لاحظ مُتابعون للشأن السياسي المغربي كيف شرع الأمين العام لحزب الاستقلال وعمدة مدينة فاس، مؤخرا، في مُهاجمة حزب الأصالة والمعاصرة في تصريحاته، بعدما كان يخص بها بشكل حصري حليفه السابق في الطبعة الأولى من الحكومة وغريمه الحالي، حزب العدالة والتنمية. ويطرح المُتابعون أنفسهم تساؤلا حول ما الذي دفع حميد شباط إلى توجيه سهام هجومه لحزب الجرار بعدما كان الأمر مقتصرا على حزب المصباح؟ وفي تحليل بعضهم لهذا المستجد، اعتبروا أن عمدة فاس بدأ يشعر بأن مستشارين جماعيين من البام، الذين دعموه في وقت سابق للظفر بكرسي عمودية العاصمة العلمية للمملكة، "بدؤوا ينفضون من حوله"، الشيء نفسه يُبديه أيضا مستشارون من حزب الجرار بالعاصمة الرباط. ورأوا أن "غضب" شباط من حزب الأصالة والمعاصرة، الذي يظهر من تصريحاته الأخيرة، مرتبط في جزء كبير ب"نقض" تحالف "استراتيجي" بين الميزان والجرار في المعارضة، رغم أن البادي للعيان أن التحالف الأكثر "متانة" هو الذي بين شباط والكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر. ولا يستبعد المتابعون للمشهد السياسي بفاس أن يكون "غضب" عمدة فاس زاد من حدته تزايد "نفوذ" حزب العدالة والتنمية داخل العاصمة العلمية، التي كانت تعتبر إلى وقت قريب، قلعة للاستقلاليين، كما لا يستبعدون أن تحمل الانتخابات الجماعية والجهوية، المرتقب تنظيمها في يونيو 2015، مفاجآت ربما تكون "غير سارة" للأمين العام لحزب الاستقلال.