المتابع للجرائد الوطنية في هذه الأيام شديدة الحرّ سيقف على حرارة وشراسة الهجوم الذي توقده مجموعة من المنابر الإعلامية سواء الورقية منها أو الإلكترونية ضد جهة سياسية معينة. فلا حديث اليوم سوى عن فضائح العدالة والتنمية ومصائب حكومة بنكيران ومخلفاتها الكارثية على المغرب، ولو أن سائحا يجيد قراءة العربية اشترى بعض الجرائد أو دخل على مواقع إلكترونية ليطلع ويعرف ما يجري في هذا البلد الذي حل فيه ضيفا وزائرا لهاله ما يرى، ولخيِّل إليه أن حكومة بنكيران شبكة مافيا وذراع من أذرع أمريكا في المنطقة، وأن وزراء العدالة والتنمية والمنتمين إلى حزب المصباح كلهم من عاشقي الكؤوس والقينات والليالي الحمراء. أنا لا أقف هنا مدافعا عن حزب العدالة والتنمية، كما أني لست منتميا إلى حزب سياسي ولا تستهويني السياسة أصلا، لكنه قد هالني ما تابعته في هذه الأيام؛ بل ما رأيت هذا الصباح فقط على عدد من المنابر الإعلامية، وإليكم نبذة من ذلك: – التحقيق مع مستشار "بيجيدي" في قضية تهريب مخدرات (كشك) – اعتقال مستشار جماعي من البيجيدي هرّب طنين من المخدرات (الصباح) – اعتقال رئيس جماعة "بيجيدي" في حالة سكر بعد حادثة بسيارة الجماعة (كشك) – رئيس جماعة من "البيجيدي" مخمور يصدم مواطنة من الجالية بسيارة المصلحة (برلمان.كوم) – استقالة جماعية من نقابة البيجيدي بآسفي (الأحداث المغربية) – مستشارو العدالة والتنمية بالجماعات القروية ينتفضون ضد لائحة المصباح بجماعة طنجةأصيلة (الأحداث المغربية) – هكذا حول البيجيدي بآسفي أموال المبادرة الوطنية إلى ريع تجاري لشركات تابعة له (الأخبار) – الأساتذة المتدربون يتهمون حكومة بنكيران بخرق بنود اتفاق 14 أبريل (الأخبار) – ترشح بنكيران للانتخابات بسلا يقسم قيادة "العدالة والتنمية" (هسبريس) – "هيلاري كلينتون" ترغب في ولاية ثانية لبنكيران (النهار المغربية) أنا لم أقم بجرد أسبوعي أو يومي لما نشرته هذه المنابر وإنما قمت فقط بنقل ما نشر هذا الصباح. وأعتقد أن العمل الذي تقوم به هذه المنابر والرسالة التي تريد إيصالها واضحة جدا ولا تحتاج إلى إيضاح أو بيان. فكل العمل مركز هذه الأيام على شيطنة حزب العدالة والتنمية وإطفاء نور مصباحه بشتى الوسائل، ولا مجال للحديث ها هنا عن الأخلاق والقيم والتنافس الشريف، فهذا كلام "أخلاقوي وماضوي" لا يوصل إلى المناصب، والسياسة كما هي معروفة عندهم "فعل ممكن"!!! وأيا كان هذا الممكن طبعا!!! وعلى الطرف الآخر يجد المتابع أن المنابر ذاتها ترفع حزب الأصالة والمعاصرة إلى العلياء، وتسوق أمينه العام ك"روبنهود Robin Hood" الذي خرج علينا من الغابة لينقذ المغرب من الإفلاس والسكتة القلبية، ومستعد ليقود الحكومة القادمة وسيشكل نصفها من النساء!! ويراهن على الاكتساح.. لا أحد يمكنه أن يمنع هذه المنابر من مساندة الأحزاب التي تدعم خزينتها وتضمن استمراريتها أو توافق توجهها، لكن رجاء: كثير من الاحترام لعقول المغاربة وقليل فقط من المصداقية والأخلاق.