كان الإقصاء الكارثي لمنتخب المحليين وهو يواجه ليبيا في الممر الأخير المؤدي لكأس إفريقيا للأمم بكوت ديفوار 2009 كافيا ليكشف هشاشة أو تراجع مستوى البطولة الوطنية بشكل عام، بعدما أكدت الأندية الوطنية ذلك في سابق مشاركاتها القارية والعربية وخروجها خالية الوفاض وبرصيد صفر، الشيء الذي استدعى تسريع وثيرة أو تفعيل قرارات من شأنها أن تنعكس إيجابا على ظروف وواقع الممارسة والمستوى وتعيد بعضا من الإعتبار لمنتوج البطولة الوطنية، أبرزها الحفاظ على اللاعبين من تيار الإستنزاف الذي يستهدفهم وإغراءات الإحتراف في سن مبكرة، بما يفضي إليه الأمر من إفقار لها وخاصة اللاعبين البارزين الذين سرعان ما يولون صوب دوريات أخرى بكل ما يترتب على الأمر من انعكاس سلبي على المستوى بشكل عام· الإجراء الجديد/القديم أعاد للأذهان قرارا سابقا كان يحرم على الحراس الأجانب الإلتحاق بالبطولة الوطنية على ضوء التراجع الخطير الذي عرفته حراسة الفريق الوطني بعدما سادت موجة من غزو الحراس الأفارقة آنذاك· اليوم الجامعة هي في طريقها لاعتماد نظام آخر يهم رفع سن الإحتراف بشقيه، أولا صوب الخليج وحددته في ما فوق 25 سنة والثاني صوب أوروبا وحدد في 23 سنة، وذلك لفسح المجال ما أمكن أمام اللاعبين الشبان للممارسة محليا لفترة معقولة بكل ما يتيحه ذلك من تطوير وصقل ملكاتهم الفنية، وجاء التقسيم الحاصل بخصوص تحديد سني الإحتراف صوب الخليج وأوروبا ليبرز أن هناك مقاربة سلبية لمفهوم الإحتراف الخليجي الذي ينظر إليه كمحطة تأتي في نهاية المطاف وخاتمة المشوار، أو الفترة التي تسبق الإعتزال بقليل· وانتهى تقييم ملخص لواقع البطولة إلى أن هناك نسبة مقدرة ب 10 بالمئة فقط هي من الشبان الذين تفسح لهم نواديهم إمكانية الظهور في صفوفها، أما البقية فيكون مصيرها التهميش، ومن شأن تفعيل والتصديق على هذا القرار أن يساهم على الأقل في قطع الطريق على بعض الوسطاء ممن اعتادوا عملية إغراء لاعبين شبانا بالهجرة·