وكأنه كتب على الحوارات المغربية/التونسية أن تظل رهينة الإثارة والتشويق، أن تلبس الجلباب الهيتشكوكي لتقطع الأنفاس إلى حين إسدال الستار لنتعرف في الأخير على ما تجود به هذه النهاية·· مع الأسف أن نهايات هذه الحوارات لم تبتسم لنا ولا أنصفتنا، بل أغرقتنا في بحر من الحزن والأسى والأسف ونحن نرى أنديتنا في آخر المطاف وأمام التوانسة تتكسر شوكتها وتسقط كالورق الضعيف الذي يسقط مع هبوب أول ريح الخريف·· قلنا أن الأندية التونسية شكلت لنا عقدة حقيقية في السنوات الأخيرة بفعل تفوقها علينا في العديد من المناسبات، وكثيرا ما قطعت الطريق علينا ونحن من نلهث للمصالحة مع الألقاب الهاربة، والجيش مرة أخرى وجد نفسه وهو يقارع النادي الإفريقي في ذهاب نهائي كأس شمال للأندية البطلة، ومرة أخرى شاءت الأقدار أن يعيش الفريق العسكري نفس الأقدار والظروف·· ومرة أخرى أبت نتيجة الذهاب ألا تبوح بأسرار المباراة·· تعادل سلبي يبقي الأبواب مفتوحة على مصراعيها قبل مباراة الإياب·· ومرة أخرى سنطرح السؤال أن هذا التعادل يخدم مصالح الجيش الذي سيلعب بامتياز الأرض والجمهور أمام النادي الإفريقي المنتشي بعدم استقبال شباكه أي هدف· التجارب علمتنا أن نتيجة التعادل السلبي خادعة وملغومة ومؤثرة، خاصة على الفريق المضيف، وعندما يتعلق الأمر بفريق تونسي فتلك قصة أخرى·· لنسأل الرجاء عندما استقبل الصفاقسي، ثم المغرب الفاسي عندما واجه على أرضه الترجي كيف لم تنفع نتيجتي التعادل المسجلين خارج قلاعهما، وكيف راح ضحية الفخ التونسي·· ولنسأل الأندية المغربية وما أكثرها التي عاشت نفس المطب· مجبر إذن على الجيش أن يناقش مباراة العودة بالرباط بحذر واحتراس شديد، ومجبر أيضا ألا يعيد تكرار سيناريوهات المواجهات السابقة، لأن من تابع المباراة سيتأكد له أن الجيش كان بإمكانه على الأقل الوصول إلى المرمى، ونحن ندرك ما يعني هدفا يسجل خارج الأرض وكيف يكون وقعه الإيجابي على أصحابه والسلبي على الخصم، ومع إيماني أن المباراة لم تكن سهلة ولا مريحة على العساكر، فقد تمنيت أن ينجح الجيش في تحقيق هذا المطلب، لأني أدرك أن المساحات والفرص والمنافذ التي كانت أمامه لن تصله في الإياب بالرباط، لأن السيناريو المفترض للنادي الإفريقي هو إعطاء الأولوية للدفاع وتحصين المرمى والبحث عن نصف الفرص لتسجيل هدف يزن ذهبا، ومع أننا استوعبنا الدروس التونسية والتكتيك المحتمل فإننا مع الأسف نسقط في نفس الفخ التونسي ونلذع من نفس الجحر، لذلك أتمنى أن يغير الجيش هذا السيناريو المشؤوم الذي يتكرر مع التوانسة ونرفع عنهم تهمة ما بات يسميه البعض بالعقدة التونسية·