الطوسي يستنجد بالآلة الحاسبة لتحقيق المعجزة هل تقلب عودة الكوثري وبلهندة نهج الشاكلة؟ فصل حسابي جديد لأسود الأطلس مع المعادلات المطروحة للنقاش يتواصل مع نزال منتخب العقارب كأضعف خصم على الإطلاق، وأمام هذا الحدث البارد في عمق الدلالة المهترئة لنزول المستوى الكبير للأسود، تكثر الأسئلة المطلقة والتعاليق الحسابية مع أن الواقع المنطقي للأشياء يقول بالإقصاء لمراجعة مستقبل الفريق الوطني لمستقبل السنين القادمة وليس للأفراح المنتظرة والموضوعة في جب عميق وعميق لا يمكن بأية حال أن ننقذها بوازع انتظار حلم بعيد بكل الأرقام ما دام العرين مشتتا بكثير من العقول غير المفهومة. مراكش لا تريد المصالحة يكذب من يقول أن أي مراكشي مثل أي بيضاوي ورباطي وسلاوي وطنجاوي ووجدي وفاسي وسوسي وصحراوي و..و .. يريد المصالحة مع المنتخب الوطني بمن فيه الربان التقني لفضاعة البهدلة والإستقالة التي سلمها عنوة في الترتيب العالمي والصورة القاتمة لها واصل بها الربان ذات الإجهاز على المغاربة بالرتابة والوضاعة حتى ولو فاز على تانزانيا (بالطنز)، وإن كان الطوسي قد طار فرحا من خلال الصور المثيرة التي إلتصقت به بعد الفوز العقيم، فهو بذلك يؤسس لتحية علي الفاسي الفهري وليس لتحية المغاربة الذين قدموا أروع رفض لنمط وخزعبلات الطريقة المملة التي اختير ولعب بها الفريق الوطني في أكثر من موقف وأكثر من مباراة.. وعندما يرفض الجمهور المغربي اقتناء التذكرة أصلا للصورة الوضيعة للمنتخب الوطني، وللطريقة المتواصلة في التدبير السيء للنتائج والأفراح، فهم بذلك يرفضون سلوك الجامعة أمام هذا التسيب، وسلوك الطوسي في خلخلة المشاعر التي يفرح بها شخصيا وكأنه فاز على ألمانيا، بينما أصل الفرح أنه فاز على نفسه من دون أن يحرك الملايين بالتلقائية المفروض أن يكون قدمها بدار السلام، ولو فاز هناك ربما رضيت الجماهير المغربية بقناعات الرجل، ولكان ملعب مراكش السبت الماضي أكثر وضوحا في الأرقام البشرية، ولكن ما باليد حيلة، فقد هشم الطوسي عرينا كان من المتوقع أن يتأثث بديكور أكثر جمالية في العناق والمحبة والتواصل والإقناع، والمراكشيون يعشقون الإبداع واللمسة والجمالية التي يأتي بها كبار المدربين، لذلك بدت المصالحة من قبيل عائلات تبحث عن فراغ المكان لتتسيد الكاميرات فقط، بينما العشاق ظلوا مرابطين في المقاهي وكل المحلات مؤسسين لثقافة الرفض والنسيان المطلق لحدث لم يعرف الكثير منهم أين ومتى ستجرى المباراة في واحدة من أغرب النكث الخاصة بالمنتخب الوطني. غامبيا للدعابة وبعد تانزانيا الحصان الأسود الذي دغدغ الكوت ديفوار كمطارد، وبعد الفوز المغربي الذي انتشى عليه الإيفواريون لأنه قدم خدمة كبيرة لهم في مسار الإقصائيات، هل يدرك الطوسي أن العقرب الغامبي لا يلدغ إطلاقا مثل جنون الطايفا التنزاني؟ وهل يدرك أيضا أن غامبيا التي ستأتيه هذا السبت أنهت فصولها نهائيا ستلعب من أجل الصورة الفاضلة بعد تغيير مدربها الإيطالي؟ وهل الفوز عليها بالحصة التاريخية سيفيد مع الترقب الدائم لفشل الكوت ديفوار؟ وهل تصريحه المثير للجدل والمستعطف لتانزانيا من أجل أن تفوز على الكوت ديفوار سيمنحه تأشيرة رفع درجة الصراع لجعل المنتخب الوطني مثل أسطول بحري حربي يملك كل الوسائل لهزم الإيفواريين بمعقلهم؟ فعلا الرجل يحلم، ومن حقه أن يحلم، لأنه ما أتى إلا ليحلم مثل نجاح مهمته بجنوب إفريقيا، وسيحلم حتى بالنتفة الأخيرة التي يقاتل عليها الإيفواريون بالتعادل أو الفوز بتانزانيا، قلت أن الدعابة الغامبية مثل ملهاة يستشف منها سرقة الفوز بكمية هائلة من الأهداف المغربية لرفع إيقاع الأهداف المعول عليها في النسبة العامة للأهداف التي طرحها قانون الفيفا وليس للنسبة الخاصة كما موهت الكثير من المحللين، لذلك يعتبر لقاء المغرب وغامبيا لقاء زحف الأهداف أولا وبأي طريقة مع أننا كنا طيلة السنين الأخيرة نحسب دائما تبعات الخصوم ولم نغير هذا المنكر الحسابي بالنجاعة والصرامة المطلقة في ربح المباريات خارج الديار. 442 الطريقة المثالية وأخيرا إنتبه الطوسي من أن اللعب بالنار والأسلوب المكشوف بالشاكلة التي عرَته بكأس إفريقيا 433 سيضعه أمام واقع كان يراه ناجحا مع المنتخب الوطني في أزمنة سابقة ومع مدربين كانوا يعرفون سياق النهج الذي يقدم فيه الأسود أروع اللوحات الجميلة سواء في صناعة الفوز أو في تمثل الطرق التي تسجل بها الأهداف بنزول الأظهرة الدفاعية، وربما فطن الرجل من أن تغيير الأسلوب في الخطة سيعطي الإضافة النوعية سواء في العمق الدفاعي أو البناء الهجومي لأنه كان يتعين أن يتغير الأسلوب حتى في عهد غيرتس وليس مع الطوسي الأعرف بالقدرات الإستراتيجية للفريق الوطني المغربي، صحيح أن مباراة تانزانيا لم ترق إلى هذه الخاصية الإنقلابية للنهج بشكل عام ولكنها على الأقل نجحت في طرح مواصفات هجومية محضة أولا بتحرير الأظهرة الدفاعية لتشتغل هجوميا، وثانيا بملاءمة الإزدواجية الهجومية بين حمد الله والعرابي، وثالثا بالحوار المقروء على صعيد الوسط الذي يظل مشكلة قائمة في صياغة القرار الدفاعي والهجومي معا لغياب الإستقرار لرجال المرحلة والثوابت الأصلية في ظل التغييرات الدائمة للمراكز، إلا أن هذه الإستراتيجية تظل عقيمة لغياب محاربين في الوسط من قبيل الزمن الذهبي ليوسف سفري وشيبو مثلا ولا نملك عيارات من هذا النوع سواء في البطولة الوطنية أوالبطولات الأوروبية، فلا هرماش نجح ولا الأحمدي نجح مثلما نجح خرجة فقط في المزج بين القتالية والبناء الهجومي، لكن في صناعة القرار هناك أكثر من رجل لجعل الهجوم أكثر فعالية من صنع برادة في قمة شفائه وبلهندة وبوصوفة وتاعرابت وشافني. عودة المصابين وبعودة الكوثري في خط الدفاع وبلهندة في الوسط الهجومي، قد يعود التوازن الطبيعي لخطي الدفاع والوسط معا قياسا مع الموسم الجيد الذي قدمه المحترفان مع مونبوليي فضلا عن الإضافة التي نهنئ عليها كل من أحمد قنطاري وبرادة اللذين قبلا القتالية مع الفريق الوطني أمام تانزانيا مؤكدين شعار التحدي رغم الإصابة في وقت كان يقال بأن لاعبين ما يتظاهرون بالإصابة خوفا على أرجلهم، ومن هذا المنطلق قد يحدث تغيير توظيفي للمراكز بعد عودة كل من الكوثري وبلهندة كثوابت رئيسية، وقد يطرأ على متوسط الدفاع تغيير جوهري بعودة الكوثري إلى جانب القنطاري في حالة شفائه مع تقدم عصام العدوة إلى الوسط، أما وإن غاب القنطاري للإصابة فقد يظل التوازن الدفاعي لائقا بين الكوثري والعدوة، أو يغامر بزهير فضال كوجه إضافي إلى جانب الكوثري مع إلحاق العدوة إلى وسط الميدان، فيما سيظل كل من نوصير وبركديش كأظهرة دفاعية قارة. وبهذه المرتكزات الأساسية في الدفاع قد يطرأ تغيير إضافي على مستوى الوسط في حالة ما إذا تبثت إصابة هرماش، وقتها قد تكون الخيارات متنوعة في مركز السقاء، هل في عوبادي الذي يلعب أصلا هذا الدور؟ أوالعدوة أو صلاح الدين السعيدي؟ أما البناء الهجومي فقد يتغير بعودة بلهندة كصانع ألعاب وبانقلاب منهجي أيضا للطريقة البنائية مع كل من برادة وشافني، وربما قد تكون الوصفة محمولة بين ثنائية عوبادي وشافني في الإرتداد وبرادة وبلهندة في الوسط الهجومي رغم أن اللاعبين معا يلعبان مع ناديهما كصانعي القرار الحر، وقد يشكل هذا الثنائي الهجومي ميزانا قويا في البناء لكن بأي مفعول عندما أثبتت التجربة التكتيكية أنهما لا يتوفقان على مستوى التناغم، وقد تكون المجازفة الإختيارية مبنية على عودة بلهندة مع انقلاب نظام اللعب إلى 433، فيما لو وضع برادة في الإحتياط من مؤدى مقاومة برادة للإصابة التي تعرض لها وتحدى كل شيء من أجل أن يلعب مباراة تانزانيا، ومن هذا المنطلق قد يخلق الطوسي ترتيبا منهجيا لأدوات المراكز الوسطية بالرجال الملائمين بحسب وضع عودة بلهندة كقائد لعب، مع الدفع الجديد بالعرابي وحمد الله بالثنائية الهجومية المحضة. بروفة الأهداف والحسابات بالله عليكم، هل تعتقدون أن الكوت ديفوار سيتخلى عن معركته الحسابية الأخيرة التي ستؤهله بتانزانيا دون انتظار لقاء المغرب الحاسم؟ وهل سيخسر المعركة بحسب منظور الطوسي القائل بأن تانزانيا يهمها النزال بدرجة عالية من أجل أن تفوز ليخدم مصالح المغرب في المعادلات؟ فرضا لو فازت تانزانيا على الكوت ديفوار، سيصبح التنقيط بصدارة الكوت ديفوار(10 نقط) وتانزانيا (9 نقط ) والمغرب (8 نقط لو فاز على غامبيا) واللقاء الحاسم والأخير سيفضي لحالات متعددة وهي: - فوز الكوت ديفوار على المغرب يمنح التأهل للكوت ديفوار برصيد 13 نقطة. - تعادل الكوت ديفوار مع المغرب يمنح التأهل للكوت ديفوار برصيد 11 نقطة إذا تعادلت تانزانيا أيضا بغامبيا (10 نقط). - تعادل الكوت ديفوار(11 نقطة) مع المغرب يمنح التأهل لتانزانيا إذا فازت بغامبيا (12نقطة). - فوز المغرب بالكوت ديفوار (11 نقطة) يمنحه التأهل إذا تعادلت أوخسرت تانزانيا بغامبيا. وفرضا لو تعادل الكوت ديفوار (11 نقطة) بتانزانيا (7 نقط) وفاز المغرب على غامبيا (8 نقط) ستصبح المعادلة الأخيرة كالتالي: - فوز أوتعادل الكوت ديفوار أمام المغرب يؤهل أوتوماتيكيا الفيلة ب (13 نقطة في حالة الفوز و11 نقطة في حالة التعادل). - فوز المغرب بالكوت ديفوار يمنحه تساويا في النقط (11 نقطة) والحسم سيكون بالنسبة العامة للأهداف، إذ على المغرب أن يفوز على غامبيا بسبعة أهداف ليضمن تأهله كفرضية هي من قبيل المعجزة. وعلى هذا الأساس يحلم الطوسي بالخيال الرقمي ويحلم بالحظ أيضا لأنه هو من قاد نفسه إلى هذه الحكاية الخرافية، ولو فاز بتانزانيا لكان رصيده اليوم هو ثمان نقط مع فوز منهجي على غامبيا ليصبح 11 نقطة قبل ملاقاة الكوت ديفوار بمعادلة الفوز والتأهل شريطة إنهزام الفيلة بتانزانيا، وربما تقللت المعادلات الجبرية على مستوى التأهل.