أضنانا قهر الإنتظار ولوعة اللقاء وتجديد الوصال مع أم الأعراس وأكبر التظاهرات كونية وهي كأس العالم، حتى شارف هذا الغبن على أن يقسم ظهرنا ويغرس فينا كل أمراض الأعصاب وبلاوي الشد والضغط من فرط ما آل إليه وضعنا، ونحن نتخلف عن ركب الكبار، ويعجز منتخبنا الوطني عن إيجاد موطئ قدم له برفقة البقية كسفير وممثل لقارته السمراء، والتي كان أول من جعل الأضواء تسلط عليها والإنتباه لحيف الكوطا الذي تلاقيه، بإنجازه الهلامي غير المسبوق بالمكسيك سنة 1986· إذن هو مؤشر العداد الذي سيوضع على خط الصفر لبدئ رحلة حلم أخرى قوامها 9 أشهر كاملة، كفيلة بتغيير ملامح وخارطة الكرة ببلادنا، هذا المؤشر سيوضع على هذه النقطة بدءا من ليلة بعد غذ السبت إن شاء الله، حيث لقاء الإستهلال ضد منتخب الغابون والذي يمثل حلقة من الحلقات الستة المحمولة على مفاجآت الكواليس وحروب صغرى أخرى بالموازاة داخل المستطيل الأخضر بين 4 أقطاب تتنازعها المصالح والأهداف· ومع العجوز لومير هذه المرة سيكون على شعب الكرة وجمهورها أن يرضخ للأمر الواقع، أن يؤحل كل الحسابات الضيقة سواء معه أو مع مع نصبه إلى حين، فهو قبطان المركب والمنطق وعين العقل تقولان بضرورة الوثوق في من يتولى هذه القيادة حتى لا تغرق السفينة عن مسارها الهادئ لتجنح، حيث توجد الأمواج العالية المتلاطمة الكفيلة بإغراقها في عرض الساحل، لأنه لو حدث ما لا يتمناه أي أحد لا قدر الله وحدث إخفاق آخر غيب شمس الأسود عن الحضور بمونديال نحن من ناهضنا لأجل حلوله بقارة عيسى حياتو، والمغرب أكثر من يعود له الفضل في جعل فيفا تغير عديدا من قناعاتها الراسخة السابقة، قلت لو حدث هذا ولم نفلح في تزكية خامس عناق لنا مع المونديال فإنها بكل تأكيد ستكون الكارثة التي تجهل صيغ ولا صور تداعياتها، لأنه بات مخجلا جدا أن ننتظر 4 سنوات كاملة ونشيد على امتداد المدة الفاصلة بينها كل قصور الأحلام ليأتي الواقع وينفسها من مهدها ويسويها بالأرض· على لومير أن يتحمل مسؤوليته كاملة، وأن يعيد قراءة شريط أحداث سنوات الضياع كما عشناها والإخفاقات التي تجرعنا مرارتها وألزمتنا تتبع مونديالي اليابان وكوريا سنة 2002 وألمانيا 2006 عبر جهاز التلفاز، ليصل للخيط الكفيل بقيادته، حيث يوجد مكمن الخلل والعلة، بأن يبعد عن محيطه وحاشيته مستشاري السوء الذين لم يفيدوا كرة القدم الوطنية في شيء، أن يتخلص من الفتاوي المفلسة لفئة لا يجمعها والكرة غير الخير والإحسان، بل وإن كان هذا الظن آثم فإن الإبقاء على هذه الوجوه التي يعرفها الخاص والعام في موقع القرار برغم كل الإنتكاسات السابقة والمعروفة، داخل محيط الفريق الوطني يطرح أكثر من علامة استفهام بخصوص من يحميها وعما إذا ما كان هناك من لا يروق له أن تتقدم أو أن تدور عجلة الأسود وهذا خطير في حد ذاته· ضد الغابون، وبعدها الكاميرون فالطوغو ذهابا وإيابا، ما هو مطلوب هو أن نلعب كل مباراة بمعزل عن الأخرى، أن نجرد كل لقاء من حسابات التي تليها، أن نتسلح بتعبئة قصوى وغير مسبوقة، أن نتجند كلحمة واحدة لأجل رهان واحد لا نرى سبيلا لغيره، وهو أن نؤكد حضورنا بجنوب إفريقيا إن شاء الله صيف السنة المقبلة·· لهذا قلت على لومير أن يتحمل مسؤولية إختياراته أولا، وتوظيف هذا اللفيف والجيل الذي يحتكم عليه، لأنه وهذا واقع يستحق أن يدخل دائرة التمثيل في كأس العالم، وسيكون عارا لو لم تفلح أسماء (الشماخ، حجي، سفري، القادوري، القرقوري، وادو، باها) التي صاغت ملحمة بلاد قرطاج، بأن تلعب مع البرازيل، الأرجنتين، ألمانيا وإيطاليا·· وثالثاأن يتحمل مسؤولية تعامله مع الإعلام والجمهور المغربي بمنتهى الليونة البعيدة كل البعد عن التشنجات التي تقود لاحتقان الأجواء وتوترها بما يحفظ علاقة التواصل والدعم قائمة·· فالأسود وبدءا من هذا السبت بحاجة لإعلامهم كي يدعمهم ويغذي أمالهم ومعنوياتهم بخطاب بعيد عن الديماغوجية، لكن بخطاب يغلب جانب المصلحة، وبحاجة لإلتفاف جمهورهم حولهم بشكل يشد عضدهم ويسند ظهرهم ويدفعهم صوب البذل المضاعف دفعا وأخيرا لومير تحمل مسؤوليتك التاريخية بأن تكون الفرنسي الأول الذي يقود منتخبين جارين لمونديالين مختلفين· وبالله التوفيق وكلنا خلف فريقنا الوطني·