صدق المدرب الفرنسي إيمي جاكي عندما قال أن النتائج هي صديق المدرب، علما أن هذا الأخير هو صاحب الإنجاز الرائع الذي حققه للكرة الفرنسية عندما قادها لأول لقب مونديالي في تاريخها عام 1998، وهو بالمناسبة المونديال الذي نظم فوق أراضيها·· نتذكر أيضا أن إيمي جاكي عانى الأمرين من انتقادات وسائل الإعلام الفرنسية قبل إنطلاق هذا المونديال لأنها لم تكن رحيمة به ونالت منه الشيء الكثير وشككت في مؤهلاته·· ونتذكر أيضا قولته الشهيرة، إذ مباشرة بعد تتويج منتخب فرنسا بطلا للعالم بعد فوزه في المباراة النهائية على البرازيل على ملعب سان دوني بضواحي باريس بثلاثية تاريخية، صرح أنه لن يسامح وسائل الإعلام الفرنسية طيلة حياته، بل شتم بعض المنابر التي أوغلت في نقده· الرجل، وفي غمرة أجواء الفرح والسعادة، تذكر ألم سهام وخناجر النقد التي نالت منه وتذكر الإنتقادات غير المعقولة التي طالته في فترة كان يتوخى منها إيمي جاكي التركيز أكثر وإستقرار لاعبيه· والأكيد أن ما كان لإيمي جاكي أن يتجرأ ويرد الصاع صاعين للإعلام الفرنسي لولا نجاح مهامه، ولولا النتائج التي سجل بعدما خرج منتصرا، بل لم يقبل اعتذار المنابر الإعلامية الفرنسية التي شككت في مؤهلاته، وقتها عرف إيمي جاكي إلى أي حد تساهم النتائج الإيجابية في تقوية رصيد المدرب وأكثر من هذا تجعل الإستقرار يسيطر على أجواء الفريق ككل· بالنتائج نكسب ود الجمهور، وبالنتائج نكسب أيضا إحترام الخصم، وبالنتائج نرفع المدرب فوق الأكتاف وبالنتائج نصفق للمسيرين، لكن عامل الصبر لابد أن يسبق هذه النتائج، بل أراه سببا رئيسيا للنجاح، فإيمي جاكي لم يصل لما وصل إليه مع المنتخب الفرنسي لولا الصبر الذي تسلح به وهو يواجه عاصفة الإنتقادات، ولنا أيضا في بطولتنا العديد من الشواهد، فعندما عاندت النتائج الرجاء مع انطلاق الموسم وغاب عنه هلال الفوز في الدورات الخمس الأولى، راهن الكل أن الفريق الأخضر ماض في التوقيع على موسم متواضع على غرار السنوات الماضية وطالب جمهوره برأس المدرب البرتغالي خوصي روماو عاجلا، لكن الرجل عرف كيف يحافظ على هدوئه واحترافيته، وبإلقاء نظرة على سبورة الترتيب سيتأكد لنا كيف استطاع النسور أن يقفزوا على كل المطبات والصعاب والفخاخ ليعانقوا بأجنحتهم الصدارة· واستطاع وداد بادو الزاكي أن يعيد بريقه بعد معاناة طويلة مع النتائج المتذبذبة والهزات التي ضربت أطناب قلعته، استطاع أن يبصم على عودة مجنونة قوامها ثلاثة انتصارات متتالية خارج أرضه، وما كان لهذه النتائج لتبتسم لولا إصرار الطاقم التقني والمسيرين إيمانا منهم أن الجد في العمل لابد أن ينصف صاحبه عاجلا أم آجلا· هي أمثلة حية تؤكد كيف يكون وقع الإنتصارات وإلى أي حد يعيد الإستقرار والتوازن للأندية، وحتى وإن خلقت كرة القدم للمتعة والإستعراض فإن النتائج أضحت جزءا لا يتجزأ من هذه اللعبة وشعارها الرئيسي وهي حامية اللاعب والمدرب والمسير، النتائج عبارة عن صديق مربح، مرافقته تأتي أكلها بسرعة، لكن إرضاء هذا الصديق لا يكون على العموم سالكا وإن كان الصبر برأيي أهم الطرق المؤدية له·