الكومندو مثالي ولا وجود للعاطفة في ميزان الإختيارات سننافس على بطاقة التأهل الثانية في مجموعة أراها معقدة العقد يلزمني بالربع وطموحي لا يرضى بأقل من اللقب بطموحات كبيرة وآمال عريضة يبحر محمد فاخر على رأس المنتخب المحلي باتجاه رواندا وعينه على اللقب القاري الذي لم تسعد به الكرة المغربية من قبل. عن اختياراته والقائمة وحظوظ المنتخب المغربي بالشان، ينقلكم فاخر في الحوار التالي لرصد أفكاره وكي يتهيأ للبوديوم.. - المنتخب: نبدأ من محور اللائحة التي وضعتها والأسماء التي اخترتها، أي قناعات تحكمت في اختيارتك النهائية؟ امحمد فاخر: بعد كل هذا المشوار الطويل في التدريب والممارسة وبعد كل الحب والتقدير الذي شملني به الجمهور وهذا واحد من أفضال الله علي، مستحيل أن أقدم تنازلات عن مبادئ تربيت عليها وشكلت شعاري في العمل. العدل ثم العدل ولا يمكن أن أضع العاطفة تتحكم في اختيار واحد سواء داخل الفرق التي دربتها فما بالك بالفريق للوطني، لذلك أنا مقتنع تمام الإقتناع بالأسماء التي قمت بتوجيه الدعوة لها ولو أني تعذبت كثيرا وأنا أرغم على إسقاط أسماء والإحتفاظ بأخرى. لقد راعيت معايير كثيرة منها التنافسية وكذا ضرورة حضور لاعبين في مركز واحد والأهم هو معيار الجاهزية الذهنية والبدنية في الفترة الحالية التي تسبق النهائيات. - المنتخب: دعني أستوقفك للحديث عن ما أثير بشأن خروج عدد من لاعبي الوداد من حساباتك، هناك من رأى أن بعضهم كان يستحق التواجد بالشان؟ امحمد فاخر: إحترامي كبير لفريق من حجم الوداد وهذا لا يمكن لأي كان أن يشك فيه أو يناقشه بالمرة، لكن هناك فارق كبير بين أن تكن تقديرا خاصا لفريق من الفرق وبين أن تكون مجبرا على ترجيح كفة العقل والمنطق في الإختيارات. أنا لست من الفئة التي تسمي كل لاعب بالإسم لتبرير لماذا حضر أو لماذا تخلف، لكن في هذه الحالة أرى أنه من الضروري تبسيط الأمور كي تتيسر للفهم، صحيح أنه في فترة من الفترات كان يحضر معي 6 إلى 7 لاعبين من الوداد لكن لو عدنا للوراء لوقفنا على حقيقة أن الفريق كان يشتغل بدينامية ويقدم مستويات كبيرة. مؤخرا أداء الفريق تراجع بدليل نتائجه في آخر 5 مباريات بالبطولة، وبالتالي تراجع الأداء الذي هو امتداد لتراجع مستوى لاعبيه المؤثرين دون الحديث عن حالة رابح المصاب. بالشان أو كأس إفريقيا للأمم يجب أن يحضر ويتواجد اللاعب المؤهل ذهنيا أكثر من اللاعب المؤهل بدنيا وهو ما لم يتوفر في اللاعبين الذين تغيبوا عن اللائحة. - المنتخب: وماذا عن استدعاء الراقي مثلا الغائب عن المنافسة لفترة طويلة وكروشي المصاب؟ امحمد فاخر: فلت لك أنه لا يروق لي ولا يعجبني بالمرة الحديث عن كل حالة مفصلة، لكن طالما أن الظرفية فرضت هذا فلا بأس من التوضيح. بخصوص الراقي أترك هامش الحكم للمتتبعين والرأي العام والإجماع قائم وموجود بشأن قيمة اللاعب والمستويات المذهلة التي قدمها في 4 مباريات لعبها وتفوق فيها تكتيكيا وبدنيا ومهاريا على لاعبين بنفس المركز لعبوا منذ بداية الموسم. لذلك لا نقاش بخصوص استدعائه للمنتخب الرديف، أما كروشي فقد تبين لي أن اللاعب سيكون جاهزا مع انطلاق الشان، وهو من العناصر التي رافقتني في كل المباريات وأراه قطعة أساسية في الخطة التي نعتمدها والشكل الذي نلعب به، وحضوره لا يتناقض مع وضعه الصحي لأنه سيستعيد مقوماته قبل الدورة أو حتى مع انطلاقتها. - المنتخب: خرجت أسماء رافقتك في معسكرات طويلة ودعوت لاعبين جدد، ألا تتخوف من أن ينعكس هذا يلبيا على التوازن المؤمل للمجموعة؟ امحمد فاخر: غير صحيح، ناناح مثلا حضر معنا المباريات الودية والمعسكرات الأولى وغاب لفترة وعودته مشروعة، اللاعب الوحيد بجانب الراقي الذي لم يشارك معنا هو محمد عزيز وأنا اخترته بسبب مستوياته المستقرة رفقة نهضة بركان ولكونه خيار مثالي إذا ما جدث مكروه لا قدر الله للاعب كروشي. باقي الأسماء لم تتغيب لفترة وتعرف بعضها جيدا ولا تخوف بهذا الخصوص. - المنتخب: نقفل صفحة اللاعبين بمحمد أولحاج، هناك من رأى أنه لم يلعب كثيرا والدليل هو كون بانون أخذ مكانه داخل الرجاء؟ امحمد فاخر: هذه قناعة تهم مدرب الرجاء وتدخل ضمن اختصاصه وقراءته للتشكيل والشكل الذي يريد أن يلعب به، بالنسبة لي حماقة أن أترك لاعب بقيمة أولحاج وتجربته الدولية والإفريقية يتغيب عن مسابقة من حجم الشان. لا أرى أي إشكال بخصوص الجانب البدني لأولحاج لأنه لعب المباريات الأخيرة بالبطولة ولكونه استعاد مقوماته وأنا أعرف أولحاج أكثر من غيري ومتيقين من أني لم أغلط ولم أخطئ بشأن استدعائه. - المنتخب: كيف ترى حظوظ المنتخب المغربي داخل مجموعة لا شك وكونك نملك بيانات ومعلومات عن باقي المنافسين بها؟ امحمد فاخر: لست عرافا ولا منجما كي أقدم لك بالتدقيق نسبة الحظوظ التي نملكها داخل المجموعة أو بالدورة ككل، لكني على يقين من أنه لو خضنا المباريات بالطريقة التي اشتغلنا عليها طيلة سنة ونصف مؤكد سيكون لنا كلمتنا الفصل بالدورة وسيكون لنا تأثير كبير بها. صحيح نتواجد مع منتخبات قوية لكن بالنهائيات لا بد وأن تواجه الأقوى لأن عبور 16 منتخبات تم على حساب منتخبات أخرى وبالضرورة من يتواجد بالنهائيات هو الأفضل. - المنتخب: الكرة المغربية أدت في الدورات السابقة ضريبة عقدة التواجد مع البلد المضيف، هل توجد لديك تخوفات بهذا الخصوص؟ امحمد فاخر: لا أبالي ولا أهتم لمثل هذه القراءات، لكني بالمقابل أملك خبرة كافية و تجربة علمتني أن المنتخب المضيف غالبا ما يكون مفضلا للمنظمين كي يواصل على الأقل لدور الربع أو نصف النهائي كي تنجح الدورة. أنا لا أبحث عن الأعذار لكن هذا هو واقع الدورات الإفريقية، لذلك لا يوجد ما يخجلنا إن نحن ذهبنا لراوندا للمنافسة على البطاقة الثانية بجانب البلد المضيف وهذا أظنه عامل للتحفيز وليس للإحباط، بل سيقوينا لنظل مركزين أكثر، وليتقوى لدينا الحافز لتحقيق أشياء كبيرة بالدورة. - المنتخب: ما هو الدور الذي لعبه الفرنسي سيدريك طافارو لمساعدتك على إنجاز المهمة باقتدار بالشان؟ امحمد فاخر: لقد لعب دورا مهما وهو خبير مشهود له بالكفاءة والجامعة انتدبته احتكاما لمعيار التجربة العالية التي يتوفر عليها. لقد قدم أمامنا تقارير عن منتخبات منافسة وواكبنا بآخر المعسكرات، وبكل تأكيد له دور مهم في تسهيل الكثير من الأمور أمامي خاصة فيما يتعلق بأسلوب وطريقة أداء منتخبي الغابون وكوت ديفوار. - المنتخب: عدم خوض مباريات ودية كثيرة، ألا يشكل لك قلقا وهاجسا قبل السفر؟ امحمد فاخر: إطلاقا لا، وأنا من قرر أن لا نلعب أي من المباريات الودية لتفادي المحظور وكي نتجنب مخاطر إصابات مقلقة قد تعقد الوضعية، ولا تتيح أمامي إمكانية تعويض الخارجين من القائمة. لقد جربت الأمر قبل كأس إفريقيا بمصر 2006 وهو ما تسبب لي يومها في مشاكل كبيرة بإصابة 7 من اللاعبين. - المنتخب: ما أهدافك وأنت تقلع يوم غد إن شاء الله باتجاه رواندا؟ امحمد فاخر: الهدف الأول والأخير هو نفسه الهدف الذي يشغل بال وفكر كل المغاربة، العودة إن شاء الله باللقب والكأس، صحيح أن العقد الذي يربطني بالجامعة محدد الأهداف ويلزمني بتخطي الدور الأول وبلوغ ربع النهائي، لكن طموحي أكبر من هذا بكثير وهو التتويج باللقب ومنح المغاربة كأسا قارية طالما سعوا خلفها، وأتمنى أن لا يخيب الله الظن لأننا اشتغلنا لفترة طويلة لبلوغ هذه الغاية. - المنتخب: هل وفرت لكم الجامعة ما يكفي من مقومات التحضير اللازم لبلوغ هذه الأهداف؟ امحمد فاخر: عبر منبركم أود توجيه التحية والشكر للسيدين لقجع وبوشحاتي على ما قاما به من مجهودات كبيرة وجبارة، آخرها تأمين رحلة مباشرة صوب رواندا، وهي نفس مقومات ومتطلبات المنتخب الأول. في لقائي مع اللاعبين قلت لهم أن الجامعة قامت بالمطلوب وأخلت الذمة والكرة في ملعبكم وعليكم أن تؤكدوا أنكم أهل لهذه الثقة والمساعدة. - المنتخب: ظل المدرب طوشاك يوجه لك انتقادات رفقة الزاكي بسبب كثرة المعسكرات واستدعاء عدد كبير من لاعبيه، كيف ترد على هذا؟ امحمد فاخر: من حق طوشاك أن يقول ما يريد ويشاء، الوداد تسدد له أعلى أجر بالبطولة ليدافع على مصالحها، لكني من موقعي أنا مسؤول عن منتخب يمثل بلدا وشعبا، ومن حقي أن أستغل فترات التوقف للقيام بمعسكرات واستدعاء من يهمني أمره. لن أرد عليه ولن أدخل معه في أي نوع من البوليميك لكوني أضع تقديرا خاصا لفريق إسمه الوداد، ولا أضع إطلاقا وهذا يشهد الله عليه أي نوع من العاطفة في مهامي ناخبا وطنيا للتمييز بين لاعب ودادي وآخر رجاوي أو تطواني وفاسي. من استحقوا الحضور وجهت لهم الدعوة كل واحد حر في تعاليقه. - المنتخب: في كلمة ختامية، بما يمكن أن يعد محمد فاخر الجماهير المغربية قبل بدء رحلة مطاردة اللقب القاري؟ امحمد فاخر: أتمنى أن يخصصنا المغاربة بالدعاء كي نوفق في المهمة الوطنية التي تنتظرنا، أتمنى صادقا أن ننجز المطلوب وأن نعود بالكأس من رواندا وأن ندخل السعادة لبيوتهم، وخاصة أن يحظى منتوج البطولة بما يستحقه من تقدير. على امتداد 18 شهرا ونحن نشتغل، لن نكون في رحلة سياحة ولن تكون الأمور سهلة كما يعتقدها البعض، سنواجه منتخبات كبيرة ولها تاريخها، لكننا مصممون على تحقيق نتيجة كبيرة ترضي طموح المغاربة. بالنسبة لي سأكون أسعد الناس لو نجحت في تحقيق اللقب وسيكون لقب مميزا في مشواري بلا شك والتوفيق من عند الله.