قال محمد عبادي، أمين عام جماعة العدل والإحسان المنتخب حديثا خلفا لمرشد الجماعة الشيخ عبد السلام ياسين رحمه الله، إن منهج الجماعة قائم على التدافع السلمي وأن الجماعة ستبقى صمام أمان لهذا البلد ولن تكون سبب فتنة، وأنها لن تغير من مبدأ اللاءات الثلاثة الذي تأسست عليه، فلا للعنف ولا للسرية ولا للتبعية للخارج. وفصل العبادي في ندوة صحفية يوم الإثنين 24 دجنبر 2012 بمقر الجماعة بسلا، بالقول «لا للعنف لفظيا كان أو ماديا، نريد التغيير بشكل سلمي والعنف لن يوجه سوى للعدوان الخارجي إن تم وبكل قوة، وهذا لا يعني مهادنة الفساد فسنواجهه ونقاومه بشكل سلمي» وتابع عبادي، في الندوة التي عقبت انعقاد مجلس شورى الجماعة «لا للسرية نعم للوضوح والمسؤولية في مواقفنا وخطابنا حتى يعرف الناس من نحن وماذا نريد، والسرية كان يشرحها المرشد بالصبيانية»، وأردف عبادي، الذي حضر إلى جانبه نائبه فتح الله أرسلان وقيادات مختلفة بالجماعة، «نحن جماعة مستقلة فلا ارتباط عضويا لنا بالخارج ومشروعنا تجديدي، من تجديد الإيمان في القلوب إلى تجديد النموذج في التغير والذي شعاره «العمران الأخوي» يقول عبادي ويتابع «هذا عنوان المجتمع الذي نتطلع إليه، مجتمع الرحمة والشورى وهي محددات تتفوق بكثير عن مقتضيات الديمقراطية». عبادي، قال أيضا إن الجماعة تمد يدها لكل الفضلاء والغيورين والهيئات والشخصيات للتعاون على مواجهة الفساد والاستبداد، والعمل لما فيه خير وصلاح هذا البلد من أجل وطن العدالة والوئام، ودعا عبادي، بهذا الصدد إلى صياغة ميثاق تسطر فيه المبادئ والأهداف ليعيش بلدنا في حرية وكرامة. الندوة التواصلية أجابت على أسئلة الصحافة التي حضرت بشكل كثيف، ومنها موضوع طلب الجماعة الترخيص للاشتغال كحزب سياسي حيث أجاب العبادي بالقول إن القرار الدائم هو الاستمرار في مناهضة الفساد والاستبداد؛ وأن الموقف لن يتغير ما لم يتغير الواقع، وأضاف عبادي إن منزلي ما يزال مشمعا إلى اليوم منذ 2006 دون أي مبرر قانوني، وقال بأنهم راسلوا أكثر من جهة على هذا المستوى دون نتيجة كما أن المحكمة الإدارية بوجدة حكمت بعدم الاختصاص. عبد الواحد المتوكل رئيس الدائرة السياسية للجماعة، قال في نفس الموضوع إنهم لم يرخصوا لنا بقبر، طلبناه إلى جانب قبر الشيخ لتدفن زوجة المرحوم بجانبه فرفضوا فكيف يرخصون لنا بحزب! وتابع؛ أمام هذا الواقع لن نقوم بعملية عبثية ونطالب بالترخيص لنا كحزب سياسي، وقال إن هذا السؤال ينبغي أن يوجه للجهة الأخرى وليس لنا. وحول ما كتب وقيل عن موت الجماعة بموت مرشدها العام؛ قال العبادي إن مصير الجماعة إلى قوة ورشد وعزة وتمكين لأن مشروع العدل والإحسان لا يرتبط بشخص بل هو قائم على الجماعة ومبني على المؤسسات؛ وأننا سنواصل السير بثلاثية الحب في الله والنصيحة والشورى والطاعة تباعا. وفيما أعلن بيان مجلس الشورى الذي تلاه رئيسه محمد العلمي عن تخصيص لقب المرشد العام للشيخ عبد السلام ياسين دون غيره، قال عبادي إنه يفكر في الانتقال للسكن بالرباط عندما تتوفر الظروف بدل سكنه في مدينة وجدة. يذكر أن مجلس شورى العدل والإحسان تأسس سنة 1992 بعد خروج أعضاء مجلس الإرشاد من السجن، كما أنه يضم في عضويته كل المجالس المركزية للجماعة بما فيها مجلس الإرشاد والدائرة السياسية، وقد حضر دورته الاستثنائية أزيد من 98 بالمائة منها 26 نساء، وقد كان تحت اسم دورة «الثبات والوفاء» ودام أيام 7/8/9 صفر الخير 1434 الموافق ل 21/22/23 دجنبر 2012، كما قيل أن فتح مجلس الشورى أمام الصحفيين سيتم قريبا. الترشيح للمسؤولية وصلاحيات الأمين العام وعن صلاحيات الأمين العام الجديد للجماعة ومدى مطابقتها لنفس الصلاحيات التي كانت لدى مرشد الجماعة؛ قال فتح الله أرسلان نائب أمين عام الجماعة إن الشيخ ياسين لم يكن يمارس حتى 10 بالمائة من الصلاحيات المخولة له وأنه كان يفوض أغلب تلك الصلاحيات، وتابع إن صلاحيات المسؤول الأول بالجماعة محددة بالقانون منذ مدة وهي نفسها المستمرة اليوم وأنها نفسها المتوفرة لدى الأمناء العامين للأحزاب السياسية ورؤساء الهيئات المدنية، وليس فيها ما يؤدي بالفرد إلى الاستبداد. المنظمون ذكروا أن مدة قيادة الامين العام للجماعة حددت في خمس سنوات قابلة للتجديد. أما عن عملية اختيار أمين عام الجماعة فقد أكد عبد الكريم العلمي رئيس مجلس الشورى أنها تمر من مرحلتين أولى للترشيح وأكد على هذا المستوى انه كان هناك أكثر من مرشحين لكنه امتنع على تقديم أسمائهم وعن عدد الأصوات الذي حصل عليه كل منهم، مؤكدا أن من مبادئهم عدم ترشيح أي عضو لنفسه، وان المرشحين تم ترشيحهم من طرف أعضاء المجلس، كما قال عن الدور الثاني يشترط ألا يمر إليه سوى اثنين وقد كانا هما محمد عبادي الذي انتخب أمينا عاما للجماعة وفتح الله أرسلان الذي انتخب نائبا له. هذا وقد أكد بيان المجلس على التمسك بخيارالمقاربة الجماعية كمدخل لتغيير الأوضاع «المتردية» بالبلد، كما دعا كافة القوى الفاعلة إلى فتح حوار مجتمعي مسؤول واستثمار أجواء الربيع العربي التي من الله بها على الأمة. كما جدد تضامنه مع الشعب السوري وأدان مسلسل تهويد مدينة القدس ووجه المجلس التحية للمقاومة في غزة المنتصرة. كواليس الندوة تكتمت الجماعة على قرارات ونتائج الدورة الاستثنائية لمجلس الشورى بشكل تام قبل انعقاد الندوة الصحفية؛ بحيث لم تتمكن أي وسيلة إعلامية من الوصول إلى هذه الأخبار قبل موعد الندوة. على الرغم من بداية الندوة الصحفية بوقت معتبر والتقدم في تلاوة البيان الختامي للمجلس لم يتم وضع البطائق التعريفية التي تعرف بالمسؤوليات الجديدة الموكلة لبعض أعضاء الجماعة إلا بعيد تلاوة البيان الختامي في نقطته السادسة. لم يتم تسليم الصحفيين والحضور الملف التواصلي إلا بعد نهاية الندوة الصحفية؛ حيث كان يضم البيان الختامي وورقة تعريفية بالأمين العام الجديد. لوحظ غياب بعض قيادات الجماعة وعلى رأسهم القيادية النسائية نادية ياسين نجلة مرشد الجماعة؛ وقد أجاب أرسلان عن ذلك بكون الأمر عاديا وأنه من تيسر له الحضور من القيادة حضر ومن تعذر عليه فإنه لم يحضر. محمد ضريف، باحث في شؤون الحركات الإسلامية :هناك مؤشرات تحول لدى الجماعة تأكيدها يحتاج لمزيد من الوقت إلى الآن يصعب الحديث عن تحول في توجهات واختيارات جماعة العدل والإحسان، بل إن كل قيادي داخلها سيحاول إثبات ذاته بتبريز الارتباط بالشيخ والوفاء له، إذن نفس الاستمرارية حاضر؛ ويؤشر عليه قول عبد الكريم العلمي رئيس مجلس الشورى حينما قال إن المرشد العام أراح من بعده، وأيضا كلمة محمد عبادي في جنازة الشيخ حيث قال إنه رحمه الله رسم كل شيء من البداية إلى النهاية، وبالتالي سيحضر تأكيد القرب من الشيخ وفكره بقوة بين قيادات الجماعة. من عناصر الاستمرارية اسم دورة مجلس الشورى «الثبات والوفاء» وأيضا البيان الختامي للدورة الاستثنائية الذي أكد على عدة مواقف كانت حاضرة قيد حياة الشيخ ياسين، من قبيل أن التغيير مهمة جماعية وليست اختصاص فصيل بعينه والتأكيد على موضوع الحوار المجتمعي. ورغم كل هذا هناك مؤشرات وجوانب أخرى تثير بعض الأسئلة لكنها تحتاج إلى وقت لتتضح وتتأكد قراءتها؛ من قبيل التخلي عن لقب المرشد العام بالنسبة للمسؤول الأول بالجماعة على الرغم من كون عبد السلام ياسين تحدث في المنهاج النبوي عن طريقة اختياره، وكنت أتوقع على هذا المستوى اعتماد لقب «الإمام المجدد» الذي تم تداوله بقوة للشيخ عبد السلام ياسين، والإبقاء على لقب المرشد العام للمسؤولين الذي سيتعاقبون على قيادة الجماعة. لكن القرار تم بصيغة توافقية مما يعني أن تدبير المرحلة بالنسبة للجماعة ستكون جماعية. "التوحيد والإصلاح" تهنئ عبادي الأخ الفاضل محمد عبادي الأمين العام لجماعة العدل والإحسان السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد، فيشرفني أن أتوجه إليكم باسم المكتب التنفيذي ونيابة عن كافة أعضاء حركة التوحيد والإصلاح بتهانينا الخالصة على إثر انتخابكم أمينا عاما لجماعة العدل والإحسان، داعين الله العلي القدير أن يعينكم على تحمل المسؤولية في قيادة جماعة العدل والإحسان في هذه المرحة الجديدة لما فيه خير بلدنا وأمتنا، كما نهنئ من خلالكم جميع أعضاء الجماعة على نجاح مجلس الشورى في انتخاب القيادة الجديدة. والله تعالى نسأل أن يوفقنا وإياكم لمواصلة الجهود لما فيه مصلحة البلاد والعباد. ودمتم في حفظ الله ورعايته. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. الرباط في 11 صفر 1434 ه موافق 25 دجنبر 2012 م إمضاء: محمد الحمداوي/ رئيس حركة التوحيد والإصلاح محمد الحمداوي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح :نهنئ جماعة العدل والإحسان على هذا الاختيار بسم الله الرحمان الرحيم، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، بداية نهنئ جماعة العدل والإحسان على هذا الانتقال، وعلى اختيارها لأمين عام الجماعة، وأهنؤها على هذا الاختيار الذي جاء قرارا اتخذه مجلس شورى الجماعة مع ما يمكن أن يعطيه من القوة ومن المشروعية ومن منهج العمل المؤسساتي. فالله أسأل أن يعين الأستاذ محمد عبادي الأمين العام للجماعة على القيام بهذه المهمة رفقة إخوانه في القيادة آملين أن يوفقهم الله سبحانه وتعالى في تدبير هذه المرحلة الجديدة إن على المستوى الداخلي للجماعة بإدارتها بعد وفاة مرشدها المؤسس، أو على المستوى الخارجي في علاقتها مع الفاعلين الآخرين. ومرة أخرى أهنئ الجماعة والقيادة الجديدة لجماعة العدل والإحسان.