انطلقت، مساء أمس الجمعة بمدينة فاس، فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان فاس للثقافة الأمازيغية، التي تنظم هذه السنة تحت شعار "الأمازيغية والأندلس.. حق الانتماء والضيافة" وتستمر ثلاثة أيام. وتروم دورة هذه السنة من هذا المهرجان، الذي تنظمه مؤسسة "روح فاس" وجمعية "فاس سايس" ومركز "جنوب شمال"، إبراز الدلالات التاريخية والاجتماعية والانتربولوجية للثقافة الأمازيغية والأدوار التي تضطلع بها في فهم التاريخ وفي تعزيز سبل التبادل الثقافي والتعايش والحوار. وقال أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، إن هذا الحدث الثقافي والفني، الذي ينظم بتعاون مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، يشكل احتفاء بالأمازيغية في سياق الذكرى الثانية لترسيمها في الدستور الجديد للمملكة، وكذا في سياق الحوار الوطني الممهد لإعداد القانون التنظيمي الخاص بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية. وأوضح بوكوس، خلال افتتاح فعاليات هذا المهرجان، أن الأمازيغية جاهزة ومؤهلة للقيام بوظائفها كلغة رسمية من حيث تهيئة بناها الصوتية والصرفية والمعجمية والتركيبية بفضل العمل الذي يقوم به المعهد منذ إحداثه سنة 2001. واعتبر أن هذا المهرجان يؤكد، من خلال اللقاءات والجلسات العلمية التي يتضمنها، على حيوية الأمازيغية، وعلى تشبث المغاربة بهويتهم الضاربة في عمق التاريخ والمنفتحة على الروافد العربية والأندلسية والحسانية والعبرية وعلى القيم الكونية. من جهته، أكد محمد القباج، رئيس جمعية "فاس سايس"، في كلمة تليت نيابة عنه، أن من شأن هذا الحدث الثقافي والفني أن يساهم في النقاش الدائر حاليا على الصعيدين الوطني والدولي حول أهمية التبادل الثقافي بين الشرق والغرب، وكذا حول مفاهيم "الأمة والهوية وحق الانتماء والضيافة"، مشيرا إلى أن المهرجان سيعمل على إبراز إسهامات الثقافة الأمازيغية بفنونها وأشكالها في الهوية المغربية وفي إعطاء المكانة اللائقة بالأمازيغية كمكون أساسي من مكونات الثقافة المغربية. وقال إن مهرجان فاس للثقافة الأمازيغية، بشقيه العلمي والفني، أضحى يكتسي أهمية كبيرة تتجلى في استقطابه لفئات عريضة من خيرة المثقفين ومن محبي الفن الأمازيغي من داخل المغرب ومن الخارج، مؤكدا أن أهم ما يميز هذه الدورة هو بحث ومناقشة علاقة الأمازيغية لغة وثقافة بالأندلس. وبدوره، أوضح موحى الناجي، مدير المهرجان، أن الهدف الذي يسعى المنظمون إلى تحقيقه هو أن يتبوأ هذا الحدث الثقافي والفني مكانته اللائقة ضمن كبريات المهرجانات بالمغرب، مضيفا أن دورة هذه السنة تجمع بين المهرجان ونجومه الذين سيزينون على امتداد ثلاثة أيام وفي فضاءات مختلفة سماء فاس ويتحفون الجمهور بأجمل اللوحات الموسيقية وبين المؤتمر الدولي الذي سيركز على الدلالات التاريخية والاجتماعية للثقافة الأمازيغية والأدوار التي تضطلع بها في فهم التاريخ. وتميز الحفل الافتتاحي للمهرجان بتكريم السيد عبد السلام أحيزون، الرئيس المدير العام ل"اتصالات المغرب"، على كل الجهود التي يبدلها من اجل تثمين وتطوير الثقافة الأمازيغية وكذا للخدمات التي يقدمها في الميادين الاقتصادية والاجتماعية والرياضية. ونوهت الكلمات التي ألقيت في حق المحتفى به بالمسار المهني المتميز للسيد أحيزون وبخصاله الإنسانية، مؤكدين على أنه يشكل نموذجا للأجيال القادمة باعتباره قدم ولا يزال الكثير للثقافة الأمازيغية ولتنمية بلده خصوصا في مجال وسائل الاتصال المتعددة. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة الثقافية والفنية محورين أساسيين سيخصص الأول للمؤتمر الدولي حول "الأمازيغية والأندلس .. حق الانتماء والضيافة" بينما سيخصص المحور الثاني للأغنية والشعر والفنون الأمازيغية. ومن بين العروض والمداخلات التي ستقدم في إطار هذا المهرجان "التعدد الثقافي المغاربي في ضوء علاقاته بالإرث الأندلسي" و"الهويات المتعددة بالمنطقة" بالإضافة إلى قضايا تهم "آداب المهجر" و"الدراسات الثقافية والأندلسية" و"الضيافة وحق الانتماء". وسيشكل هذا المهرجان مناسبة لاستكشاف وإبراز الأثر الإيجابي للإسهامات الأمازيغية عموما وللحوار بين الثقافات على وجه الخصوص على السلام والديمقراطية والتنمية المستدامة والمحافظة على التراث. كما سيتيح هذا الملتقى للعديد من الخبراء والباحثين والمهتمين من المغرب والخارج الفرصة لمناقشة قضايا لها صلة بالتاريخ والهجرة والتبادل الثقافي وإسهاماتها في التنمية والحوار الأورو مغاربي.