شهدت مدينة ساو باولو البرازيلية مظاهرات احتجاجا على عزل الرئيسة ديلما روسيف من منصبها، وقد أثار عزلها توترا دبلوماسيا بين البرازيل ودول في أميركا اللاتينية يحكمها اليسار. ووقعت المظاهرات مساء الأربعاء بعيد تصويت مجلس الشيوخ البرازيلي على عزل روسيف بأغلبية 61 صوتا مقابل 20 صوتا. وتحولت المظاهرات إلى اشتباكات بين المحتجين والشرطة التي أطلقت الغاز المدمع، كما أغلقت الطرق الرئيسية وسط المدينة. وقال مراسل الجزيرة رائد فقيه إنه لا تزال هناك بعض الاعتصامات والمظاهرات المحدودة في عدد من المدن البرازيلية، خاصة مدينة ساو باولو، التي تعتبر معقلا لحزب العمال الذي تنتمي إليه الرئيسة المعزولة. وأضاف أنه من غير المرجح أن تؤدي الاحتجاجات الحالية إلى اضطرابات. ووافق مجلس الشيوخ أمس على إقالة الرئيسة اليسارية نهائيا بعد اتهامها باقتراف "جريمة مسؤولية" تشمل التلاعب في أرقام الميزانية لإخفاء حجم العجز. وكان المجلس قد أوقف رئيسة البلاد عن العمل منذ مايو/أيار الماضي، وتولى نائبها ميشال تامر (من حزب الحركة الديمقراطية المحافظ) الرئاسة مؤقتا. وبعد عزل روسيف أمس أدى تامر اليمين الدستورية ليكمل مدة الرئاسة حتى ديسبمر 2018. وكانت الرئيسة المعزولة قد وصفت إجراءات إقالتها بأنها انقلاب على الدستور، وتعهدت بمواصلة العمل السياسي، إذ بإمكانها الترشح في الانتخابات البرلمانية القادمة. وبعد التصويت بعزل الرئيسة ديلما روسيف نهائيا من منصبها، استدعت كل من فنزويلا وبوليفيا والإكوادور سفراءها لدى البرازيل، معتبرة أن عزل روسيف انقلاب. وردت البرازيل باستدعاء سفرائها لدى الدول الثلاث التي تحكمها أنظمة يسارية. وقال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إن ما وصفه بالانقلاب في البرازيل لا يستهدف فقط الرئيسة ديلما روسيف، وإنما أيضا أميركا اللاتينية والكاريبي. كما قال إن الانقلاب يستهدف ما سماها الحركة اليسارية الشعبية التقدمية في المنطقة. وتعليقا على تصريحات الرئيس الفنزويلي، قال وزير خارجية البرازيل إن الحكومة الفنزويلية لا يحق لها أن تتحدث عن الديمقراطية لأنها تفتقر لنظام ديمقراطي. يذكر أن المعارضة في فنزويلا تسعى للإطاحة بمادورو عبر استفتاء شعبي لمنعه من الاستمرار في منصبه حتى 2019. بدورها قالت حكومة السلفادور إن عزل روسيف يمثل تهديدا خطيرا للديمقراطية والسلام في المنطقة.