ناصر الخليفي منجم قطري في عاصمة الأنوار: المغرب بلد مهم لنا وضمن مخططاتنا وسنفتتح أكاديمية قريبا بالدارالبيضاء ندرس جولة مغاربية لتوسيع الشعبية ومزاحمة مارسيليا بعد خمس سنوات سنبتعد عن سياسة جلب النجوم أريد صناعة ميسي جديد وليس شراء ميسي برشلونة بلهندة كان لاعبا مدهشا ولم أتعاقد معه بسبب الظرفية خلق ضجة كبيرة قبل أزيد من سنتين حينما حط الرحال بالعاصمة باريس لتشتري مؤسسته «قطر للإستثمار الرياضي» أسهم نادي باريس سان جيرمان وتجعله فريقا فرنسيا بتمويل خليجي كبعض الفرق الإنجليزية والإسبانية، وتساءل الفرنسيون والأوروبيون وقتها عن هوية هذا الثري الذي قدم من بعيد ليسطع بشكل لافت تحت أضواء مدينة الأنوار. ناصر الخليفي ذلك المستثمر الطموح في قطاعات متعددة ومن بينها الرياضة يمني النفس بجعل البي إس جي من بين أكبر خمسة أندية في العالم، ويحلم بصناعة ميسي جديد ويتطلع لمستقبل كروي مشرق بسياسة تمويلية سخية ومخططات رياضية مدروسة ومضمونة النتائج. «المنتخب» إنتظرت كثيرا لتحصل على حيز زمني من وقته المضغوط لتنفرد بهذا الحوار المثير لرجل يثير الإعجاب والدهشة ويثير الجدل أيضا في محيط كروي نعرف مدى إرتباطه بالقواعد وبالأصول. - المنتخب: أولا حدثنا أين وصل قطار مشروعكم الكبير داخل سكة باريس سان جيرمان، وهل هناك تأخر في تحقيق الإنجازات؟ ناصر الخليفي: نحن ماضون في الطريق الصحيح ولا نعاني من أي تأخر، فقد إشترينا النادي قبل أزيد من سنتين وكان وما يزال هدفنا الكبير هو جعل باريس سان جيرمان من بين أقوى خمسة فرق في أوروبا، نحن نعمل بجد ونسير وفق مخططاتنا، ولن ندخر أي جهد لبلوغ ما نصبو إليه إن شاء الله. - المنتخب: وماذا عن مشاريعكم المتعلقة بإنشاء مراكز للتكوين وملاعب للتدريب؟ ناصر الخليفي: مركز التكوين هو من بين أولوياتنا ونعلم جيدا أهميته وضرورته للنادي، العائق الذي نعاني منه حاليا ونحاول التغلب عليه هو صعوبة إيجاد بقعة أرضية كبيرة لإنشاء المركز في باريس المدينة التي نعرف جميعا كثافتها السكانية وضيق المساحات داخل أسوارها، أما ملاعب التداريب فندرس المشروع بهدوء وقد تحدثنا عن إمكانية إنشاء أحسن ملاعب للتداريب في أوروبا، وسنتخذ قرارات في هذا الأمر في القريب العاجل. - المنتخب: هل سيمكنكم مركز التكوين بعد تشييده من تجنب شراء النجوم في السنوات المقبلة؟ ناصر الخليفي: سأبوح لك بسر وهو هدف شخصي لي، يتمثل في حلمي بأن أصنع ميسي جديد يكون ظاهرة باريس سان جيرمان، أريد البحث عن هذه اللؤلؤة وصقل موهبتها داخل مركز التكوين الذي ننوي إنشاءه، سنبني قلعة كروية للأطفال الصغار، ومن هؤلاء سيخرج ميسي جديد ولاعبون كبار آخرون يغنوننا عن سياسة جلب النجوم، أرى أنه بعد 5 سنوات من الآن سيتحقق هذا المشروع وسيكون باريس سان جيرمان فريقا مكونا من لاعبين هم من خريجي مركز تكوين النادي. - المنتخب: شراؤكم للبي إس جي خلف ردود أفعال متباينة، خصوصا تلك التي تنتقدكم وترميكم بنبال العتاب على الأموال الطائلة التي تنفقونها، مما يخلق منافسة غير متوازنة مع باقي الأندية الفرنسية، هل يزعجكم هذا الأمر الذي يرى فيه البعض نقدا عنصريا؟ ناصر الخليفي: لا أرى في الأمر نقدا عنصريا وأؤكد أننا جئنا إلى باريس من أجل باريس سان جيرمان ولتحقيق هدف واضح هو صناعة فريق يضاهي أكبر خمسة أندية أوروبية، أنا مستثمر رياضي ولست سياسيا ولا أريد الدخول في هذه الأشياء التي من طبعي أن لا أهتم بها، كل ما نقوم به هو لخدمة الرياضة وكرة القدم أولا ومدينة باريس وفريقها الأول. - المنتخب: وما ردك على رؤساء بعض الأندية في الليغ1 والذين ينتقدونكم ويشكون من سيطرتكم على الشأن الكروي المحلي وذلك بسياسة الإنفاق الكثير للمال؟ ناصر الخليفي: لا تربطني علاقات أو إتصالات بجميع الرؤساء، فقط تجمعنا الملاعب، حيث تتبارى أنديتنا في منافسات شريفة، لا أعتقد أن الغيرة تطغى عليهم لأن ما يقوم به موناكو مثلا من عمل كبير دليل على التنافس الحاد لتقوية البطولة الفرنسية وخدمة كرة القدم والرياضة عامة. - المنتخب: من هم النجوم الذين تنوون التعاقد معهم خلال الأشهر أو المواسم المقبلة؟ وهل يمكن لك أن تفصح عن بعض الأسماء؟ ناصر الخليفي: لا.. حاليا لا نفكر في جلب نجوم آخرين ونتحلى بالواقعية في تعاقداتنا لأن الفريق الذي يضم في خط هجومه إبراهيموفيتش وكافاني من الصعب أن تضيف إليه نجما آخر.. - المنتخب: ولو كان هذا اللاعب هو ميسي؟ ناصر الخليفي: حتى لو كان ميسي، أعيد التأكيد على شيء مهم هو أننا مقتنعون ومكتفون باللاعبين الذين إرتبطنا معهم والذين يشكلون اليوم لحمة جيدة لفريق بإمكانه أن يحقق الأهداف التي وضعناها. - المنتخب: بالطبع البي إس جي يطمح إلى الذهاب لأبعد مما وصل إليه في عصبة أبطال أوروبا في السنة الماضية؟ ناصر الخليفي: تعرفون أننا غادرنا عصبة أبطال أوروبا الموسم الماضي من الدور ربع النهائي أمام برشلونة، وهذا الموسم نحن على أعتاب نهاية الدور الأول وبالتالي علينا أن نؤمن العبور إلى دور ثمن النهاية، بالطبع نريد أن يكون إنتقالنا إلى الدور الثاني كمتصدرين للمجموعة، وبالطبع في مثل هذه المنافسات يهمنا بالدرجة الأولى أن نتخطى الدور بعد الآخر، لا أخفيك أن طموحنا كبير لنصل إلى أبعد نقطة ممكنة. - المنتخب: يتساءل بعض المشجعين العرب للفريق كيف يُعقل لرئيسٍ عربي ومسلم يرأس ناديا أوروبيا ولا يفكر في جلب لاعب عربي لصفوف ناديه، خاصة وأنه جرى الحديث ذات وقت عن إنتدابكم للمغرب بلهندة؟ ناصر الخليفي: صحيح أنني عربي وفخور بأصولي، لكنني أنا هنا لخدمة الفريق وليس لخدمة مصالحي الشخصية أو جذوري العرقية، لا ننظر إلى هوية اللاعب بقدر ما ننظر لمؤهلاته ومدى قدرته على تقديم الإضافة واللعب في المستوى العالي، لا يمكنني تجاهل التميز الكبير لبعض اللاعبين العرب مع أنديتهم بيد أنهم ملتزمون بعقود وأهداف وليسوا أحرارا. - المنتخب: من هؤلاء الذين تقصدهم في حديثك؟ ناصر الخليفي: على سبيل المثال يونس بلهندة الذي ذكرته والذي كان مدهشا وإستثنائيا خلال موسمين متتاليين مع مونبوليي، لكننا لم نستطع جلبه لأن الظرفية لم تكن مناسبة إضافة إلى توفرنا على عدد مهم من اللاعبين المتميزين الذين يشغلون نفس مركزه. - المنتخب: هناك لاعب مغربي هو طلال القرقوي سبق وأن لعب وتألق مع البي إس جي في السابق.. ناصر الخليفي: ليس لدي أي إعتراض حول الأمر، ولن أتردد في إستقدام أي لاعب عربي قادر على تقديم الإضافة وله القدرة والمؤهلات من أجل اللعب في أعلى مستوى، فنحن نطمح كما قلت إلى أن نكون بين أفضل خمسة أندية في العالم. - المنتخب: لقد غيرتم الرؤية التي كانت للبعض حول العرب والأسيويين، وأصبحتم رفقة ملاك خليجيين وآسيويين آخرين معادلة صعبة في خارطة التدبير الكروي الأوروبي، هل تنوون توسيع القاعدة الجماهيرية والشعبية لباريس سان جيرمان؟ ناصر الخليفي: نعم وهذا ما بدأنا فيه فعليا، حينما خضنا مباريات ودية ورسمية في الولاياتالمتحدةالأمريكية والغابون وسنتوجه نهاية دجنبر المقبل إلى قطر، نخطط للقيام بجولات تحضيرية في المواسم المقبلة في شرق آسيا والمغرب العربي والقيام بزيارات إلى المغرب والجزائر وتونس، أنا عربي ويهمني الأمر قبل أي شخص آخر وأعرف قصة العشق والولاء التي تجمع بين أولمبيك مارسيليا الغريم والأنصار المغاربيين (مبتسما)، لقد إفتتحنا الموسم الماضي أكاديمية للناشئين تابعة للنادي في مدينة الجديدة وننوي إنشاء أخرى ثانية في نفس البلد وتحديدا في الدارالبيضاء، إضافة إلى متجر يبيع منتوجات النادي الباريسي، وكل هذا يدل على أن المغرب مهم جدا بالنسبة إلينا ويوجد في صلب مخططاتنا. - المنتخب: وهل هناك نية لخوض معسكرات إعدادية بالمغرب؟ ناصر الخليفي: نعم فالمغرب بلد مضياف وجميل ويتوفر على كل المتطلبات من ملاعب وفنادق ومناخ إضافة إلى حب الناس لكرة القدم، فليس غريبا عليه أن يحظى بثقة الإتحاد الدولي لكرة القدم الذي عهد إليه مؤخرا بتنظيم كأس العالم للأندية لسنتي 2013 و2014، بالطبع نفكر في ذلك وسيأتي يوم سنرحل فيه إلى المغرب للإستعداد وخوض مقابلات ودية. - المنتخب: ما هو تقييمك لمستوى الليغ1 والذي يعتبره الكثير من المتتبعين ضعيفا ولا يمكن مقارنته بالبطولات الأربع الكبرى في أوروبا؟ ناصر الخليفي: لا أشاطرهم الرأي، ولا أظن أن البطولة الفرنسية ضعيفة المستوى كما يقولون، لقد تكلمت يوما مع إبراهيموفيتش وسألته عن الفرق الذي وجده بين الكالشيو الإيطالي والليغ1 الفرنسية، وقال لي بأنه في فرنسا الأمر أكثر صعوبة في التهديف، كون التكتيك صارم والدفاعات مستميتة ولا تترك للمهاجمين الكثير من المساحات، لا أنكر أن البطولة الإيطالية عريقة وقوية ولها صيت عالمي كبير، لكنني أرى أن هناك تقاربا في المستوى ولا توجد فوارق شاسعة بين البطولتين. - المنتخب: تسييركم ينبني على سياسة جلب النجوم وهي السياسة التي يتبناها ريال مدريد في العقد الأخير، هل تعتقد أن هذا النهج يضمن لكم دائما الفوز بلقب البطولة الفرنسية والفوز لأول مرة بعصبة الأبطال الأوروبية؟ ناصر الخليفي: إستقطاب النجوم لا يضمن الفوز بالألقاب ومخطئ من يتوهم ذلك، فالأمر لا يتوقف عند التعاقدات مع النجوم فقط وإنما إلى كيفية التعامل معهم أيضا لأن إدارة نجم ليس كإدارة لاعب عادي، كما أن النجم لا يلعب لوحدة، بل ينصهر ضمن مجموعة متحدة تصارع من أجل حصد النتائج الإيجابية والفوز بالألقاب، هناك في النهاية مشروع رياضي يوضع على أساسات كثيرة منها الأساس الفني الذي يتعلق بالرجل الذي يقود الفريق من دكة الإحتياط والإستراتيجية التي يملكها والتي على ضوئها تتحدد نوعية اللاعبين المتعاقد معهم. - المنتخب: يبدو أنكم مقتنعون بالعمل الذي يقوم به لوران بلان، فهل هناك نية لتمديد عقده مثل ما هو رائج في الصحافة الفرنسية؟ ناصر الخليفي: إختيارنا للمدرب لوران بلان ليكون بديلا للإيطالي كارلو أنشيلوتي تأسس على قناعات فنية وعلى إقتناع كامل بأنه الرجل الأصلح للمرحلة لإكمال ما بدأه أنشيلوتي، وما يتحقق اليوم يعطينا الحق في ذلك. لوران بلان مرتبط مع الفريق لسنتين وسنرى ما إذا كانت هناك من ضرورة لتمديد العقد ضمانا لإستكمال وضع لبنات المشروع الذي توافقنا عليه. - المنتخب: سأبتعد بك عن كرة القدم وسأطرح عليك سؤالا متعلقا بالتنس، هل نسيته أم أنك لم تعد تملك الوقت لممارسة هذه الرياضة الجميلة التي عشقتها منذ الصغر؟ ناصر الخليفي: كثرة المسؤوليات تجعلني ألعب رياضة التنس بشكل ناذر، لكن عشقي له كبير، ولدي علاقات مميزة مع لاعبين حاليين أو سابقين وهنا أخص بالذكر إخوتي المغاربة هشام أرازي وكريم العلمي ويونس العيناوي. - المنتخب: هذا يدفعني للسؤال عن إنشغالاتك اليومية المكثفة وعدم وجود أوقات فراغ لتعدد مهامك ومسؤولياتك.. ناصر الخليفي: أحاول قدر المستطاع التفرغ لهواياتي الرياضية كالتنس، وإن كان الأمر صعبا، أكتفي بالتدبير والتسيير ومن بين القطاعات التي أشرف عليها الإتحاد القطري للتنس، كما أنني أنظم دوري قطر المفتوح للتنس الذي يوجد ضمن الجوائز الكبرى وطبعا هدفنا باستمرار هو أن نرتقي به ليصل إلى مصاف البطولات العالمية الكبرى مثل الغران شليم. - المنتخب: بعيدا عن مسؤولياتك، ما هي أحب الأشياء إليك بفرنسا؟ ناصر الخليفي: أحب المشي والتجول في باريس ليلا، فهذه أجمل رؤية تتحقق فيها روعة مدينة أعتبرت عاصمة للأنوار. - المنتخب: هل سبق لك وأن زرت المغرب؟ ناصر الخليفي: نعم مرة واحدة وكان ذلك قبل عدة سنوات عندما حضرت إحدى نسخ كأس الحسن الثاني للتنس بالدارالبيضاء والتي فاز بها صديقي المغربي البطل السابق هشام أرازي. حاوره بفرنسا: