هي ليست العشر الأواخر لرمضان الكريم، بل العشر الأواخر للدوري المغربي بأعصابه ونزواته وتلاعباته وتحكيمه وفضائحه و·· و·· ولم أكن مغاليا عندما قلت قبل انطلاق مرحلة الإياب بأن العد العكسي للأندية سيبدأ من مخاض ما سيطرح في سوق البحث عن النقط الخاصة باللقب والأمان وقتل الفرق الضعيفة جملة وتفصيلا·· وعندما يتحدث اليوم وكعادة كل موسم في زمن البحث عن الهوية الكروية وتأهيلها نحو الإحتراف، عن النوايا السيئة في العشر الأواخر من الدوري المغربي إن على مستوى التحكيم الضعيف وكمساهم في عملية التشهير بالتلاعب كما يقال في كواليس المباريات الملغومة والمقلوبة بأخطاء لا تغتفر، وإن على مستوى الصورة السيئة لأخلاقيات الكرة بمثل نزعة وميول الأطر الفنية واللاعبين في خدش الروح الرياضية نحو العدوانية بمثل ما فعل مامي السملالي مساعد مدرب شباب المسيرة عندما اقتحم أرضية الملعب لإنجاز مهمة معينة نحو الحكم، ثم سلوك الرجاء المجاني لذات العملية بمثل ما قام به رشيد السليماني، فضلا عن خروج المباراة من يد الحكم رضوان جيد لجزاءات مشروعة للرجاء ومرفوضة في عرف الحكم·· وهي إجراءات غير منطقية أضاعت للرجاء فوزا منطقيا وحسابيا·· وأكثر من هذه الزوبعة الكبيرة على مستوى الأخلاقيات، فجر لقاء الجديدة والجيش حوارا آخر من التحكيم المتذبذب للحكم الحرش حين رفض جزاء جديديا كان سيمنح الإمتياز للدكاليين قبل أن يناموا على هدف قاسمي من خطإ واضح شاهده الحكم الحرش في لقطة صعبة للغاية على النقيض من جزاء الجديدة الواضح، وقس على ذلك حتى جزاء رضا الرياحي الأخير لتعديل الكفة في عملية اعتبرها المراقبون صريحة وبعيدة عن لمس الكرة ولا حتى الشرود·· فضلا عن الدراما المأساوية التي شهدتها نهاية المباراة من بطولة عصام الراقي (شوازنغير الفيلم) دون أن يحسب أي شيء من الأخلاقيات والصور التي يراها الكل في الفضائيات، ودون أن يراعي أي شيء من الخدمات الأمنية خارجا بذلك عن حدود اللياقة كما صرح بذلك للقناة الأولى بأنه فعل >شرْعْ يديه<· أكثر من هذه المهازل التحكيمية والإنضباطية للاعبين والأطر، يخلع هشام العمراني جزءا من شيطانيته ويهيج على عدوانية الحكم باعمراني المقر بجزاء وجدة غير الموجود في عرف الكرة، ويطرد بعدوانية غير مبررة على الإطلاق حتى ولو طارت >معزة<، معيثا كل شيء خارج الرقعة·· وهو أيضا سلوك أخلاقي سيء ينضاف إلى الصورة الخبيثة لكرة القدم المغربية، وينضاف إلى صورة التحكيم الهش والمفسد لأخلاقيات القانون الصريح· إلى كل هذه النوايا المتباينة في رفع درجة العصاب النفسي والهيستيري للأندية واللاعبين، وإلى كل الفضائح التي تشوه الفرجة وتقتلها جملة وتفصيلا بصفارات تنفث السم بقرارات لا أقول عنها تقديرية، ولكنها قرارات مفضوحة و>باينة< مثل الجزاءات المرفوضة للجديدة والرجاء، والجزاء الوجدي الذي لا يمكن أن يحتسبه أي حكم مبتدئ في العالم، إلى كل هذه النوايا، يذهب عمل أي فريق يجتهد طيلة الأسبوع في تخليق نتائجه، ويذهب عمل أي مدرب سدى يحاسب عليه من إدارة النادي على أنه هزيمة وإقالة، ويرهب اللاعبين ويخيفهم لاحقا للدخول مجددا في مسودة التحضير لتلاعبات تظل مسيطرة في العشر الأواخر· إلى كل هذا الإجتياح النفسي الذي يعيق تقدم الكرة المغربية، هل لنا مثل حكام إسبانيا ولاعبي إسبانيا الدوليين الذين يحتجون بطرق حضارية ويطردون برأس مطأطأة؟ وهل لنا أخلاق رياضية في الملاعب بمثل ما فعله أكثر من لاعب مغربي هو دولي أصلا في البطولة المغربية وكأنه بطل الأفلام المرهبة وليس لاعب كرة؟ وهل لنا ملاعب قانونية مثل ملاعب العالم المفرغة من الغرباء والمسيرين والمنخرطين وكل من هب ودب ليحشر نفسه داخل البساط؟ وهل لنا مسيرون مثل البارصا والريال وغيرهم في أي لقاء يجلسون جنبا إلى جنب وكأنهم يشاهدون عرسا عائليا رغم أنهم خصوم في الميدان والمنصة؟ لا···لا·· لن نقبل مطلقا بهذا الهراء الكروي في الملاعب، ولن نقبل بالفتنة التي سادت ملاعب المسيرة والجديدةووجدة، ولن نقبل بهذا الإرهاب الكروي المفضوح في غياب أمن قوي يفرغ أرضية الملاعب من أي غريب حتى ولو كان >فلان بن فلان<، أو أي رجل ذو قيمة لأن مكانه الطبيعي هو بالمنصة، وليس بمنحه مقعدا داخل الملعب لأن في ذلك خروجا عن المألوف القانوني في ملاعب العالم· ولازالت العشر الأواخر مستمرة بالعجب، وسترون أن الكلام لا يفيد، وستتواصل معارك الإجهاز على الأندية بالتحكيم والفتنة·