منذ أن تُوفي مرشد جماعة العدل والإحسان، عبد السلام ياسين، بدا للمتابعين للمشهد السياسي المغربي، خصوصا المهتمين منهم بالحركات الإسلامية، وبشكل جلي انسحاب ابنته نادية ياسين من الأضواء، وهي القيادية في الجماعة ذاتها، بل ووجهها النسائي الأكثر حضورا وشهرة. وأثارت مغادرة نادية ياسين لواجهة الجماعة الإسلامية المعارضة تساؤلات عدة حول: لماذا توارت عن الأنظار؟ وهل انقطعت علاقتها بالجماعة التي أسسها أبوها بعد وفاته؟ أم أنها غير قادرة على رؤية شخص آخر في قيادة جماعة العدل والإحسان مكان أبيها؟ جزء من هذه التساؤلات يعجز حتى القياديون في جماعة الراحل عبد السلام ياسين عن فك لغزها، ذلك على الأقل ما ظهر في رد فتح الله أرسلان أحد القياديين البارزين في الجماعة في ندوة صحفية نظمتها الجمعة الماضية. وأجاب أرسلان عن سؤال غياب نادية ياسين، نجلة الزعيم الروحي الشيخ عبد السلام ياسين، عن جماعة العدل والإحسان، بتوتر واضح، وقال: "اسألوها هي لماذا توارت إلى الخلف ولا تسألونا نحن؟". وهكذا غادرت نادية ياسين جماعة أبيها تاركة تساؤلا محيرا، ربما ستُجيب عنه الأيام المقبلة، خصوصا أنها كانت أبرز الوجوه النسائية بها على الإطلاق، بل وأخذت غير ما مرة مساحات شاسعة من صفحات المنابر الإعلامية الوطنية والدولية، وخطفت اهتمام المنظمات الدولية في أكثر من مناسبة. لكنها لم تسلم أيضا من الشائعات التي لاحقتها بشكل مستمر يروجها من كانت تصفهم ب"خصوم" الجماعة و"أعدائها". فهل يمكن أن تكون المشاكل التي تخلقها لها الإشاعات سببا في تواريها عن الأنظار؟ أم هو "عدم رضاها" عن القيادة الحالية للجماعة، محمد عبادي، كما يرى بعض المحللين؟