أحدث المنتخب السويسري أولى وأكبر المفاجآت مع ختام لقاءات الجولة الأولى لنهائيات كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA، وذلك عندم "صدم" أحد أكبر المرشحين للفوز باللقب المنتخب الأسباني وهزمه بهدف وحيد. الإنتصار السويسري الذي تحقق على أرض ملعب ديربان وأمام أكثر من (62) ألف متفرج، باغت به "الماتادور" ليأتي مدويا في سماء المونديال بل والعالم كله، خصوصا بعد العرض الهجومي الكبير الذي قدمه "لاروخا" طيلة فترات اللقاء ولم ينجح من خلاله في الوصول إلى الشباك، بعكس منافسه الذي إستغل فرصة واحدة من بعض الفرص "النادرة" ليسجل عبر فيرنانديز في الدقائق الأولى للشوط الثاني والذي بقي "يتيما" حتى صافرة النهاية. لم يجد لاعبو المنتخب الأسباني أدنى صعوبة في بسط نفوذهم على مجريات اللقاء منذ بدايته وكما كان منتظرا، وذلك بفضل المنظومة التي إعتمد عليها دل بوسكي بتواجد تشافي وإنيستا وسيلفا كقاعدة لإنطلاق الهجمات يدعمهم من الأطراف كابديفيلا وسيرجيو راموس، وما ضاعف من ذلك المرونة التي كان يتعامل بها إكسابي ألونسو وبوسكيتس بربط خطوط الفريق وإستعادة الكرات بالسرعة القصوى. هذه المعطيات منحت "الماتادور" كل الأفضلية لنسج الهجمة تلو الأخرى بحثا عن منفذ نحو تهديد المرمى السويسري، الذي أجبر على التراجع للخلف لبناء سواتره الدفاعية لدرء الخطر عن مرمى بيناجليو. ونجح السويسريون لبرهة من الوقت في منع الخطر من الإقتراب، لكن ذلك لم يدم بعد النجاعة في الربع الأول، حيث أعلن دافيد سيلفا عن النوايا الجدية للتهديد فسدد من داخل منطقة الجزاء لكن من زاوية منحرفة جاءت بين يدي الحارس (16). وبسرعة تمكن الظهير الأيمن سيرجيو راموس من المرور بمهارة ولكنه سدد بتسرع بجوار القائم بدلا من التمرير بالعرض أمام الزملاء (18). وعاد إنيستا ليجرب حظه هو الآخر فسدد من خارج منطقة الجزاء مرت سهلة لأحضان الحارس مرة أخرى (21). هذه الفرص كانت تعني ضرورة التسجيل للإسبان، حيث جاءت اللحظة المناسبة لفعل ذلك، إذ ضرب إنيستا الدفاع بعد إرتداد الكرة من ركينة ومرر بين الجميع إلى المدافع المتقدم جيرارد بيكي الذي راوغ المدافع وسدد بجسد الحارس الذي سارع بالخروج للمواجهة مفسدا أغلى الفرص (24). بعد تلك الحالة الهجومية كان لا بد للسويسريين أن يخرجوا للهجوم، وحاولوا ذلك عبر كرات نحو الأطراف بتقدم الجناح الأيمن بارنيتا لدعم قلبي الهجوم ديرديوك ونكوفو ولكن الأخيرين وجدا صعوبة بالغة في التخلص من رقابة بيكي وبويل، ولذلك لم يأتي التهديد الجدي والوحيد إلا من كرة مباشرة سددها الظهير الأيسر تسيجلر سيطر عليها كاسياس دون صعوبة (27). عاد الإسبان لممارسة الإيقاع الهجومي حيث كانت الكرات تتم بسرعة فائقة نحو الأطراف ولكن ظلت اللمسة قبل الاخيرة حائلا دون تهديد المرمى، وفي المرة الوحيدة التي سنحت فيها المساحة لديفيد فيا تخلص من المدافع بمهارة وسدد لحظة خروج الحارس لكن لم تكن متقنة لتمر من أمام المرمى (44) لتعلن الصافرة النهاية السلبية للشوط الأول. عاد المنتخب الأسباني بذات النوايا إلى الشوط الثاني، وإنطلق دون تلكئ إلى الهجوم، ونال العديد من الكرات الركنية، وبحث عن منفذ لمنطقة الجزاء عبر إنيستا وتشافي اللذين كانا يبحثان عن طريقة للتحضير إلى الزملاء، لكن الكثافة الدفاعية السويسرية أبقت الأمر على ما هو عليه، وحاول ألونسو التسديد من خارج المنطقة لكن المدافع جريشينج أبعد الكرة (49). وفي غمرة تقدم بويول خلف كرة ركنية إرتد المنتخب السويسري بهجمة خاطفة ليندفع ديرديوك في المساحة الشاغرة ويواجه كاسياس الذي حاول إنهاء الموقف، لكن الكرة مرت وأحدثت دربكة فلم يتمكن بيكي إبعادها وهو على الأرض لتتهادى أمام المتحفز فيرنانديز الذي أودعها الشباك المشرعة الهدف السويسري الأول على عكس المجريات (53). سارع دل بوسكي لإحداث التعديلات الهجومية المطلوبة لتعزيز قوتها، فزج بالثنائي فرناندو توريس وخيسوس نافاس بدلا من بوسكيتس وسيلفا، وإتجهت المجريات نحو ذات "السيناريو" ليبدأ مسلسل الضغط والتهديد المتواصل للمرمى السويسري فسدد إنيستا كرة خطرة مرت بجوار القائم بقليل (63). ومرر ألونسو كرة إلى فيا غير المراقب إنطلق من الجهة اليمنى ومرر إلى توريس الذي تعثر بالكرة مع مضايقة جريشينج ليعود ويسدد الكرة فوق المرمى (68). ومرر تشافي الكرة من ركينة تهادت أمام المندفع ألونسو فاطلقها صاروخية إرتدت بعنف من العارضة السويسرية (70). وضرب تشافي الدفاعي ومرر إلى نافاس الذي إخترق منطقة الجزاء ولكنه سدد مكان وقوف الحارس (72). وكادت سويسرا أن تنهي اللقاء قبيل وقته عندما إخترق ديرديوك من خلف كابديفيلا ودخل الجزاء ليتخلص بمهارة من بيكي ثم بويول ليسدد الكرة لترتد من القائم (74). وعاد نافاس ليسدد من خارج منطقة الجزاء لتمر كرته أمام المرمى (76). وإشترك بيدرو بدلا من إنيستا لمضاعفة العدد الهجومي، ولاحت فرصة أمام توريس عندما هيأ فيا الكرة أمامه لكنه لم يصل إليها تحت حراسة جريتشينج (81). ومضى الوقت مسرعا قبل أن يتمكن الأسبان من الوصول حتى للتعادل لتتحقق الخسارة بصافرة النهاية.