دخلت الشراكة بين الإتحاد الأوروبي الذي يضم في عضويته 28 دولة أوروبية والمركز الدولي للأمن الرياضي حيز التطبيق بمشاركة لافتة للمركز في فعاليات النسخة الأولى للأسبوع الرياضي في اوروبا 2015 والتي انطلقت الأسبوع الماضي من بروكسل حيث مقر الإتحاد الأوروبي ومنه إلى جميع الدول الأعضاء تحت مظلة الأتحاد الأكثر نفوذا في العالم. بحسب خطاب النوايا الذي تم توقيعه في ديسمبر 2014 بين المفوضية الأوروبية والمركز الدولي للأمن الرياضي الذي يأخذ من الدوحة ولندن مقرا له وبحسب تكليف الإتحاد الأوروبي شارك المركز الدولي للأمن الرياضي في الأسبوع الرياضي في أوروبا 2015 وتجسدت هذه المشاركة بتنظيم مؤتمر دولي تحت عنوان: مؤتمر الشباب والرياضة وحقوق الإنسان شارك وتحدث فيه ممثلون عن المفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي والبرلمان الأوروبي والأممالمتحدة واليونسكو ومنظمة العمل الدولية ومنظمة إيبيرو أمريكا أي الدول الناطقة بالبرتغالية والأسبانية وشخصيات بارزة في مقدمتها أنطونيو سيلفا مينديز مدير عام العلوم والثقافة بالمفوضية الأوروبية الذي أثنى على جهود المركز الدولي ومشاركته الفاعلة في النسخة الأولى من الأسبوع الرياضي في أوروبا وأجنيلا ميلو مدير عام الأخلاقيات والشباب والرياضة باليونسكو ويوري بويتشنكو رئيس قسم مناهضة العنصرية بالمفوضية العليا لحقوق الإنسان بالأممالمتحدة وباسكال رينتجينز رئيس المهام بالمنظمة الدولية للهجرة ولاعب الكرة الدولي الفرنسي السابق كريستيان كاريمبو سفير الإتحاد الأوروبي (اليويفا). جهات محددة واختارت المفوضية الأوروبية عدد محدد من المنظمات والمؤسسات الأوروبية والدولية لتكون شريكا في النسخة الأولى لأسبوع الرياضة في أوروبا 2015 من بينها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والمركز الدولي للأمن الرياضي . وتباحث مؤتمر بروكسل 2015 في قضايا مهمة لاتسلط عليه وسائل الإعلام الضوء إلا فيما ندر ومن أبرزها قضية الإتجار في لاعبي كرة القدم الصغار من أفريقيا وأمريكا اللاتينية وغيرها ووسائل حماية حقوق هؤلاء وكذلك حقوق الأطفال والقصر في سياق تنظيم البطولات الرياضية الكبرى. الأرقام لاتكذب وعلق محمد حنزاب رئيس المركز الدولي للأمن الرياضي بالقول إن الأرقام لا تكذب وتوضح بجلاء ان هناك كارثة إنسانية تتشكل ولهذا السبب فإن المركز الدولي أطلق تحذيرات مباشرة ونحن سعداء بأن نرى هذه الإستجابة من المنظمات الدولية وأصحاب القرار في العالم للعمل معا لمكافحة قضايا مهمة وأبرزها الإتجار في البشر وشباب الرياضيين لافتا أن هناك ما يقرب من 20 ألف رياضي إفريقي تقطعت بهم السبل في أوروبا وحدها وأن 15000 يتم تهريبهم سنويا إلى أوروبا تحت ستار الرياضة والنتيجة هي نتيجة كارثية بكل المقاييس وتتطلب عمل جماعي فوري لوقف هذا الإنتهاك لأبسط قواعد حقوق الإنسان. وأكد حنزاب أن المركز الدولي للأمن الرياضي سيواصل العمل مع المنظمات الدولية وفي المحافل الرياضية مثل الأسبوع الرياضي في أوروبا وعلى أعلى مستويات صناعة القرار معتبرا أن الأسبوع الرياضي وفر منصة يمكن من خلالها تكريس، ليس فقط حق ممارسة الشعوب الأوروبية للرياضة، ولكن أيضًا إبراز الحاجة لحماية الرياضة من التحديات الخطيرة التي تواجهها في قلب قارة أوروبا وفي كافة أرجاء العالم. اليونسكو وقالت أجنيلا ميلو مدير عام الأخلاقيات والشباب والرياضة باليونسكو إن فكرة الأسبوع الرياضي في أوروبا مشروع يواكب التطور كون الرياضة باتت تلعب دورا كبيرا في حياة الناس وأنا سعيدة بالمشاركة في مؤتمر بروكسل وسعيدة وأنا أرى المركز الدولي للأمن الرياضي وقد اصبح عاملا أساسيا في رسم السياسات الرياضية وفتح القضايا المنسية بجرأة وشجاعة وبكل هذه الصراحة والوضوح والمهنية في الطرح المتواكب مع وضع الحلول، وهذا الأمر محل تقدير من اليونسكو. مكتب اوروبا وشارك إيمانويل ميديروس المدير التنفيذي لمكتب المركز الدولي للأمن الرياضي في أوروبا وأمريكا اللاتينية في المؤتمر ولفت إلى ان الأممالمتحدة صنفت الإتجار في البشر كثالث أكبر نشاط إجرامي في العالم وأن المركز الدولي حريص على تفعيل الشراكات مع أوروبا والمنظمات الدولية وبخاصة تلك الشراكة مع المفوضية الأوروبية ووضع بنودها حيز التطبيق مثلما حدث في الأسبوع الرياضي في أوروبا لافتا إلى أن هذه الشراكات تجسد التزام المركز بتطوير علاقات أوثق مع مختلف مؤسسات الاتحاد الأوروبي والجهات الحكومية ومؤسسات صنع القرار الأخرى. وأكد ميديريوس أن المفوضية الأوروبية والدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي وصناع القرار والبرلمانيين باتوا يثقون في الاعتماد على المركز الدولي للأمن الرياضي كمنظمة ومرجعية عالمية في مجال تقنين الرياضة كأدة لتقويم المجتمعات وإحداث التغيير الإيجابي بها وعلينا جميعًا أن نوحّد الجهود لضمان رياضة أكثر أمنًا ونظافة في كافة أرجاء قارة أوروبا والعالم وهذه أولويّة وواجب ملزم للمركز الدولي للأمن الرياضي. حماية القصر أما باسكال رينتجينز رئيس المهام بالمنظمة الدولية للهجرة فقد اكد ان هناك بالفعل قاسم مشترك بين تحركات رياضيين صغار وبين الإتجار في البشر ومن المهم أن نضع هذه قضية الإتجار في الأطفال والقصر من خلال الرياضة وبخاصة من الأفارقة القادمين إلى الأندية الأوروبية على طاولة البحث أمام أكبر المنظمات الدولية والحكومات ليضطلع هؤلاء بمسشولياتهم. وقال باسكال إنه على الرغم من التقدم الواضح في حماية القصر وشباب الرياضيين في الأونة الأخيرة إلا أن المزيد من المناقشات بين المؤسسات الرياضية والجهات الأخرى يجب ان يتم بشكل مهني عبر منصات مثل ذلك التي نحن فيها الأن في هذا المؤتمر الذي أبرز العديد من الموضوعات وأوضح دور الرياضة والتعليم في كيفية تعزيز التنمية الإقتصادية والاجتماعية في المجتمعات. سفير اليويفا وقال كريستيان كاريمبو سفير اليويفا واللاعب الدولي الفرنسي السابق إن هدف الرياضة الأساسي هو جمع البشر معا وقد أصبحت الرياضة قوة للتغيير الإيجابي في مجتمعات العالم، قوة في توحيد البشر من مختلف المناطق بعيدا عن اللون أو العرق، الرياضة هي لغة عالمية لاتعرف حدود.. ومن خلالها يتحدث العالم لغة واحدة وفي الرياضة تطبق نفس القوانين وتتاح نفس الفرص، والرياضة أصبحت الأن الأداة الأقوى لتمكين مجتمعات العالم التي تغص بالشباب. وأعرب كاريمبو عن سعادته بالمشاركة في المؤتمر وسط هذا الحضور النخبوي اللافت مشيرا إلى أن تحويل هذه المناقشات الهادفة إلى مقررات على أرض الواقع هو أمر يجب أن يكون محط اهتمام كل المنظمات الدولية المعنية. مناهضة العنصرية من جانبه قال يوري بويتشنكو رئيس قسم مناهضة العنصرية بالمفوضية العليا لحقوق الإنسان بالأممالمتحدة إن هناك توافق عالمي أن الرياضة هي وسيلة تمكين اجتماعي وبدني وتربوي ومن خبراتنا فالرياضة أيضا تساعد في تمكين الشباب خاصة في المجموعات المهمشة وفي المجتمعات الهشة وكذلك في المناطق الفقيرة وهي أداة تشجع على المساوة ونبذ العنصرية. أمام باولو سبيلار الأمين العام لمنظمة أيبيرو أمريكا فقد لفت في جلسات المؤتمر إلى أن الرياضة هي واحدة من الأهداف التعليمية ال11 التي نتطلع لتحقيقها وفي المنظمة التي تضم الدول الناطقة باللغتين الأسبانية والبرتغالية نعمل مع عدد من المنظمات العالمية ومن بينها المركز الدولي للأمن الرياضي من أجل تعظيم الإستفادة من الرياضة كأداة لتطوير وتمكين شباب الرياضيين في مجتمعاتنا. مبادرة قطرية
وكان البرلمان الأوروبي قد وافق في يونيو 2014 على وضع مبادرة الأسبوع الرياضي في أوروبا موضع التنفيذ وهي الموافقة التي جاءت بعد عامين من إطلاق مبادرة مشابهة وهي اليوم الرياضي للدولة الذي يُقام بقطر في الأسبوع الثاني من فبراير من كل عام، والتي أصبحت – أي المبادرة القطرية التي لم يكن لها مثيل في العالم - نموذجًا يُحتذى به وحققت نجاحًا هائلاً في تكريس الثقافة الرياضية في دولة قطر، وحققت نجاحا مجتمعيا كبيرا في النسخ الثلاث التي أقيمت حتى الآن.