دعا المشاركون في أشغال الدورة التاسعة لمهرجان فاس للثقافة الأمازيغية، التي اختتمت فعالياتها امس الأحد، إلى ضرورة تشجيع البحث في علاقة الأمازيغية بالأندلس والاعتراف بهذه الذاكرة المشتركة. وطالب المشاركون في الندوة الفكرية التي نظمت في إطار هذا المهرجان حول موضوع " الأمازيغية والأندلس.. حق الانتماء والضيافة " بإعادة كتابة التاريخ والاهتمام بالبعد الأمازيغي مع إدراج تاريخ الأندلس في المناهج الدراسية.
كما ألحت التوصيات التي صدرت في ختام هذه التظاهرة الثقافية والفنية التي شارك فيها العديد من الباحثين الجامعيين والمفكرين والمختصين من المغرب والخارج على ضرورة صيانة التراث المادي وغير المادي للمكون الأمازيغي بالأندلس والعمل على إخراج القوانين التنظيمية للوجود والإسراع بإدخال الأمازيغية في الحياة العامة للمغاربة.
ودعت التوصيات التي خرج بها المشاركون في اللقاءات والجلسات العلمية التي نظمت في إطار هذا المهرجان إلى تشكيل فرق عمل وبحث مغربية إسبانية تشتغل من خلال ندوات ومنتديات مشتركة لتوثيق الذاكرة المشتركة بين المغرب والأندلس مع تحديد واستخلاص أهم المصادر والمراجع حول الأمازيغية والأندلس والعمل على التعريف بها من خلال نقلها وترجمتها إلى الأمازيغية والعربية .
واستهدف مهرجان فاس للثقافة الأمازيغية، الذي نظمته مؤسسة " روح فاس " وجمعية " فاس سايس " ومركز " جنوب شمال " واستمر ثلاثة أيام، إبراز الدلالات التاريخية والاجتماعية والانتثربولوجية للثقافة الأمازيغية والأدوار التي تضطلع بها في فهم التاريخ وفي تعزيز سبل التبادل الثقافي والتعايش والحوار.
وتضمن برنامج هذا الحدث الثقافي والفني الذي نظم بتعاون مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية محورين أساسيين خصص الأول للمؤتمر الدولي حول "الأمازيغية والأندلس .. حق الانتماء والضيافة " بينما خصص المحور الثاني للأغنية والشعر والفنون الأمازيغية . وبحث المشاركون في هذا الملتقى مجموعة من القضايا والمواضيع من قبيل " التعدد الثقافي المغاربي في ضوء علاقاته بالإرث الأندلسي " و " الهويات المتعددة بالمنطقة " و " الثقافة المغاربية بين المد الإسلامي والقيم الغربية " بالإضافة إلى قضايا تهم " آداب المهجر " و " الدراسات الثقافية والأندلسية " و " الضيافة وحق الانتماء ".
وشكل المهرجان مناسبة لاستكشاف وإبراز الأثر الإيجابي للإسهامات الأمازيغية عموما وللحوار بين الثقافات على وجه الخصوص على السلام والديموقراطية والتنمية المستدامة والمحافظة على التراث. كما تميز المهرجان بتنظيم أمسيات فنية وسهرات موسيقية قام بتنشيطها العديد من الفرق والمجموعات الغنائية التي تحتفي بالفن الأمازيغي وإيقاعاته المتنوعة.