وضعت المواجهة المستمرة في منطقة كركرات، قوات الجيش المغربي و"جبهة البوليساريو" الانفصالية على مسافة 200 متر من بعضهما البعض في شريط ضيق من الأرض قرب الحدود مع موريتانيا. ومع وجود قوات لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة تفصل بين قوات الطرفين هناك فإن هذا الوضع قد لا يتصاعد إلى حرب. لكن دبلوماسيين يسعون جاهدين من أجل تكريس السلام في المنطقة الواقعة على الطرف الغربي من منطقة الساحل التي تشهد صراعات بالفعل مع انخراط حكومات من موريتانيا ومالي إلى النيجر وتشاد في القتال ضد جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة في الغالب بمساندة غربية. وقال إبراهيم، جندي في مليشيات البوليساريو ل "رويترز"، الذي نشرت وحدته مدافع مضادة للطائرات ودبابات روسية الصنع متقادمة "الجيل الأصغر يريد إيجاد حل أيا كان الثمن." وأثناء حديثه حلقت طائرة استطلاع للأمم المتحدة في السماء غير بعيدة عن ضوء ينبعث من كشافات إضاءة في قاعدة صغيرة لقوات حفظ السلام ويضيء ليل الصحراء. المواجهة عند الحاجز الحدودي منذ بدء المواجهة حشدت جبهة البوليساريو الانفصالية المدعومة من الجزائر، جنودا عند الحاجز الذي بناه المغرب وهو جدار من الطين والحجارة محمي بألغام أرضية. ويفصل الخط المتعرج الذي يمتد ثلاثة آلاف كيلومتر عبر الصحراء . واندلعت أحدث مواجهة عند الطرف الجنوبي للحاجز الحدودي واضطرت قوات الأممالمتحدة للتدخل بعد أن عبرت قوات الشرطة المغربية الحاجز إلى منطقة عازلة وردت جبهة البوليساريو بالمثل. وظلت الوحدات تواجه بعضها البعض في قرية كركرات. وتأتي المواجهة في وقت حساس تجرى فيه محاولات لاستئناف الجهود الدبلوماسية. وبالنسبة ل"جبهة البوليساريو" المدعومة من الجزائر، فإن ما حدث في كركرات إستفزاز مغربي وانتهاك لوقف إطلاق النار. ويقول المغرب إن العملية التي قام به كانت تهدف فقط إلى إزالة انقاض وتمهيد الطريق إلى موريتانيا للمساعدة في مكافحة التهريب. وفي الرباط ينفي المسؤولون أي انتهاك لوقف إطلاق النار ولا يرون سوى محاولة من البوليساريو لتسجيل نقاط سياسية. ومن جانبهم يقول قادة البوليساريو أنهم قاموا بتعبئة الجنود كاجراء دفاعي محض قرب الحاجز. وحتى الآن لم تسفر مقترحات للأمم المتحدة لانسحاب الطرفين عن أي شيء وتتنامي مشاعر الاحباط. وقال إبراهيم محمد محمود الأمين العام لجبهة البوليساريو لرويترز "نحن نحترم وقف إطلاق النار. القرارات بيد القيادة السياسية… لكن كثيرين يشعرون بعد هذا وبعد سنوات من الانتظار أن الحل الوحيد هو العودة للحرب." مسعى دبلوماسي جديد يحاول مفاوضو الأممالمتحدة منذ يوليوز إجراء جولة جديدة من المفاوضات. وتقول البوليساريو إنها مستعدة لإجراء محادثات لكن تحديد الموعد عملية معقدة. وأصبح للجبهة زعيم جديد هو إبراهيم غالي بعد وفاة مؤسسها محمد عبد العزيز في يوليوز في حين سيحل "أنطونيو جوتيريش" محل "بان كي مون" كأمين عام للأمم المتحدة إعتبارا من الأول من يناير . وفضلا عن ذلك يقول المغرب إن مبعوث الأممالمتحدة إلى الصحراء كريستوفر روس لا يمكنه زيارة الرباط حتى يتم تشكيل حكومة جديدة، بعد اقتراع 7 أكتوبر. وفي الوقت نفسه يحشد المغرب التأييد لينضم مرة أخرى إلى الاتحاد الافريقي ويأمل في كسب تأييد الاتحاد لخطة قدمها الملك محمد السادس تمنح المنطقة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. وكان المغرب قد انسحب من الاتحاد الافريقي قبل 30 عاما احتجاجا على اعترافه بالبوليساريو. وتعكس الكثير من أبعاد المأزق انقسامات داخل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي لم يتمكن من حمل أي من الطرفين على قبول المقترحات. وتساند فرنسا المغرب في حين تتبنى الولاياتالمتحدة نهجا أكثر حذرا لكنها تصف خطة الملك بأنها "ذات مصداقية وواقعية". وخارج الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن تساند فنزويلا وأنجولا جبهة البوليساريو. وقال محمد حداد منسق الأممالمتحدة لدى الجبهة إن الكرة في ملعب المجلس. وأضاف قائلا "يتعين على مجلس الأمن أن يأخذ في الاعتبار أنه يوجد تحد للسلام ويتعين عليهم أن يعطوا اهتماما لهذا الصراع." وترفض الرباط إصرار الجبهة على الاستفتاء قائلة إن هذه الخطة لم تعد تذكر على وجه التحديد في قرارات الأممالمتحدة. وقال المصدر المغربي الرسمي "لماذا يجب علينا أن نعود لعام 1991؟". وقال دبلوماسيون غربيون ومصدر بالأممالمتحدة إن خطوة المغرب في كركرات بدت وكأنها استعراض للقوة لاختبار القيادة الجديدة للبوليساريو بينما تساعدها في كسب الوقت على الصعيد الدبلوماسي. وقال مصدر الأممالمتحدة "يريدون أن يظهروا لنا جميعا أن بإمكانهم تجاوز الحاجز وهي مبادرة خطرة… سنرى الكثير من ذلك في غياب عملية مفاوضات." ويرفض المغرب هذه الاتهامات. وقال المصدر المغربي "البوليساريو ردت وانتهكت وقف إطلاق النار بإدخال قوات."