يبقى المدرب أفضل قربان يقدمه مسيرو الفرق عندما تتواصل الإخفاقات ويدخل الفريق دوامة النتائج السلبية، المدرب دائما هو الشماعة التي تعلق عليه هذه الإخفاقات، وغالبا ما تتم إقالته لإخماد نار غضب الجماهير·· كالعادة عرف هذا الموسم مجموعة من ضحايا المدربين الذين أدوا فاتورة النتائج السلبية وأجبروا لوضع أعناقهم تحت مقصلة الإقالة حتى وهم لا يتحملوا كامل المسؤوليات، فإن العادة جرت أن تتوجه أصابع الإتهام إلى دكة الإحتياط، حيث مكان المدرب· وعلى ذكر المدرب فإننا نحيي فرقنا الوطنية، لأنها على الأقل تخلصت من عقدة إسمها المدرب الأجنبي في الدورات الأخيرة لصالح المدرب الوطني، الذي عادت له نسبة من التقدير والإحترام، فعندما نلقي نظرة على لوائح الأندية الحالية سنجد أن السواد الأعظم من المدربين المغاربة هم من يدبرون أحوال أنديتنا ويقودونها قبل إسدال الستار، فمن أصل 16 فريقا، 13 مدربا وطنيا مقابل 3 أجانب، وهم السينغالي لامين ديانغ مدرب المغرب الفاسي والروماني مولدوفان مدرب حسنية أكادير والبرتغالي خوصي روماو مدرب الرجاء، وتلك خطوة تحسب لهم، ولا ندري، هل جاء ذلك للصدفة أم لأسباب قاهرة؟ أم لأن المسؤولين غيروا من نظرتهم لعقدة المدربين الأجانب؟ فأغلبهم يتنزه في البطولة المغربية لجمع المال بلا نتائج ولا مساهمات في تطوير المنتوج الكروي· أمام ظاهرة التخلص من المدربين الأجانب مع اقتراب إسدال الستار على البطولة، طفت على السطح ظاهرة المدربين المساعدين أو بالأحرى مدربو الطوارئ المختصين في المهام الصعبة، هؤلاء يستنجد بهم من أجل سد الثغرة في انتظار التعاقد مع مدرب حقيقي حسب منظور المسؤولين· مدربو الطوارئ هذه المرة أبوا أن يصنعوا الحدث، فالغريب أنهم استطاعوا تحقيق ما تعذر على المدربين السابقين الذين كانت تغدر عليهم الملايين·· أولمبيك آسفي الذي انتظر طويلا لتحقيق فوز كان آخره في الدورة 14 في دجنبر 2008، لم يكن يدرك أن مفتاح هذا الفوز الهارب كان بيد المدرب المساعد ابراهيم الكداني الذي حقق إعجاز المسفويين أمام حسنية أكادير·· أولمبيك خريبكة وبعد تذبذب في النتائج وعدم الإستقرار مع الفرنسي طاردي الذي كان مصيره الإقالة، جاء الدور على إبن الفريق الجاي الذي أعاد الإعتبار للفريق الفوسفاطي وصعقت جمعية سلا داخل قلاعه بثلاثية نظيفة، ولم يخيب جعفر عاطفي المعد البدني الآمال وكان أوفر حظ وعطاء من المدرب صاحب التجربة والخبرة محمد فاخر، وحقق نتائج إيجابية جعلته مصدر ثقة من طرف المسؤولين العسكريين، وعندما فك الدفاع الجديدي مع المدرب الفرنسي براتشي وأوكل المهمة للمدرب المساعد جمال السلامي كانت طلعته الأولى إيجابية، فكان أعاد فارس دكالة إلى سكة النتائج الإيجابية بفوز ثمين خارج العرين على اتحاد الخميسات، ليكون مدربو الطواري بالرغم من قلة الثقة التي يحظوا بها من طرف المسؤولين وكذا الفرص الكاملة للعمل، فإن ذلك لا يمنعهم من تأكيد أن المدرب الوطني بإمكانه ترك بصمته حتى ولو كان مدربا مساعدا يشتغل في الظل، فهؤلاء يؤكدون دائما خصوصا إذا منحت لهم الفرص، أنه يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر·