الفوز بالجسارة للقبض على الصدارة في أول الطريق يفتح أسود الأطلس كتاب الأسرار أمام الثوار بعزيمة الرجال في مجموعة السجال أمام رأس خضراء يحصنها الإنجاز التاريخي الأسبق كمنخب قدم شهادة ميلاد بلون برتغالي، والطريق إلى التأهل يبدأ بخطوة الفوز من دون مشاكل التقليل والإستصغار من منتخب يتحدى نفسه من أجل الإنطلاق أيضا بنفس المطامح رغم إكراهات التحضير خارج ليبيا وغياب منافسات البطولة وغيرها من الأشياء التي تعرقل سير الثوار. هذا ما قاله الزاكي «نحن على أتم الإستعداد لمواجهة منتخب ليبيا، لا ننتقص من قيمة هذا الفريق الذي لم يأت للسياحة». «وعلى غرار مباريات منتخبات شمال إفريقيا، فإن مباراتنا مع ليبيا ستكون قوية وتحمل الكثير من الندية ونحن عازمون على أن تكون انطلاقتنا موفقة وناجحة في أول مباراة رسمية بعد الغياب الإضطراري عن آخر كأس لأمم إفريقية. وقال الزاكي: «في البداية تم تحديد اللائحة النهائية المؤلفة من 28 لاعبا تحسبا لمثل هذه الحالات.. لن أقوم بتوجيه أية دعوة جديدة لوجود لاعبين إلى 3 في كل مركز». «وجهت الدعوة لهاشم مستور باعتباره لاعبا شابا وواعدا ويملك مستقبلا كبيرا، سيشكل إضافة للمنتخب المغربي، والمهم بالنسبة لنا سواء شارك في المباراة أم لا هو أنه اندمج مع الأجواء». «نحن أمام مجموعة من اللاعبين المحترفين يملكون الخبرة الكبيرة للحفاظ على مستواهم وهو ما يفسر استدعاؤهم قبل 15 يوما من موعد المباراة لإبقائهم في أجواء المنافسة». كل هذا جميل، فهل كل ما اختاره الزاكي كان موفقا ؟ طبعا لا يمكن الحديث عن الإختيارات وعن الإصابات لكون الكشكول المغربي معروف لدى المغاربة على مستوى أساسياته وقياداته في التشكيل العام أو ما يسمى بالنواة الصلبة التي دأب على الإشتغال عليها في كثير من الوديات إلى آخر أقوى ودية أمام الأوروغواي لقياس ارتفاع وثيرة التناغم بين الأسود، وطبيعي جدا أن يكون الزاكي قد وضع الأصبع على المراكز التي يشتغل عليها دفاعيا ووسطيا وحتى هجوميا من خلال تعدد الأدوار لدى الدوليين كمؤشر ذكي لربح الوجوه الأكثر ترويجا في المواقع المفروض أن يوجد بها خلل ما، ولذلك سيدخل الزاكي أمام ليبيا بكثير من الإمتيازات التي لا توجد حثما على المستوى التنافسي والبدني أمام منتخب ليبي يفتقد لهذه الصورة. نزال ليبيا بفريق آخر نتذكر جميعا كيف قهرت الظروف الزاكي بادو وهو يواجه منتخب ليبيا في ودية الصيف الماضي من خلال غياب العديد من الأسماء الدولية للإصابات والإكراهات المرحلية، ونتذكر جميعا كيف قدم الزاكي من خلال تشكيلته جديد آخر حسب مراكز الخطوط التي أراد من أجلها وضع كل رجال الإختصاص في مواقعهم الأصلية لإنهاء مخاض المجربين بشكل عام وبخاصة في موقع الحراسة والدفاع الأيسر وحتى متوسط الدفاع الذي عرف في مباراتين متغيرا استراتيجيا من جراء الإصابة التي تعرض لها الثلاثي داكوستا والعدوة وحتى فضال إلى جانب إعطاء الفرصة للثوابت الأخرى من قبيل الهاشمي وعوبادي وبرادة وبلهندة وأمرابط، وعلى هذا الأساس قدم الزاكي تشكيلة جديدة أبرزها حضور ياسين بونو في أول فرصة تقدم له بعد انضمامه لنادي سرقسطة ومنحه التجربة المضافة بعد التعرف على كل من الزنيتي وفكروش سابقا، كما وثق الزاكي في الهاشمي كظهير أيمن، ومن جهة اليسار أكد الزاكي قيمة حضور جبيرة إما أن يكون أولا يكون في دور الجهة الدفاعية اليسرى على الأقل لمعرفة ما إذا كان هو بديل أشرف لزعر بعد الإصابة، فيما لم يكن أمام الزاكي خيار آخر في متوسط الدفاع سوى اللعب بأبرهون وأولحاج في غياب المصابين لقياس دور اللاعبين المحليين في خط الدفاع، ووضع عوبادي في موقعه الإرتدادي في الوسط مدعما ببلهندة وبرادة في البناء الهجومي وأمرابط في اليسار الهجومي ودرار في الجهة الهجومية من اليمين وشحشوح كرأس حربة، ومن هنا تبينت الصورة العامة للفريق الوطني بين المباراة الأولى والمباراة الثانية بدافع الغيابات الكثيرة التي طالت الدفاع والهجوم، كما تتبين أيضا الشاكلة المعروفة ب 4123 وفق الثوابت المذكورة، ما يعني أن هذا الفريق الذي لعب أمام ليبيا لا يوجد به حاليا سوى بونو وأبرهون وأولحاج وأمرابط وشحشوح، والبقية عادت من الإصابات على مستوى الأسماء التقليدية ليكتمل الصف وبملح جديد إنبثق من مباراة الأوروغواي بإضافة الحارس منير المحمدي ورشدي أشنطيح وأحمد المسعودي قبل أن ينضاف إليهم جديد الوافدين فؤاد شفيق وهاشم مستور وسفيان بوفال، أي على مدار السنة يكون الزاكي قد جدد دماء الفريق الوطني بالكثير من القيادات الأساسية والشابة التي حملت القميص الوطني لأول مرة. ما بعد ضريبة الكاف فبعد العمل الكبير الذي اجتهد فيه الزاكي بحثا عن الفريق الموحد والمحفوظ لدى الجمهور المغربي من خلال ثوابته تأهبا لدخول منافسات كأس إفريقيا التي كان من المفترض أن ينظمها المغربي شتاء هذا العام، وبعد إعلان المغرب تأجيل الحدث القاري وما تبعه من صدمات وانتقادات الرأي العام الدولي بين مؤيد ومعارض لوباء الإيبولا، لم يوقف الزاكي نشاطه وتمسك باختياراته محترما كشكوله المحمول بمفاجآت دائمة تقديرا له بوضع سكة الفريق الوطني على وجوه مستقبلية من النوع الممتاز، وجاءت مباراة الأوروغواي كمحطة قوية عن كل المباريات الودية التي قدمت الفريق الوطني بلونه القتالي والحماسي رغم الخسارة الصغيرة، وكان التشكيل قد أحضر الحارس المحمدي في أول اكتشاف لمؤهلاته الدولية مع حضور الخاليقي ودرار وبوصوفة وبامو وبقية كل الأسماء الدولية المعروفة، لكنها اليوم غير موجودة لإصابات الثلاثي المذكور، ما يعني أيضا أن الزاكي اشتغل على التجديد وتأكد من أن هذا التجديد ضرورة لا محيد عنه لتوسيع القاعدة حتى ولو كان ذلك على حساب الأسماء الصغيرة السن. نقطة البداية واليوم يبدأ عمل الزاكي بشكل رسمي في أول مباراة يلعبها على مقاس البداية في عز انتهاء البطولات الأوروبية، واليوم يراهن الأسود على جعل المستقبل أفضل مما كان في ظل التحضير للكأس المقبلة من عمل المقاومة في الإقصائيات، ونقطة البداية تستلزم هذا النوع من القتالية على المواقع وربح النقاط على أرض الغير قبل أن تكون ضرورة الفوز بالداخل أولى الأولويات، وأسطول الزاكي المؤمن بتناغمه وتلاحمه مستعد لإنجاز المهمة دون النظر في أحكام المجموعة ولكن في طريقة التعامل مع الجولات مباراة بمباراة، والبداية طبعا أمام ليبيا التي تتهيأ للحدث على أنه بنفس الرؤى المغربية رغم إكراهات المرحلة التي ينتقص فيها الثوار للعديد من المسائل التحضيرية، والفوز على ليبيا غدا وحتى في عقر داره ضرورة لا محيد عنها بالنظر إلى استقباله بتونس وبالنظر إلى الظروف التي ستحيط بالمجموعة مع ترقب اعتذار أي كان قد يغير سياق التنقيط العام، وفي مجمل القول، يبدو الفوز منطقا صارما، وليست ليبيا التي فزنا عليها وديا هي نفسها بذات الموارد البشرية. هل يلعب الزاكي على لفاء الذهاب؟ إطلاقا لا، وحتى إن كان الفوز المغربي عريضا وفي توقيت بدا الشك يدخل علينا بعد أن استهل السود مهرجان التهديف الودي من هدف بلهندة في الدقيقة 38، لا يمكن أن تعاد نفس الصورة من واقع عودة جميع الدوليين الذين غابوا عن ذات الودية، أي أن الأسود اليوم حاضرون بنسبة عالية ومكتملي الصفوف وبوجوه أيضا غابت عن المباراة الودية، كما أن الرسمي يختلف عن الودي في كثير من المواصفات التحفيزية، ولا يمكن أن يلعب الأسود بواقع الوديات السابقة لأن مرحلة الجد تلوح من الآن في أفق مباراة ليبيا التي عذبت الأسود في العديد من المواجهات التي انتهت بالتعادل، ولذلك يدرك الزاكي كيف سيفوز بالنزال وبأي طريقة سيجتهد في قراءة الناخب الإسباني كليمنتي الذي يعتبر في نظر الإسبان مدربا فاشلا ومعه أيضا تلقى ثلاثية من المغرب قبل عام. التشكيلة المنتظرة بالعقل لن تخرج الحراسة عن واحد من الإثنين بونو أو منير، والتاريخ القريب يقول أن بونو هو من لعب ضد ليبيا، وأيضا هو من سيلعب، ولكن تألق منير في لقاء الأوروغواي كانت أفضل من بونو على مستوى اختلاف الودية من منتخب عادي إلى منتخب كبير، وفي الأظهرة سيدخل فؤاد شفيق لأول مرة كظهير أيمن سيكتشفه المغاربة عن قرب لتغطية فراغ درار والخالقي، أما الظهير اليسر فهو بلا شك أشرف لزعر كوجه بات معتادا، أما الوسط الدفاعي فلن يخرج عن بنعطية والعدوة، وبالوسط يلعب بعوبادي والأحمدي وخرجة على أن يشهد الهجوم وجوهن من قيمة أمرابط وحمدالله والقادوري لتظهر الشاكلة مؤسسة من 4 1 2 3، إلا إذا تناول الزاكي اختياراته على نوع آخر، وتبقى هذه الطروحات تخمينية ليس إلا.