إستفدت كثيرا من تجربتي الإحترافية رغم قصرها وقعت للجيش لأنه كان أكثر إصرارا على انتدابي يشكل المهدي قرناص اللاعب السابق للدفاع الجديدي والقادم من أليسوند النرويجي الإستثناء بالجيش، بحكم أنه اللاعب الوحيد الذي تم استقطابه في الميركاتو الشتوي، فبعد مفاوضات عسيرة تمكن الفريق العسكري من انتدابه، خاصة أنه كان محط أطماع العديد من الأاندية الهامة كالرجاء والوداد، لذلك يدرك قرناص المسؤولية الملقاة على عاتقه ليكون قيمة مضافة للفريق العسكري وواحدا من المساهمين لإعادة هيبة العساكر. «المنتخب» حاصرت قرناص في أول ظهور له مع الجيش رغم أنه لم يشارك في المباراة، بأسئلة تهم مجموعة من المواضيع أبرزها تجربته مع أليسوند النرويجي وسبب عودته السريعة للبطولة وكذا ارتباطه بالجيش، إضافة إلى مواضيع أخرى تابعوها في هذا الحوار. - المنتخب: تابعت عن قرب فريقك الجيش وهو يواجه شباب خنيفرة، ما هو انطباعك على مستوى فريقك الجديد؟ قرناص: الجيش مثلما توقعت قدم مباراة جيدة وكان أداؤه في المستوى، الفريق العسكري يستحق الفوز في هذه المواجهة، وكانت كل الصفوف منسجمة، على أن أكثر ما أثارني هو الحماس الذي ميز اللاعبين وكذا رغبتهم في الفوز بالنقاط الثلاث، أعتقد أن المستوى الذي ظهر به فريقنا يؤكد أنه سيظهر بأداء أفضل وأنه قادر على تقديم أفضل المستويات. - المنتخب : أكيد أن المعسكر الذي أجريتم بمراكش أفاد الفريق بشكل كبير؟ قرناص: فعلا الفرصة كانت أمام الطاقم التقني من أجل تقوية لحمة التواصل بين اللاعبين، كما تعرف أن المدرب خليل بودراع إلتحق مؤخرا بالفريق، لذلك جاء هذا المعسكر في الوقت المناسب من أجل تقريب اللاعبين من فلسفة عمله، كما خضنا خلال هذا المعسكر مباريات ودية كانت أيضا مناسبة لإصلاح كل الشوائب الفنية والتقنية، لذلك أستطيع أن أقول أن هذا التربص كان ناجحا وأفاد كثيرا الطاقم التقني واللاعبين. - المنتخب: لكنك لم تشارك في المباراة أمام شباب خنيفرة، هل ذلك يعود لاختيارات المدرب أم لأسباب لأخرى؟ قرناص: حاليا لست جاهزا بدنيا من أجل خوض المنافسة، فالبطولة النرويجية توقفت منذ فترة، وبدوري دخلت فترة من الراحة قبل أن أوقع للجيش، لذلك أمامي كثير من الوقت من أجل استرجاع إمكانياتي البدنية التي تخول الإعتماد علي في المباريات، خاصة أن إيقاع اللاعبين مرتفع بعد انتهاء المرحلة الأولى من البطولة، لكن دعني أؤكد أني أيضا استفدت من معسكر مراكش، فكانت الفرصة من أجل الإستعداد للإستحقاقات التي تنتظرني مع الجيش. - المنتخب: تعرف أن الجيش فقد نوعا ما بريقه في السنوات الأخيرة، ويسعى إلى العودة مجددا للواجهة؟ قرناص: فعلا، أعرف أن الجيش يعد من أقطاب الكرة المغربية وصال وجال في البطولة كما على المستوى القاري، لكنه عرف بعض التراجع في السنوات الأخيرة، لكن الأندية الكبيرة تمرض ولا تموت، والأكيد أن جميع مكونات الفريق ستستفيد من فترة الفراغ هاته ، على غرار الأندية الكبيرة في العالم التي قد تتراجع لكن سرعان ما تعود، حيث لمست في المسؤولين الرغبة الكبيرة لمصالحة مع التاريخ، وهو سبب كاف للقول بأن الجيش سيعود لا محالة. - المنتخب: هي أيضا مسؤولية ستكون ملقاة على عاتقك، لأنك اللاعب الوحيد الذي تم استقطابه، كما أن مكونات الفريق تنتظر منك الشيء الكثير؟ قرناص: أنا على علم من ذلك، أعرف ما ينتظرني بالجيش وما أنا مطالب بتقديمه، لذلك أنا متفائل بنجاحي في هذه التجربة خاصة أني وجدت كل الأجواء لتقديم الأفضل، صحيح أن الجيش كباقي الأندية الكبيرة يعرف بعض الضغط وغير مسموح له بالتراجع، لكن اللاعب في الأخير عليه أن يتسلح بالإرادة والعزيمة للنجاح في مشواره الكروي، لذلك كلي حماس لأحمل ألوان فريقي الجديد في المباريات. - المنتخب: هذا الحماس سيكون من دون شك ضروريا في ظل المنافسة التي يعرفها الجيش على المراكز؟ قرناص: هذا شيء منتظر، لأني أعرف اللاعبين الذين يلعبون لهذا الفريق، سبق لي أن واجهتهم في البطولة أو إلتقينا بالمنتخبات الوطنية، لذلك فالمنافسة هي جزء من حياة الأندية الكبيرة، التي غالبا ما تعرف هذا النوع من المنافسة، التي تكون ضرورية وتلعب لصالح الفريق، اعتبارا إلى أن اللاعب يكون مطالبا بالإجتهاد سواء في المباريات أو التداريب، أما الإختيار الأخير فيبقى للمدرب. المنتخب: الجيش كغيره من الأندية الكبيرة مطالب باللعب على الألقاب، هل تعتقد أن ذلك ممكن هذا الموسم؟ قرناص: كل شيء ممكن، إن ألقينا نظرة على سبورة الترتيب سيتأكد لك أن رصيد أندية الصدارة من النقط غير كبير وهناك فارق بالإمكان تذويبه، شرط أن ننجح في مواصلة نتائجنا الجيدة للضغط على أندية المقدمة، لنثق أولا في إمكانياتنا ونتسلح بالعزيمة، لكن الأهم هو أن لا نضيع النقاط في المباريات القادمة خاصة المباريات التي تجرى داخل قواعدنا رغم أن الفترة القادمة ستكون صعبة. - المنتخب: لكن يطرح مشكل الملعب، حيث يجري الفريق العسكري مبارياته خارج أرضه؟ قرناص: لا أعتقد أن هذا الهاجس سيعرقل مشوارنا، لأني أعرف الجمهور العسكري كونه يحب هذا الفريق حتى النخاع ويرحل معه أينما سافر، لذلك لن نشعر بأي نوع من الإغتراب في المباريات القادمة، ثم إن إجراء المباريات بملعب أبو بكر عمار بسلا يسهل على جمهورنا التنقل إليه، بحكم قرب مدينتي الرباط وسلا، لذلك أنا متأكد أننا لن نتأثر في مرحلة الإياب من هذا المعطى. - المنتخب: لنعرج على تجربتك بأليسوند النرويجي، حيث عدت سريعا إلى البطولة ولم يدم مقامك طويلا بالفريق النرويجي؟ قرناص: مغادرتي لأليسوند تعود لأسباب خارجة عن الإطار الرياضي وأهمها عدم إنسجام عائلتي مع الأجواء هناك، حيث أصبح من المستحيل أن أواصل مشواري هناك، تعرف أن الإستقرار من أهم أسباب النجاح، لذلك كان علي أن أغادر الفريق وأعود إلى المغرب، رغم أني كنت أراهن على البقاء هناك، لكن كان لا بد من العودة. - المنتخب: وماذا كان رد فعل مسؤولي أليسوند؟ قرناص: طبعا رفضوا في البداية لأنهم تشبثوا بي وجالسوني أكثر من مرة، واقترحوا الإستجابة لكل طالباتي للبقاء، كما منحوا لي فرصة لتسوية مشاكلي، لكن في الأخير إقتنعوا بأني متشبث بالمغادرة، فدخلوا في مفاوضات مباشرة مع الجيش كما درسوا كل العروض التي توصلوا بها قبل أن أقرر حمل ألوان الفريق العسكري. - المنتخب: لكن أي لاعب إلا ويحلم بالإحتراف في أوروبا، لماذا لم تختر الإنتقال لبطولة أوروبية أخرى؟ قرناص : كما أكدت لك لم يكن بوسعي البقاء سواء في النرويج أوفي أي بلد في أوروبا لأسباب عائلية لا أريد مزيدا في الخوض فيها، صحيح أن كل لاعب إلا ويحلم باستشراف مثل هذه التجارب في أوروبا وبدوري راهنت عليها لأرفع من رصيد تجربتي، لكن كما يقال مكره أخاك لا بطل، فقد كنت مرغما على مغاردة أوروبا. - المنتخب: وكيف كانت حصيلتك التقنية مع أليسوند النرويجي؟ قرناص: كانت جيدة، حيث شاركت في عدة مباريات وسجلت بعض الأهداف، بدليل أن مسؤولي أليسوند تشبثوا بي لكنهم في الأخير إقتنعوا بالظروف التي دفعت بي للمطالبة بالرحيل، والأكثر من هذا أنهم قدموا لي شهادة تحفيزية تمنح للاعبين البارزين الذين قدموا عروضا جيدة، كعربون على المستوى الجيد الذي قدمته رغم قصر تجربتي معهم والتي دامت ستة أشهر فقط. - المنتخب: هل ما زلت تفكر في دخول تجربة إحترافية جديدة رغم أنك وقعت لسنتين ونصف مع الجيش؟ قرناص: طبعا عودتي للمغرب لا تعني أن أسقطت من خلدي فكرة الإحتراف، سأحاول تكرار التجربة عندما تسمح ظروفي العائلية بذلك، الحمد لله أن سني ما زال يسمح لي بدخول تجربة جديدة بأوروبا، لكني حاليا مطالب بالتركيز على تجربتي بالجيش وتقديم المستوى الذي يخول لي العودة إلى الواجهة في البطولة ومساعدة فريقي على تسجيل أفضل النتائج. - المنتخب: أكيد أنك استفدت من تجربتك الإحترفية، خاصة أن هناك اختلافا بين البطولتين المغربية والنرويجية؟ قرناص: طبعا، كل التجارب التي يمر منها أي لاعب إلا وتكون مفيدة له، خاصة عندما يتعلق الأمر بأوروبا، فرغم أن البطولة النرويجية لا تلقى إشعاعا إعلاميا، إلا أنها متطورة من حيث المستوى والإمكانيات، كما أن أسلوبها مغاير عن البطولة المغربية، وهي التي تعتمد على الإندفاع والكرات الطويلة والسرعة، وهي جوانب أفادتني كثيرا، ناهيك عن الحياة الإحترافية التي تعلمنا أيضا الإنضباط وغيرها من أسس الإحتراف. المنتخب: ألم تجد صعوبة في التأقلم مع الأسلوب النرويجي الذي يعتمد على الإندفاع البدني وأنت الذي تميل للمهارات، ناهيك عن بنيتك التي ليست قوية؟ قرناص: صحيح أن أسلوب الكرة هو أنغلوساكسوني على غرار الكرة الإنجليزية، وقد حدثني المدرب في بداية مشواري عن هذا المعطى وهيأني لمواجهة هذا الأسلوب، لذلك كان يطلب مني أن أستغل إمكانياتي ومهارتي الفنية لصالح الفريق، وأتحاشى الإحتكاك كثيرا في النزالات الثنائية، ولو أني استأنست بهذا الأسلوب مع توالي المباريات، لأني كنت مجبرا على ذلك، خاصة أن التداريب تعتمد أيضا على تطوير اللياقة البدنية. المنتخب: بعد إعلان رغبتك في العودة للبطولة المغربية، توصلت بعدة عروض محلية، ما الذي جعلك تختار الجيش؟ قرناص: صحيح توصلت بعروض أهمها من الوداد والرجاء، لكن مسؤولي الجيش كانوا أكثر إصرارا على انتدابي، كما وضعوا كل الشروط المطلوبة، والأكثر من ذلك أنهم دخلوا في مفاوضات مباشرة مع مسؤولي أليسوند النرويجي، وهو ما سهل انتقالي للفريق العسكري على حساب أندية أخرى كانت ترغب أيضا في انتدابي.