"أنونيموس المغرب"، "قوات الردع الالكترونية"، "الجيش الالكتروني المجهول"، "الأشباح المغربية"، "الهاكرز المغاربة المحترفون"... والعديد من المجموعات المغربية ذات شهرة عالمية في عالم الهاكرز والقرصنة الالكترونية، يضرب لها ألف حساب، ويعترف بقدراتها الخارقة والمتميزة، قادرة على قيادة معارك عالمية، وهزيمة مؤسسات منظمة، والإطاحة بمصالح دولية، وكذا تسجيل نقاطا ضد من يرونهم أعداءً للوحدة الترابية، والقضايا الإسلامية، والثوابت المغربية. المغاربة ينقلون الدفاع عن "الشرعية" إلى الحرب الالكترونية: كان للمغاربة السبق في نقل المعركة بين المناصرين للرئيس المصري محمد مرسي، والانقلابيين العسكريين الذين خلعوه من منصبه الرئاسي، وخصوصا بعد التعتيم الإعلامي الذي فرضته الآلة العسكرية المصرية، إلى الحرب الالكترونية والتشويش على الانقلابيين، خصوصا بعد إغلاق القنوات الفضائية المدافعة عن الشرعية، واعتقال عدد من الإعلاميين والصحفيين. كان الرد الالكتروني المغربي قاسيا، بداية باختراق موقع وزارة الداخلية المصرية، من طرف مجموعة تسمى "أنونيموس المغرب"، التي وضحت في بيان لها أن الاختراق جاء "تنديدا بالإنقلاب العسكري الذي طال الرئيس مرسي، والذي يتنافى مع كل أعراف الديموقراطية التي يتبجع بها الغرب". وأضافت المجموعة، أن العمل لا يزال جاريا لاختراق موقع وزارة الدفاع، والبريد الإلكتروني للفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع المصري وقائد الانقلاب، فيما هددت أن "الهجمات ستشمل مواقع وحسابات أخرى في حالة عدم الاستجابة لمطالب الشعب المصري، واحترام إرادته التي عبر عليها عبر صناديق الاقتراع المتعارف عليها دوليا، كآلية من آليات تحقيق الديمقراطية". في نفس الصدد، تم اختراق موقع قناة "cbc" المعروفة بتأييدها للمعارضة المصرية، ودعم الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، قبل أن يعلن لا حقا عن إسقاط موقع الحكومة المصرية من طرف نفس المجموعة، ثم انضاف إلى القائمة موقع حركة تمرد، الذي بث القراصنة المغاربة عبره تغطية مباشرة لمناصري الشرعية من ميدان رابعة العدوية. الهوية الإسلامية خط أحمر الإسلام واحد من المقدسات التي يرفض القراصنة المساس به، أو التعرض له بأي وسيلة، فما إن تثار قضية فيها استهداف للدين، أو مساس بالهوية والمرجعية الإسلامية، حتى يعمد الهاكرز المغاربة إلى تشغيل أسلحتهم الفتاكة، لشن هجوم شديد على من أعلن نفسه عدوا لأسمى مقدسات الأمة. آخر مستفزي الآلة "الجهادية الالكترونية" المغربية، كانت جمعية مغرب الثقافات التي تسهر على تنظيم مهرجان "موازين"، لما استضافت مغنية انجليزية صعدت إلى المنصة شبه عارية، فتحركت الجيوش الإلكترونية من مختلف المدن المغربية، وشنت هجوما موحدا على الموقع الرسمي للمهرجان، ونشروا عليه رسالة توضح أن الهجوم ليس عبثيا، إنما "رد فعل على مشاهد العري من طرف الفنانين الأجانب في الأيام الأولى من المهرجان". القناة الثانية لم تسلم هي الأخرى من الهجوم، خصوصا بعد بثها لقطات اعتبرت "ماجنة" لما تضمنته من مشاهد عارية، فواجهت صعوبات عديدة، وتشويشات كثيرة، أوقفت موقعها الرسمي في أكثر من مناسبة، وعمد المغاربة إلى اختراق موقع تابع لملهى ليلي بإسبانيا أطلق عليه اسم "مكة"، واستهدفوا معه عدد من المواقع الاسبانية، أثارت ضجة واسعة انتهت بغلق الملهى، وتغيير اسمه. أضف إلى ذلك، ما تعرض له موقع جريدة "الأحداث المغربية"، بسبب تصريحات صحافي بالجريدة في قضايا الحريات الشخصية، عندما صرح أنه لا يمتنع أن تمارس بنته وأخته الجنس خارج مؤسسة الزواج، فوجهت له "المحكمة الالكترونية" تهمة "نشر أفكار تسعى إلى الفساد والانحطاط الأخلاقي"، وعمدت إلى تدمير الموقع بشكل نهائي، وحذر القراصنة جميع المواقع التي تؤيد أو تساند هذه الجريدة من بعيد أو من قريب، مؤكدين أنها ستكون هدفهم المقبل "لمحاربة جميع أوجه الفساد الأخلاقي". الدفاع عن القضية الفلسطينية حب المغاربة للمسجد الأقصى ولفلسطين، وتفاعلهم مع أي مستجد في القضية، بارز بقوة حتى على الشبكة العنكبوتية، فتجدهم متفاعلين مع كل دعوات النصرة، وقياديين في شتى المعارك والحروب الالكترونية، متمكنين في كل مرة من الإطاحة بكبريات المواقع وأشدِها حماية. في أبريل المنصرم، دعت مجموعات عالمية لشن حرب الكترونية ضخمة على الكيان الصهويني، واستهداف عدد من المواقع الحكومية والرسمية، والحسابات البنكية ومصالح البورصة، أدت إلى تكبد الكيان خسائر هائلة، ماديا ومعلوماتيا أدت إلى ارتباك على أرض الواقع، وحتى المستوى العسكري، حيث تسرب أن كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، تمكنت من الحصول على معلومات هامة جدا، ذات علاقة بالمخططات المقبلة للجيش الاحتلال، خصوصا بعد تمكن القراصنة من اختراق موقع الموساد، والموقع الرسمي للجيش. المغاربة كان لهم الدور القيادي في المعركة، وباعتراف رسمي من الكيان الصهويني، الذي أكد في أكثر من تصريح، أن أشد الهجمات شراسة تصلهم من المغرب، ثم فلسطين والعراق، حيث تمكنت القرصان المغربي "Virùs Noir" لوحده، من اختراق الموقع الرسمي للكنيست (البرلمان "الإسرائيلي")، وأزيد من 70 موقع آخر. الصحراء المغربية والوحدة الترابية "قوات الردع المغربية" واحدة من أشهر مجموعات القرصنة المغربية، تجعل من قضية الوحدة الترابية ومغربية الصحراء قضية أساسية لها، فتعمل طوال الوقت على اختراق المواقع الرسمية لجبهة البوليساريو، وتكبدها على الدوام خسائر مهمة، كما تعمد إلى اختراق حسابات قيادي الجبهة وانفصاليي الداخل، وفضح علاقاتهم مع الخارج، وبرامجهم المستقبلية. والجزائر بصفتها الداعم الرسمي للبولساريو، لا تسلم من المدافع القوات الالكترونية المغربية، فبين الفينة والأخرى تجد أحد مواقعها الرسمية في حالة عطب أو خارج تغطية، وقد نشر على واجهته خارطة مغربية تضم الصحراء للمغرب، وعبارات مناصرة للوحدة الترابية، وتهديد ووعيد لكل من يريد أن يفصل الصحراء عن مغربها، وكان آخرها موقع الداخلية الجزائرية، الذي أصابه الهجوم المغربي. وفي وقت لازالت العلاقات الخارجية المغربية تجد صعوبات في الانتصار الدبلوماسي لمغربية الصحراء، استطاع الهاكرز المغاربة جلب تأييد دولي من زملائهم في الهواية، وكان آخرها تحالف أربع مجموعات مغربية مع آخرى مصرية، لاستهداف 4000 موقع إسباني شهر أبريل الماضي، بينها 4 مواقع إباحية، وأخرى تابعة لمؤسسات بنكية واقتصادية وإعلامية باسبانيا. وكل جهة بترت الصحراء من خارطة المغرب، تواجه المتاعب والصعوبات الجمة، ولا تكاد تبرح من الأزمة حتى تصحح الخطأ وتعتذر، فهذا الداعية المحبوب لدى المغاربة أحمد الشقيري، لم تشفع له برامجه ولا مكانته من الهجوم "التأديبي"، لما نشرت في إحدى حلقات برنامجه المشهور "خواطر"، خارطة المغرب مبتور صحراء، ولم تتوقف الهجومات حتى اعتذر ووضح.. كما تعرض الدكتور طارق السويدان هو الآخر لموقف مماثل، واضطر معه لتسجيل اعتذار مطول يوضح فيه أنه مع مغربية الصحراء وضد تقسيم أي بلد من بلدان المسلمين. والأمثلة في هذا الباب كثيرة ومتعددة، منها موقع الجزيرة نت، موقع كرة القدم لجنوب افريقيا، ومواقع رياضية قطرية... والسبب دائما نشر خارطة جيوغرافية للملكة المغربية منفصلة عن الصحراء. القدرات الهائلة تنتظر الاحتضان كغيرها من طاقات الوطن، تبقى هاته القدرات الهائلة في الاختراق وبالتالي في الحماية الالكترونية، تعاني التهميش والنسيان، في غياب سياسة رسمية لاحتضان هؤلاء الشباب، والاستفادة من قدراتهم التي يضرب لها العالم ألف حساب، للنهوض بالبحث والإنتاج الالكتروني، بما يجعل المغرب قادر على منافسة كبار الدولة المنتجة في المجال، ولتطوير القدرات الأمنية والعسكرية للبلد.