دعا عبد المجيد أبو خديجة رئيس النادي المكناسي لكرة القدم، وفي استعجال كبير إلى ندوة صحفية خرجت عن المألوف، حيث ضمت إلى جانب رجال الإعلام المحليين، جمعيات الأنصار والمحبين، وكذا فصيل الرجل الأحمر المعروف بمساندته الكبيرة للفريق، إضافة إلى حضور اللاعبين والإطار الوطني عزيز كركاش، ولعل هؤلاء كانوا قطب الرحى في هذا اللقاء، ذلك أن الرئيس مهد بتقديم تصور عام لوضعية الفريق، والذي بلغ إلى الطريق المسدود وأصبح عرضة للشتات مع تفاقم الأزمة المالية الخانقة والتي حرمتهم من رواتبهم ومستحقاتهم، علما أن كل لاعب يحمل عبء أسرة أو أكثر، ونفس الشيء ينسحب على الأطر ومستخدمي الفريق، مشيرا إلى كل المحاولات والإتصالات التي لم تثمر شيئا سواء من طرف مسؤولي المدينة أو من فعالياتها ووحداتها الإنتاجية، متسائلا حول غياب الغيرة على مدينة بحجم مكناس. والرسالة الثانية كانت من الإطار الوطني عزيز كركاش الذي تأسف للوضع الكارثي الذي آل إليه الفريق في جانبه المادي، مؤكدا أن النتائج التي حققها الفريق لا يمكن أن تستمر في غياب الإهتمام باللاعبين، وأنه لم يعد قادرا على تحفيزهم ودعمهم نفسيا، وأكد أن فريق "الكوديم" يعتبر من أجود الفرق هذا الموسم، ولولا المعاناة والوعود المخلوفة لكان الفريق في مقدمة الترتيب وبفارق مريح. تدخل كان مسؤولا وينم عن وعي كبير لدى ممثل فصيل الرجل الأحمر، حيث أكد ما ذهب إليه في وقفاته ومن خلال ما حمله من شعارات، إذ طالب دائما بمحاربة الفساد ودعا إلى دعم الفريق، وإلى تقاسم المسؤولية حول الوضع، مشيرا إلى أن الفصيل سيظل مساندا ومشجعا، وأنه سيساند كل توجه غايته المساعدة على تخطي الأزمة، وأنه سيفضح رموز الفساد إلى أن ترحل. ممثلو الجمعيات بدورهم نحوا نفس المنحى، وطالبوا بتسمية الأشياء بمسمياتها والتشهير بكل من يسعى إلى الإساءة للفريق، لأن الأشخاص إلى زوال، وأن النادي المكناسي تاريخ وحضارة، وأن الجماهير التي يمثلونها لا تقبل إلا بعودة الفريق إلى قسم الصفوة، وأن ذلك لن يتحقق إلا بتذويب جليد الخلافات المجانية والتخلي عن الذاتيات وعن تسييس الرياضة، محملة قسما من مسؤولية الوضع للمكتب المسير من خلال غياب تواصله وهو ما يفتح الباب أمام الشائعات والأخبار الزائفة والهدامة. ومن خلال ذلك، برزت وجوه تبنت قضية "الكوديم" وظهرت وكأنها عايشته وعايشت همومه، متهمة وسائل الإعلام بالتقصير والغياب كذلك، وهو ما تصدى له جميع الإعلاميين بقوة. وختم الرئيس وكذا اللاعبون والمدرب بقرار عدم خوض اللقاء المقبل ما لم تف الجهات المانحة بوعودها، كما قررت الجمعيات والفصيل الحاضر، سلك كل الطرق الحضارية في الدفاع على قضية فريق قد يغتال فيه الإهمال رغبة تحقيق الصعود وهو قادر على ذلك.