أكد ناصر الخاطر مساعد الأمين العام لشئون تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم المقرر إقامتها بقطر عام 2022 تقدم العمل حتى الآن في إطار الاستعدادات لتنظيم البطولة وذلك قبل سبع سنوات من انطلاق فعالياتها. وقال الخاطر في حديثه للموقع الإلكتروني الرسمي للجنة العليا للمشاريع والإرث "إنه تم تحقيق تطور كبير في الاستعداد للمونديال، فمنذ حصول قطر على شرف تنظيم البطولة عام 2010، تم التخطيط ووضع استراتيجية وشكلنا فريقاً قوياً يضم حالياً أكثر من 420 شخصا يعملون في اللجنة العليا للمشاريع والإرث". أضاف الخاطر "يتطلع الكثير من الأشخاص إلى الملاعب باعتبارها مؤشر على تطور العمل. نوافق على أن الملاعب تمثل الجانب الأكبر من العمل الذي تضطلع به اللجنة العليا، لكن من المهم إدراك أن هناك عملاً كثيراً في مجالات أخرى يتم القيام به لاستضافة نسخة من بطولة كأس العالم، يجب أن تعمل العديد من المنظمات سوية في إطار رؤية وطنية وإرادة سياسية من أجل تنظيم أفضل نسخة من كأس العالم على الإطلاق". وأوضح الخاطر "إن هناك ستة ملاعب من بينها الاستاد الخاص بالمباراة النهائية هي قيد الإنشاء حالياً. ومن المخطط إتمام العمل بأولها، وهو استاد خليفة الدولي، بنهاية السنة المقبلة، وتم إنجاز أعمال كثيرة في مجالات أخرى أيضاً. حيث تبذل وزارة المواصلات جهوداً كبيرة لضمان إنجاز المتطلبات الخاصة بالبنية التحتية للبطولة ويضطلع شركاؤنا في شركة السكك الحديد القطرية (الريل) بتنفيذ البنية التحتية الخاصة بها. كما قامت هيئة الأشغال العامة (أشغال) بأعمال كثيرة. وكذلك تبذل المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء) جهوداً كبيرة. إننا مسرورون جداً من تطور العمل". وفيما يتعلق بالجماهير التي ستحضر لمتابعة البطولة، أشار الخاطر إلى أن اللجنة بدأت منذ أكثر من عام بمشروع أطلق عليه اسم "مفهوم الاستضافة"، حيث تدرس اللجنة الجمهور المستهدف وتخطط لرحلته قبل أن يتجه للدوحة. وقال الخاطر " نريد أن نبدأ بالتأثير على تجربته قبل أن يصل للطائرة. ونريد أن نتوقع ما سيشعر به وما سيعتريه من عواطف نريده أن يشعر بها عندما يصل إلى قطر. يتعلق الأمر بالتخطيط لتجربة الجمهور في مطار الدوحة والانتقال إلى مقر إقامته ومن هناك إلى الملاعب وما حولها. نخطط لتلك الرحلة لكل فئات الجمهور مسؤولو الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) واللاعبون والمشجعون. ونحن حريصون على تحسين تجربتهم قدر الإمكان". وشدد الخاطر على أن هذه البطولة ستتسم بالتقارب أكثر من غيرها وسيحرص الجميع على أن تكون الأكثر ترابطاً أيضاً. وأكمل الخاطر حديثه قائلا "سيكون كل شيء متاحاً للناس بكل سهولة البطولة والنقل والترفيه. نريد أن ندمج كل شيء في بطولة واحدة بارعة".". وتحدث الخاطر عن التحديات التي تواجه البطولة، مشيرا إلى أن الطبيعة المتقاربة للمونديال تحمل معها ميزات وأيضا تحديات، ولذلك ينبغي على الجميع مضاعفة الإيجابيات والتقليل من السلبيات. وكشف الخاطر "عندما فزنا بشرف الاستضافة عام 2010 اعتبرنا أن 12 سنة تمثل مدة جيدة للتحضير. إلا أننا ندرك أنه ليس لدينا متسع من الوقت للعمل بوتيرة بطيئة. نخطط لكأس العالم بشكل متزامن مع تشييد البلاد لبنيتها التحتية بما يتوافق مع الخطة الوطنية، وهو ما يشكل ضغطاً كبيراً على البنية التحتية، سواء تعلق ذلك بالضغط على العامل البشري أو على موانئ البلاد". وتابع "ضغوط كبيرة يشعر بها بشكل يومي من هو مقيم في قطر، وكل ذلك له صلة بتشييد البنية التحتية والتحضير لكأس العالم". وأردف "يدرك الناس في قطر هذا الأمر، ولا حاجة لكي أؤكد عليه، فهم يعرفون أن كأس العالم يستحق هذا العناء على الكثير من الأصعدة. فعلى صعيد كرة القدم، يتطلع الجميع للبطولة الأولى التي يتم تنظيمها في منتصف الموسم الكروي. مشجعو المنتخبات المتنافسة المختلفة سيتواجدون على مسافة قريبة، وهو ما سيعزز الأجواء السائدة. نسختنا من كأس العالم ستحمل معها الكثير من الأمور التي تحدث للمرة الأولى، نسخة فريدة يتطلع لها الجمهور. وأفاد الخاطر بأن الجماهير من مختلف بقاع العالم ستكون حريصة على متابعة البطولة، ولكنه أوضح أن الجمهور الآسيوي سيكون شغوفا بكرة القدم مثلما هو حال الجماهير الأوروبية وجمهور أمريكا الجنوبية اللذين سيكون لهما الحضور الأكبر في البطولة. واستدرك الخاطر قائلا "ولكن في حال تأهل دول مجاورة، مثل إيران والسعودية، سيكون من شأن هذا تعزيز تجربة البطولة". وأضاف "يسود شغف كبير بكرة القدم في الدولتين وهما قريبتان جغرافياً من قطر، حتى أن هناك حدوداً برية مع السعودية. تركيا أيضاً هي دولة يمكن أن تضيف نكهة على البطولة، ولا تبعد سوى أربع ساعات بالطائرة عن الدوحة. وفي المرة السابقة التي تأهلت إلى المونديال عام 2002، قدم المنتخب التركي عرضاً رائعاً واقتنص المركز الثالث. نتطلع لتكون النسخة الآسيوية من كأس العالم جيدة لهم جميعاً. جزء كبير جداً ممن سيزورون قطر سنة 2022 سيأتون من الشرق الأوسط ودول آسيوية أخرى وتركيا". وألمح الخاطر إلى أن اللجنة تحرص على مواكبة أحدث التقنيات فيما يتعلق بالبث ومنابر أخرى سيستخدمها المشجعون للانخراط في البطولة، موضحا أن أعضاء اللجنة يزورون كافة البطولات الهامة التي يتم تنظيمها من الآن وحتى انطلاق المونديال القطري للتعرف على أحدث التطورات التكنولوجية. وصرح الخاطر بأن هذه النسخة من المونديال تمثل الشرق الأوسط، ولذلك ستعكس البطولة النكهة الخاصة لثقافة الشرق الأوسط وتقاليده، أي أنها ستعكس قطر التي تضمّ أناسا من جنسيات كثيرة، بمن فيهم مختلف جنسيات الشرق الأوسط. من المهم أن تنعكس هذه الخاصية الشمولية من مرحلة مبكرة في الاستعدادات للمونديال. من المهم كذلك إشراك المجتمعات المحلية المختلفة في قطر وتعريفها بتطور العمل في برامجنا المختلفة، وليس فقط في مجال تشييد الملاعب". وأكمل "نتواصل مع المجتمع لاطلاعه ولبناء قاعدتنا من المتطوعين. هناك الكثير من الأمور التي نقوم بها لكي نشرك المجتمعات المحلية. نتواصل مع المدارس، ونحرص على أن تعكس برامج المسؤولية الاجتماعية الكثير من الأهداف التي حددناها في عرض استضافة بطولة كأس العالم، مثل استخدام كرة القدم لتعزيز نمط الحياة الصحي". وشدد الخاطر على ثقافة الجماهير القطرية كرويا، مشيرا إلى أن الشعب القطري حريص على مشاهدة مباريات منتخب بلاده ومتابعة اللقاءات الهامة في الدوري القطري. وأكد الخاطر "مع اقترابنا من كأس العالم وتحسّن مستوى المنتخب القطري تتضافر العناصر من أجل إيجاد الزخم الذي يجب أن يخلقه كأس العالم. هناك الكثير من التوقعات الخاصة بالمنتخب. ويكرس الاتحاد القطري لكرة القدم جهوداً كبيرة، وكذلك أكاديمية أسباير لتطوير الشباب. وقد بدأت النتائج بالظهور وتتحسن المهارات، ويرتفع مستوى الإثارة أيضاً". وأضاف "ما من شك في أن نادي الريان يملك القاعدة الجماهيرية الأكبر بين أندية الدوري، وكذلك نادي العربي. يسود تنافس بين الفريقين عمّن يملك القاعدة الجماهيرية الأكبر. البلاء الحسن للناديين في الدوري هذا العام والجهود المختلفة التي يقومان بها لإشراك المشجعين زادت الشغف بكرة القدم ومستوى متابعة الدوري هذا العام. وقد دفع ذلك نحو حصول تنافس مع أندية أخرى تحاول مجاراتهما، وهو ما أدى إلى خلق أجواء مختلفة في دوري هذا العام". وذكر الخاطر أن تقدما ملموسا قد حدث في مجال رعاية العمال، مؤكدا أنه جرت تعديلات هامة في قوانين العمل والإقامة والتي كانت بمثابة خطوة هائلة للأمام. وأوضح الخاطر "تعمل وزارتا البلدية والعمل سوية لإصدار معايير خاصة بالسكن. وقد تم إنجاز معظم العمل في غضون ثلاث سنوات فقط. ويظهر هذا حجم العمل الذي يتعين إنجازه في السنوات السبع الفاصلة بيننا وبين كأس العالم. هناك انتقادات من نقابات مهنية محددة ومنظمة غير حكومية. لكني آخذ هذا من وجهة نظر شخص مقيم هنا، والعمل الذي يتم القيام به هنا جبار". وفيما يتعلق باتهامات الفساد الموجهة للعديد من مسؤولي الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) أشار الخاطر إلى أنه من الهام أن يكون الفيفا قويا ويسير نحو الأمام، ولكن اللجنة سو ف تنأى عن السياسات المحيطة بالانتخابات