد"، فكان يتساءل: "كيف سأصوم؟"، وتابع أنه راسل حينها جامع الأزهر وعدة منظمات إسلامية في العاصمة البريطانية لندن ومنظمات أخرى، "فلم يحصل على جواب"، فتبنى "فتوى شخصية" وقرر الصوم حسب توقيت مكة. أما عنبري رضوان، مغربي صاحب مطعم بإسلاندا، ويقيم فيها منذ 1991، فاعتبر أن صعوبة الصيام في رمضان بإيسلاندا يرجع إلى "طول مدته مع بعض الملل"، أما الجوع والعطش، فلا مشكل لأن النهار ليس حارا، يضيف المغربي. وقال ضاحكا: " لو صام المسلمون في البلدان العربية مثل المدة التي نصومها هنا فلا حول ولا قوة إلا بالله"، وقال مغربيان آخران "إنهما صاما هذا اليوم 22 ساعة، من الثانية والنصف صباحا، إلى الثانية عشر ليلا". ويُحافظ مغاربة إيسلاندا على عادات وتقاليد المائدة التقليدية المغربية، حيث يسجل الشاي والحريرة حضورهما القوي. من جانبها، اعتبرت إيريس بيورك، ممرضة إيسلندية مسلمة، أن الصيام في إيسلاندا يبدو غريبا "لأنني أشتغل في مكان أرى فيه الناس يأكلون من حولي"، وأكدت أن الهدف من الصيام "ليس الامتناع عن الأكل فقط، بل الإحساس بالناس الذين لا يجدون طعاما ولا يجدون ماء للشرب"، معتبرا أن رمضان "فرصة للتوقف والتفكير". واعتبرت أخنس أوسك، ربة بيت إيسلندية مسلمة، أنه بسبب طول ساعات الصيام يحس المسلمون بإيسلاندا بالتعب فيذهبون للنوم، مؤكدة أنه "ليس سهلا صيام 22 ساعة". *ينشر باتفاق مع إذاعة "هنا صوتك" الهولندية