غياب الحكامة والإستقرار التقني وراء فشل النسور إنتدابات لم تقدم الإضافة وتراجع مهول عن المكتسبات قدم الرجاء البيضاوي أحد أسوإ مواسمه في السنوات الأخيرة، وخرج النسور من دائرة المنافسة على الواجهات الثلاث التي شاركوا فيها في وقت مبكر، وخالفوا كل التوقعات التي رشحتم قبل بداية الموسم الحالي للمنافسة على كل الألقاب، فتوالت السقطات بداية بالفشل على مستوى منافسات كأس العرش، كما استمر التواضع بالبطولة الإحترافية، وانتظر الجميع انتفاضة الفريق الأخضر على الواجهة القارية وتأهله لدور المجموعتين، خاصة بعد الإنطلاقة الجيدة التي حققها في الأدوار الأولى، لكن توالي الأخطاء على جميع المستويات كلف الفريق خروجا من هذه المنافسة الغالية لتتبخر آمال العشاق والأنصار، وتضيع كل أحلام العودة للعالمية من البوابة القارية، فما هي الأسباب التي ساهمت في هذا التراجع المهول للرجاء عن مكتسبات حققها في المواسم السابقة؟ هذا ما سنحاول اكتشافه من خلال سرد الكثير من المتغيرات الذي عرفها الفريق والأحداث التي أثرت على مسيرته منذ نهاية الموسم الماضي. 1 الإنفصال عن البنزرتي أول الأخطاء صحيح أن الرجاء لم ينجح في التتويج بلقب البطولة الموسم الماضي، وذلك بعد أن ضيع هذه الفرصة بهزيمته بمدينة أسفي، لكن الفريق الأخضر قدم إيابا قويا مكنه من العودة من بعيد وتهديد المتزعم المغرب التطواني، بل إنه ألحق به هزيمة قاسية بخماسية وأزاحه من الصدارة قبل دورة واحدة من نهاية البطولة، وبعد المستوى الرائع الذي قدمه النسور سواء في النصف الثاني من البطولة أو كذلك في الموندياليتو، وفي ظل الأداء الراقي للمجموعة الرجاوية كان ينتظر أن يتم تجديد الثقة في المدرب التونسي فوزي البنزرتي للحفاظ على هذه المكتسبات، لكن المكتب المسير كان له رأي آخر، حيث تم الإنفصال عن المدرب، وشكلت هذه الخطوة أول الأخطاء التي دفع الفريق ثمنها غاليا. 2 التفريط في الثوابت في الموسم الماضي بلغ الرجاء نهاية كأس العرش وحقق إنجازا تاريخيا في كأس العالم للأندية بوصوله للمباراة النهائية، ونافس كذلك على لقب البطولة لآخر نفس بالرغم من مشاركته على أربع واجهات، وكان منتظرا أن يحافظ الفريق على أهم ثوابته وركائزه الأساسية، بل يتم تعزيز الصفوف بعناصر متميزة في بعض المراكز التي تعرف الخلل وبالتالي استثمار كل هذه النتائج التي تحققت، لكن العكس هو الذي حصل، حيث تم التفريط في الثلاثي المتكون من العميد متولي ولاعب الوسط المتألق الراقي والكوليادور ياجور، وكان من الطبيعي أن تتأثر مسيرة الفريق في ظل رحيل ثلاثة من ثوابته ومن أجود عناصره التي يصعب تعويضها بين يوم وليلة. 3 إنتدابات لم تقدم الإضافة ولتعويض هذا الثلاثي كان من اللازم القيام بانتدابات في مستوى هذه العناصر واختيار البروفايل الذي يصلح لفريق من حجم الرجاء، لكن أغلب الإنتدابات التي قام بها المسؤولين لم تف بالغرض باستثناء الثنائي جبيرة وبامعمر، هذا في الوقت الذي لم تنجح فيه باقي العناصر الأخرى في التأقلم مع الأجواء وعجزت عن فرض وجودها، أو أنها لم تنل فرصتها الكاملة، وصرف الفريق الأخضر مبالغ مالية مهمة في انتدابات لم تقدم تلك الإضافة المرجوة بعد أن ظلت هذه العناصر حبيسة كرسي البدلاء أو رهينة في أغلب الأحيان بعيادة الفريق.والسبب أن أغلب هذه الإنتدابات لم تشرف عليها أطر تقنية متخصصة. 4 غياب الإستقرار التقني ما يحصل داخل الرجاء لا يليق بفريق بلغ القمة الموسم الماضي، ففريق بمكانة الرجاء تاريخه بحاجة لإدارة تقنية قوية ولمدرب من طينة ماندجير يشرف على كل المسائل التقنية وذلك عوض التخبط في تغيير المدربين عند كل نتيجة سلبية، فالتغيير لا يجب أن يخضع لمزاجية المسيرين، ولا أيضا لإسكات غضب الأنصار، وإلا فإن الفريق سيغير مدربه عشر مرات في الموسم الواحد، لقد دفع الرجاء ثمن رحيل المدرب التونسي فوزي البنزرتي، كما أن خيار الإنفصال عن بن شيخة وإعادة روماو لم يكن قرارا حكيما خاصة أن الرجاء كان يحتل صدارة ترتيب البطولة آنذاك، وهذا التغيير كلفه ضياع الكثير من النقط فيما بعد، وأثبتت النتائج التي حصل عليها الفريق عجز المدرب البرتغالي عن تدبير تركة الجزائري بن شيخة. 5 غياب الفعالية الهجومية عانت القلعة الخضراء من ضعف واضح على مستوى الفعالية الهجومية وغاب أغلب مهاجمي الفريق عن الصفوف الأولى لسبورة الهدافين، وبعد رحيل ياجور لم يتمكن الرجاء من إيجاد بديل في مستواه، ومع افتقاد بورزوق لحاسة التهديف بحث النادي طويلا عن العنصر القادر على سد هذا الفراغ وفشلت صفقات لاعبين أفارقة منهم مويتيس ويحيى كيبي، وفي الميركاطو الشتوي تم الإستنجاد بالنيجيري أوساغونا لعله ينجح في تقديم الإضافة المرجوة، نفس الشيء ينطبق على مجموعة من الإنتدابات التي لم تستطع تعويض الثلاثي متولي والراقي وياجور، وحده الحافيظي الذي كان نقطة ضوء في هجوم الرجاء قبل أن تبعده الإصابة لفترة طويلة وخلالها ضاعت على الفريق الكثير من النقط على مستوى البطولة ليتراجع النسور من مركز الوصافة التي إحتلها في نهاية مرحلة الذهاب إلى الصف السابع قبل أربع دورات من إسدال الستار عن البطولة. 6 كرسي الإحتياط قوة أي فريق تكمن في كرسي إحتياطه، فالمدرب غالبا ما يفضل الإحتفاظ ببعض العناصر الجيدة في كرسي البدلاء لكي يستنجد بها حينما تسوء الأحوال أو تعاكسه النتائج، وفريق الرجاء نجح رفقة المدرب امحمد فاخر لأنه كان يتوفر على تركيبة بشرية تضم لاعبين جيدين في كل مركز، وغالبا ما نجح النسور مع هذا المدرب في قلب موازين المباريات وتغيير النتائج لصالحهم في الجولات الثانية بفضل العناصر البديلة التي كان يقحمها في الشوط الثاني، وهناك من عاتب المدرب روماو لأنه فضل الإحتفاظ بلاعبين مميزين في الإحتياط أمام وفاق سطيف، ولم يتمكن من قلب الموازين بفضل التغييرات التي قام بها في الجولة الثانية، وهنا تتأكد محدودية التركيبة البشرية للرجاء وعدم توازنها، فهل المدرب هو المسؤول عن اختيار هذه التركيبة؟ مع العلم أننا لاحظنا كيف تأثرت نتائج الرجاء بعد أن غاب بعض لاعبيه بسبب الإصابات التي لحقت بهم. 7 غياب الإنضباط في أول موسم للرئيس محمد بودريقة إستعان بخدمات المدرب المقتدر امحمد فاخر، ونجح هذا الأخير في قيادة الفريق لتحقيق الإزدواجية، ولم يكن هذا النجاح وليد الصدفة بل كان وراءه عمل وتخطيط، وكذلك انضباط وإلتزام من طرف جميع اللاعبين، وليس من السهل ضبط مجموعة من أفضل نجوم البطولة، لكن المدرب فاخر بشخصيته القوية وبخبرته توفق في خلق التجانس داخل المجموعة، وفي نفس السياق سار التونسي البنزرتي، لكن هذا الموسم تغيرت الأوضاع وتم تسجيل العديد من الإنفلاتات في صفوف الفريق، فقد لاحظ الجميع كيف خرج عدد من اللاعبين عن النص أثناء المباريات أو كذلك في المعسكرات الإعدادية دون أن تبادر اللجنة التأديبية لإتخاذ إجراءات صارمة في حق المخالفين للقانون الداخلي، غياب الإنضباط وعدم مقابلة هذه الإنفلاتات بالزجر جعل أمور الفريق تفلت من بين يدي المدرب، فالتساهل مع المخالفين ولد حالة من التسيب داخل الفريق وكان من نتائجه تراجع المكتسبات التي تحققت سواء مع فاخر أو البنزرتي. 8 غياب التوازن حينما تكون النتائج سلبية فإن المدرب هو المسؤول الأول عن النتائج باعتباره القائد الذي يختار التشكيلة الرسمية وطريقة اللعب، لكن حينما يمسك المدرب بزمام الأمور وسط الطريق، وحينما يتحمل مسؤولية القيادة في وقت تصارع فيه السفينة لتفادي الغرق، فلا يمكن أن نحمله كامل المسؤولية، فالمدرب روماو لم يكن مسؤولا عن الإنتدابات ولا عن اختيار هذه التركيبة البشرية، وبالتالي فقد وجد أمامه لائحة غير متوازنة على مستوى جميع الخطوط، وفي غياب تركيبة بشرية قوية من الدفاع، للوسط وللهجوم إستنفذ الإطار البرتغالي الكثير من الوقت لإختبار قدرات مجموعة من اللاعبين والبحث عن التشكيل النموذجي و في خضم ذلك سقط في مجموعة من الأخطاء على مستوى الإختيارات،لكنه لا يتحمل وحده المسؤولية، بل يتقاسمها كذلك مع المكتب المسير الذي أشرف على الإنتدابات، وكذا على اختيار الربان فيما بعد. 9 أخطاء فردية العناصر الرجاوية تتحمل بدورها قسطا من المسؤولية في تواضع نتائج الفريق هذا الموسم، فالإقصاء من كأس العرش أمام الجيش الملكي جاء من بعض الأخطاء الفردية من بعض اللاعبين ونذكر الأخطاء التي سقط فيها المدافع بنلمعلم والتي تسببت في الإنفصال عن بن شيخة الذي قدم كبش فداء، وفي منافسات البطولة لم يكن دفاع الرجاء بتلك القوة والمناعة التي اعتدناها عليه وضاعت عليه الكثير من النقط بفعل أخطاء اللاعبين، وفي منافسات عصبة الأبطال الإفريقية تابعنا جميعا الأخطاء البدائية والشوارع التي فتحت في دفاع الرجاء والتي استغلها هجوم وفاق سطيف وسجل منها أهداف سهلة سواء في الدارالبيضاء أو في سطيف، قد يقول البعض بأن المدرب هو من يتحمل مسؤولية اختياراته لهذه العناصر، لكن أي لاعب ينتمي للرجاء يجب أن يكون في مستوى المسؤولية ويدافع عن القميص الأخضر بكل قتالية ورجولية. 10 الحكامة على مستوى التسيير في أول موسم تولى فيه بودريقة الرئاسة فاز الرجاء بالإزدواجية، وكما قلنا فإن مثل هذه النتائج لا تأتي بمحض الصدفة لأن كرة القدم أصبحت علما وتخطيطا وبرامج، ويعود الفضل الكبير في هذه النتائج للمشروع الذي جاء به المدرب امحمد فاخر ونجح في تطبيقه بفضل الإمكانيات التي وفرها المكتب المسير، لكن حينما تخلى مكتب الرجاء عن الإستمرارية والإستقرار وعن الحكامة على مستوى التسيير ونهج بدوره سياسة تغيير المدربين والإنتدابات غير المعقلنة، فإن الفشل كان هو العنوان الأبرز لهذه المرحلة الجديدة التي تميزت بالتخبط على مستوى اتخاذ القرارات.. لقد اهتم المكتب المسير بالجانب التجاري والتسويقي والبحث عن الموارد المالية، لكن ذلك جاء على حساب الإهتمام بالجانب الرياضي والإنجازات التي ساهمت في بلوغ الرجاء للعالمية، قبل انطلاق الموسم الجديد شارك الفريق في معسكر إعدادي بإسبانيا في إطار رجاتور، وكان الهدف الترويج لإسم الفريق ومنتوجاته وكان هاجس الربح المادي أكبر بعد أن دفع الفريق ثمن هذه التنقلات بالحافلة غاليا، حيث دب العياء للاعبين في مرحلة مهمة من الإعداد، ولعل فشل الرجاء في اقتناص الألقاب هذا الموسم يؤكد بشكل جلي فشل السياسة التي نهجها المكتب المسير، ما يفرض استخلاص الدروس والعبر، فالرجاء بحاجة لمدرب كبير يتوفر على الشخصية والكاريزما والقدرة على فرض رأيه فيما يخص الجوانب الرياضية، وليس لشخص يرضخ لأهواء أعضاء المكتب المسير. إبراهيم بولفضايل صحوة في الثلث الثاني من البطولة لكنها لم تكتمل مر فريق الرجاء هذا الموسم بمرحلة فراغ على مستوى النتائج أعقبت الإقصاء من منافسات كأس العرش ورحيل المدرب بن شيخة، حيث تعرض النسور لمجموعة من الهزائم غير المتوقعة منها هزيمة ثقيلة أمام حسنية أكادير، وطالت هذه المرحلة حتى أن الجميع أشار لأزمة داخل الفريق، وتخوف الأنصار من دخول اللاعبين لمرحلة من الشك، لكن بعد الهزيمة في الديربي استفاق النسور بانطلاق الثلث الثاني من البطولة ونجحوا في تحقيق مجموعة من النتائج الجيدة ما مكنهم من تسلق الدرجات والعودة من بعيد لإنهاء مرحلة الذهاب في مركز الوصافة وراء الغريم الودادي، وحينها اعتبر العديد من المتتبعين هذه الصحوة بمثابة الإنطلاقة الحقيقية للنسور نحو المنافسة على الدرع، لكن للأسف هذه الصحوة لم تعمر طويلا، فبمجرد دخول الفريق لغمار المنافسات القارية تراجعت نتائج الفريق الأخضر مجددا على مستوى البطولة المحلية قبل أن يفقد حظوظه كليا في المنافسة لصالح باقي منافسيه، ما يؤكد بالملموس محدودية التركيبة البشرية للنسور وعدم قدرتها المنافسة على أكثر من واجهة. إ.ب غياب الحافيظي نقطة التحول في مسيرة الرجاء ظهر اللاعب عبد الإله الحافيظي هذا الموسم بمستوى كبير، لكنه في العديد من المناسبات إفتقد للمساندة، وبالرغم من ذلك فإنه نجح في قيادة الفريق في تحقيق مجموعة من النتائج الجيدة على مستوى البطولة، وحين غاب بسبب الإصابة تراجعت نتائج النسور، وشكلت هذه المرحلة نقطة التحول في مسيرة الفريق الأخضر، الحافيظي هو الهداف الأول للرجاء على مستوى البطولة الوطنية، وكان بإمكانه تسجيل مزيد من الأهداف في عصبة الأبطال لولا الإصابة التي منعته من المشاركة في عدد من المباريات ليترك الفرصة للمهاجم النيجيري الذي ظهر بمستوى كبير أمام الشياطين السود وكذلك كايزر شيفس حين سجل خمسة أهداف قبل أن يتراجع مستواه أمام وفاق سطيف الجزائري. إ.ب روماو إستلم 25 مليون ورحل بعد أن أظهر تعنتا في بداية الأمر وأصر على احترام تعاقده لغاية نهاية الموسم القادم، عاد بعدها ليقبل بالرحيل لكن المشروط باستلام راتب 3 أشهر. غير أن رشيد البوصيري الذي قاد مفاوضات الطلاق بعد أن كان مهندس عودة المدرب البرتغالي من العربي الكويتي أقنع روماو بالرحيل واستلام 25 مليون سنتيم أي راتب شهر واحد، بعدما خالف وعوده ولم يحقق المطلوب واكتفى بخطاب وزعه على اللاعبين قبل موقعة وفاق سطيف لاستنهاض همتهم وكان شبيها بخطبة الوداع التي سبقت رحيله.
لعنة الإصابات أثرت على أداء المجموعة تأثر الرجاء هذا الموسم كذلك بالعديد من الإصابات والأعطاب التي لحقت أجود عناصره، فما يكاد المدرب روماو يجد التشكيلة الرسمية التي يعول عليها حتى يتعرض لاعب أو أكثر لإصابة تضطره للغياب لعدة دورات كما حدث مع الصالحي والوادي وإيسن والهاشيمي وعقال وشاكو وكروشي وكذا الحافيظي، وفي غياب بدائل في المستوى فإن الفريق افتقد لخدمات أجود لاعبيه في الكثير من المباريات، وهذا ما كلفه ضياع العديد من النقط في مباريات كثيرة، كما أن العناصر البديلة لم تكن في مستوى العناصر الرسمية ما جعل التوازن يختل داخل المجموعة. أربعة مدربين في موسم واحد ذكرنا فريق الرجاء هذا الموسم بالغريم الودادي في المواسم السابقة حين كان الفريق الأحمر يعيش حالة من التخبط وعدم الإستقرار على مستوى إدارته التقنية ما كلفه ضياع الألقاب في المواسم الأربع الأخيرة، وهذا الموسم سقطت إدارة الرجاء في نفس الأخطاء، حيث استعانت في البداية بالمدرب الجزائري بن شيخة وعند أول عثرة تم الإنفصال عنه، وقاد هلال الطاير الفريق الأخضر في مباراته أمام الفريق الجديدي وخسرها بثلاثية ليمسك البرتغالي روماو بزمام الأمور كثالث مدرب يقود السفينة، لكن الخروج من المنافسة على درع البطولة وكذا الإقصاء أمام وفاق سطيف من عصبة الأبطال الإفريقية عجل برحيله قبل نهاية الموسم لتسند المهمة لإبن الدار جمال فتحي الذي سيتحمل المسؤولية في المباريات المقبلة. كروشي: لعنة الإصابات والحظ العاثر وراء فشل الرجاء هذا الموسم يعتبر اللاعب عادل كروشي أحد أبرز عناصر الرجاء هذا الموسم، حيث أبلى البلاء الحسن في مركزه وكان أحد نجوم الفريق بل أفضل ظهير أيسر على مستوى البطولة، وحول تراجع نتائج الفريق الأخضر هذا الموسم فإن كروشي أرجعها لكثرة الإصابات التي لحقت بمجموعة من العناصر الرسمية ما تسبب في غياب تشكيلة قارة في كل المباريات، وتابع حديثه بهذا الخصوص قائلا: «الإقصاء من كأس العرش مع بداية الموسم كان له تأثير سلبي على معنويات اللاعبين وجعلنا نمر في مرحلة فراغ على مستوى النتائج، كما أن تغيير المدرب في هذه المرحلة تطلب بعض الوقت من أجل التأقلم مع طريقة وأسلوب لعبه، وحينما تجاوزنا هذه المرحلة الصعبة وعدنا لقلب المنافسة تعرض مجموعة من اللاعبين الأساسيين لإصابات مختلفة أبعدتهم لعدة دورات، وفي ظل غياب تشكيلة قارة غاب التجانس والإنسجام وضيعنا بعض النقط لهذا السبب، كما خاننا الحظ في العديد من المباريات، حاولنا تدارك الموقف على مستوى عصبة الأبطال الإفريقية وتوفقنا في البداية أمام الشياطين السود وكايزر شيفس، لكن أمام وفاق سطيف خاننا الحظ وضيعنا الفوز في الدارالبيضاء بالرغم من الفرص الكثيرة التي خلقناها، وفي الإياب سجلت في شباكنا هدفين ضد مجرى اللعب، وفي الجولة الثانية عدنا في النتيجة لكن ضربات الحظ لم تكن في صالحنا، وهذه هي كرة القدم، هذا الموسم لم يكن في صالحنا، وأتمنى أن يكون المستقبل أفضل وأن نستفيد من كل الأخطاء التي سقطنا فيها». إ.ب مدرب لياقة تحت الصفر إسمه أنطونيو داسيلفا ومنذ قدومه ولاعبو الرجاء يعانون بطءا شديدا في الحركة والتنقل الأريحي داخل الملعب دون إغفال عدد لا بأس به من الإصابات التي أعاقت مسيرة لاعبين كثر. البرتغالي أنطونيو داسيلفا لحق بمواطنه جوزي روماو، والإثنان غادرا وحدهما رضوان حجري المدرب المساعد الذي سيرافق رفيق الدرب جمال فتحي في مهمته ومدرب الحراس أحمد ماء العينين من سيواصل من الطاقم السابق.
جوزي روماو: الرجاء خرج من الخيمة مائلا منذ المرحلة الإعدادية لم يظهر فريق الرجاء بتلك الصورة المنتظرة، وكشفت المباريات الإعدادية التي خاضها عن بعض الإختلالات على مستوى التركيبة البشرية للفريق بعد رحيل بعض النجوم، كما أن الرحلة التي قادت النسور للديار الإسبانية لم تكن محسوبة العواقب وكان الهدف منها مادي بالدرجة الأولى في حين لم تكن الإستفادة على المستوى الرياضي بعد تعرض اللاعبين للإرهاق جراء كثرة التنقلات الطويلة عبر الحافلة، وكان من نتائج هذه المرحلة الإعدادية التي لم يخطط لها بشكل جيد أن وقع الفريق في المحظور، حيث البداية المتعثرة والخروج المبكر من منافسات كأس العرش على يد الفريق العسكري. خروج تسبب في رحيل عبدالحق بن شيخة وتعويضه بجوزي روماو، لكن هذا الأخير عجز بدوره عن قيادة السفينة لبر الأمان، وبعد أن استنفذ كل الجهود إعترف بالحقيقة المرة حين قال بأن الرجاء خرج من الخيمة مائلا، وتابع الإطار البرتغالي تشريحه لوضعية الرجاء في تصريحاته حين وصف الفريق الأخضر بالإبن المريض والذي يجب عرضه على الأخصائيين للبحث عن الداء من أجل استئصاله من جدوره، لقد كانت هناك أخطاء كثيرة ويجب الإعتراف بها وتصحيحها في أقرب وقت. إ.ب بودريقة ل «المنتخب»: الكراطة الموعودة قادمة وستجرف الكثير من الأسماء في تصريح له خص به «المنتخب» من الإمارات وعد محمد بودريقة جماهير الرجاء البيضاوي بتغيير راديكالي سيشمل الكثير من الهياكل والأسماء داخل الفريق. بودريقة قال ل «المنتخب» أنه رفع شعار الكراطة في فترة من الفترات وقال أنها الأداة التي سيطهر بها ومن خلالها بيت الرجاء إن خرج خالي الوفاض هذا الموسم وهو ثابت عند وعده: «لم أتحلل بعد من وعدي وما صرحت به سأطبقه لكن الأمر يتطلب تعاملا رصينا وهادئا مع الأوضاع فما عاد للأخطاء مجال، بعد العودة للمغرب إن شاء الله سيكون لي جلسة مع مسؤولين داخل الفريق لتدارس أوضاعه الحالية وما ينبغي القيام به. بالنسبة لي إلتزامي بجلب لاعبين من المستوى العالي ما يزال قائما وبدأنا بالفعل التحرك باتجاه عدد من الأسماء لانتدابها للفريق وترك أخرى ترحل بعد أن أظهرت محدوديتها. التغييرات المتوقعة لن تشمل اللاعبين فحسب لأن المدرب القادم هو من سيتولى هذه المهمة، بل ستشمل هياكل إدارية ومؤسساتية، والأكيد أن الأمر يتطلب دراسة عميقة وتعاملا بحرفية عالية كي نستعيد التوازن من جديد ويعود الفريق لسابق عهده وتألقه».
أوساغونا وياجور مقارنات تلخص حقيقة الأمور تحمل كرة القدم الكثير من المفارقات الغريبة والمثيرة في الوقت نفسه، وفي المقارنة التالية نعرض لواحدة من هذه المقارنات التي تهم الرجاء البيضاوي تحديدا والذي أدى فاتورة الكثير من الإختيارات التقنية الخاطئة ومحسن ياجور عنوانها الأبرز. أخطأ الرجاء كثيرا بحق محسن ياجور حين أساء التعامل معه قبل نهاية عقده ولم يقدره بالقدر الكافي وتركه يرحل مجانا لفريق منافس على جبهة قارية ومحلية وهو المغرب التطواني، واليوم يuاقب ياجور الرجاء وكل مرة يؤكد لمسؤوليه ومن كان سببا في رحيله أنه أخطأ بحقه. فخلال مباراة الرجاء بوفاق سطيف ذهابا وإيايا عجز أوساغونا عن التسجيل وضاعت عليه فرص كثيرة لو استغل واحدة منها لكان الرجاء اليوم بدور المجموعتين بين الكبار. مقابل هذا سجل ياجور للمغرب التطواني هدف الحسم الذي كان كافيا ليعادل الكفة بين الحمامة البيضاء والأهلي المصري ويعبر للمحطة الحالمة غير المسبوقة بتاريخ الفريق. بالعصبة دائما كان أول من تقدم ليسدد للرجاء في ضربات الترجيح أوساغونا فأضاع وأربك زملائهو أول من تقدم للتسديد من لاعبي الحمامة ياجور فسجل ومنح زملائه جرعة ثقة إضافية. بالعصبة أيضا سجل ياجور 6 أهداف ويفصله هدف واحد عن معادلة أقوى سجل تهديفي لمهاجم مغربي والموجود بحوزة أبو شروان برصيد 7 أهداف، وبإمكانه وهو الضامن ل 6 مباريات بدور المجموعتين أن يضاعف الغلة ويصل لرقم محترم، في حين غادر أوساغونا برصيد 5 أهداف. بالبطولة سجل ياجور 12 هدفا ويحتل الصف الثاني للهدافين وبحوزة أوساغونا هدفين ولو أنه خاض فاصل الإياب فقط. الأكثر من هذا رحل ياجور للحمامة بالمجان وانتدب الرجاء أوساغونا من هيرتلاند وما زال يسد الفاتورة بالدولار. لكل هذه الحيثيات يبدو أن من ترك ياجور ليتعلق بأوساغونا هو الأجدر بتقديم كشف الحساب داخل الرجاء؟