يبدو أن جامعة الكرة عندنا سنت لنفسها نظاما مقلوبا لما يسمى الترقية وحولتها للتعرية، فعلى عكس كل جامعات وإتحادات العالم التي تتعامل مع أطرها بمنطق المكافأة وبحوافز كبيرة وهي تفتح أمامهم المجال ليطلعوا بأدوار قيادية رفقة المنتخبات الوطنية أيا كان تصنيفها، بعكس جامعة أكدال التي تستحضر كلمة > الواجب الوطني< وبإسمه تقصم ظهر من يقع عليه الإختيار لتضع على شيك التعاقد أصفارا شحيحة مصابة بالكساح والهزال، تختلف عن تلك التي يطلع المدير المالي بتوصية من أهل الحل والعقد بتدوينها كلها كان >الخواجة< هو المعني بها· وبعد المقترح الذي وضع على طاولة الإدريسي ليشرف بديمومة على تمرين حراس المنتخبات القاعدية والذي يستحق أن يدخل موسوعة غينيس للأرقام الخالدة، عاد رفاقه ليتهامسوا فيما بينهم على ضرورة التكثل ووحدة الصف بما يحفظ الكرامة ويلغي صفة >بيع الماتش<، ومعهم تهامسوا بمدرجات محمد الخامس خلال مباراة المحليين ضد ليبيا على ما انتهى إليه مصير فئتين واحدة رضيت >ببوربوار< الجامعة الثانية فرت بجلدها قبل أن تتهم بالإخلال بالواجب الوطني وتجبر على رغيف محشو بقطران الذل والإذلال· سمعت من يتحدث عن حسن حرمة الله ويلتمس له الأعذار ويقرون له بالذكاء لأنه كان أول من فطن للعبة واستخلص حقوقه بيده من >شكارة الجامعة< ذات يوم بعدما أحس أنه يعامل بمعاملة صفر على سلم الكرامة حتى ولو كلفه ذلك أن يوضع ضمن اللائحة السوداء التي صنفته ضد المحور المارق، وهنا تحضر مقولة >رب ضارة نافعة<، ويكفي الإستدلال بما وصل إليه الدكتور بقطر ورقم معاملاته وقيمته هناك التي ساوت بينه وبين الفرنسي برونو ميتسو· وعلى شاكلة حرمة الله ولو بإختلاف التكتيك سار رشيد الطوسي والذي أيقن أن المناورة بإسمه والترويج له كي يكون ضمن الطاقم التقني بأي صفة وأي دور ما هو إلا بروباغندا رخيصة هدفها ربح الوقت وتمييع المشهد والضحك على الجمهور بإستهلاك مجاني، بعدما كثر الحديث حينها عن الستة المبشرين بتدريب الأسود، قبل أن يتأكد فيما بعد وهمية هذا الطرح·· الطوسي انتظر ومل من الإنتظار قبل أن يحلق بعيدا صوب الخليج، حيث ملايين ودنانير أو دراهم العين الإماراتي وإحتراف >البترودلار<·· وبنفس الشكل التسويفي والتماطل الذي ولد الإحباط واليأس آثر مصطفى مديح أن يدير ظهره للبطولة ويقفل راحلا صوب قطر ودوري المشاهير، وفي جيبه عقد يحفظ الكرامة ويقيه عاديات الدهر والزمن، لأنه اكتوى سابقا بإقالة رخيصة، بالمراسلة لم تقدر له 500 مليون التي حملها من دوري الصداقة لنفس الجامعة في دورة ودية دولية، واليوم ينال كل من الطوسي ومديح ما يفوق 20 مليون سنتيم شهريا بعد أن ارتفعت كوطتهما محليا رفقة النوادي وما عاد الوضع يحتمل العودة لنقطة الصفر أو الأصفار الموضوعة على اليمين في تعاقداتهما مع الجامعة· وكم كنت أتمنى أن يتحلى السكتيوي بنفس شجاعة الإدريسي ليعلن أنه وضع تحت مساومة تسمى > الواجب الوطني< كي يتخلى عن مكتسبات ناضل لأجل بلوغها هو ومهد لها رفاق الدرب والمهنة، الزاكي في مقام في أول وفاخر بعده، لا أن يقول بأنه مستعد بأن يدرب المحليين >بزيرو درهم< لأن هذا يحمل عبد الهادي لصفة المثالية ويدخل هشام الإدريسي وباقي المنتفضين خانة المتواطئين أو المتمردين، ومن يدري فقد تفصل لهم تهمة على المقاس ليحالوا على المساءلة بتهمة إفشاء سر من أسرار الدولة، فالسكتيوي، مديح، الطوسي وغيرهم من الذين إجتهدوا حين توجه لهم الدعوة أو أن يوضعوا تحت مجهر الإرتباط بالمنتخب فيجب أن يشتغلوا بشروط تحفظ لهم الكرامة أولا، تحفظ مكتسبات السلف ثانيا ، وتمهد الطريق للجيل القادم للعمل بإحترام أسمائهم ثالثا·· ما تسرب من محيط المنتخب هو أن روجي لومير مغلوب على أمره هو الآخر، بدليل أنه عبر عن عدم رضاه وأفشى غضبه على طريقه تدبير ملف كل الأطقم المجهض الإرتباط معها ووضع يده على رأسه وهو يعلم بالأرقام الموضوعة أمامهم، وأعاد السؤال لطرد الدهشة والصدمة! لذلك سيضطر أطرنا الذين تعرضوا لمهانة العروض المهزوزة والهزيلة لابتلاع ريقهم وتأكيد قولة >بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام<· فما أكدته الوقائع الحالية أن العقلية الإستعلائية والنظرة الدونية التي تغلف تفكير فرنكفوني للجامعة يجب أن ينتهي، فهم يعيشون مركبات نقص مع المحلي والوطني بدليل أن خطابهم ولغتهم كلها >مفرنسة<، لكن بالمقابل لم يعد مسموحا في إطار مواثيق الشرف المعمول بها أن يعرض البعض خدمتهم بثمن أقل من ذلك رفضه زميلهم مطبقين نظرية >هزْ ليَا انْسَماطْشي لِيكْ<·