بعد رباعية أكثر من مريحة ذهابا بأكادير، الحسنية تعرج على عاصمة النيجر نيامي وهي تراهن على عبور سهل وسلس بأقل الأضرار وأقل مجهود ممكن. صحيح أن السفريات القارية لا تعطي ضمانات لأحد مهما كان حجم التفوق المرسوم، إلا أنه كي تقصى الغزالة بعد الذي شاهدناه ذهابا يتعين حدوث مأساة ومفاجأة خارج كل التوقعات الممكنة. رباعية مريحة قطعا هي أقوى حصص المرحلة والنتيجة التي تقدم ممثل الكرة المغربية مرشحا فوق العادة للتأخل للدور الموالي ما لم تحدث معجزة نادرة وهي الهزيمة بخماسية نظيفة. المنافس لم يقدم إشارات واضحة على أنه مؤهل لإحداث هذه المفاجأة ولم يخلف وراءه إنطباعا جيدا في أكادير وبدا مستسلما متحملا للسيطرة والضغط. لذلك سافر الحسنية صوب نيامي وهو مطمئن بشكل تقريبي على عبوره وسيلعب بارتياح كبير والإرتياح لا يعني إستسهال الخصم أو وضع التأشيرة في الجيب. الإرتياح معناه مناقشة مباراة الإياب بكثير من الهدوء أمام منافس يتوجب عليه الخروج ليلع الكرة والمجازفة بالهجوم وهو ما يعني أنه سيلعب بظهر غير محمي ولن يتكتل كما كان الشأن ذهابا في مساحات خلفية ضيقة بل سيترك مجالا للمناورة والردع للفريق السوسي. خبرة غاموندي لئن كان لابو الحسنية لا يتوفرون على خبرة الأدغال الكافية ولم يسبق لعدد كبير منهم الظهور قاريا باستثناد خبرة عبد الرحمان الحواصلي مع الفتح في نفس المسابقة،فإن التعويض يأتي من المدرب غاموندي الذي له باع طويل في تجارب سابقة في هذا الحضور الخارجي. غاموندي قال في تصريحات تنم عن الواقعية والنضج والشعور بالمسؤولية أن فريقه لن يظهر خوفه ويعلن قلقه ويتظاهر بالتوجس لكنه مصر على خوض مباراة الإياب وهو لا يستحضر إطلاقا ما كان من مشاهد بأكادير أي أنه سيكتشف منافسا مختلفا عن الذي إنهار برباعية. المدرب السوسي له بطاريات قوية من قبيل رامي والحواصلي في الخلف والبركاوي في الوسط وتامر الفلسطيني الذي أضاع سلة زهداف في الذهاب دون إغفال الهدافين الداودي والملوكي. لكل هذا هي مباراة مدرب سينقل الهدوء للاعبيه ويحثهم على إنجاز المهمة كما يقتضيه الوضع خاصة وزنه وصف الفريق بالسفير الذي ينبغي أن يصون سمعة الكرة المغربية قاريا ومستحيل تصور خروجه أمام فريق بها الحجم. هدف ينهي الشك لو يتمكن الفريق السوسي المسكون بالكرة الهجومية من تسجيل هدف في نيامي فهذا معناه نهاية كل شيء قبل أن يبدأ، لأنه مستحيل على فريق الحرس تسجيل 6 أهداف مهما تغيرت موازين الكرة وانقلب منطقها. الحسنية تفسحت ذهابا في شوارع الحرس وجردت من سلاحه وسيطرت عليه من الاب لغاية المحراب وكان بالإمكان أن ترسم فارقا رقميا للتاريخ لولا التسرع والرعونة. لذلك سيكون متوقعا أن لا تغلق الحسنية بتوصية من مدربها مساحاتها الخلفية وتلعب بالدفاع المطلق، وسيكون أمامنا هامش من الوقت لنتابع حسنية مهاجمة تلعب بلا تعقيدات ولا حسابات فما بالك وهي منتصرة بالأربعة. نحتاج لعبور الحسنية لتنضاف لبركان والرجاء ونحتاج لغزارة على مستوى حضور الفرق المغربية في الأدوار المقبلة ولعل ما قدمه الفريق ذهابا يخلف لدينا ارتياحا بأن أكثر من نصف المهمة قد أنجز على ملعب أكادير التاريخ مع الغزالة لم يسبق لأي من الأندية النيجيرية أن تسببت في إقصاء فريق مغربي قاريا لا مع الجيش والرجاء ثم الوداد وآخر الفرق التي تفوقت هناك كان المغرب الفاسي في موسم الفوز بنفس لقب المسابقة. الحسنية لعبت مع جيل سابق عصبة الأبطال ولها تاريخ أكبر بكثير من تاريخ الحرس الذي لم ينجح في ممارسة غاراته على الغزالة ولا هو وجه لها رصاصة واحدة ذهابا. التاريخ يشير على الحسنية أيضا أن تواصل صيانة مكاسب الفرق المغربية المتخصصة في كأس الكونفدرالية وبأنه لم يسبق لأي ناد وأن غادر من الدور التمهيدي ولايبدو الفريق السوسي حاليا مرشحا لأن يخرج عن القاعدة ويشكل الإستثناء وهو المحصن برباعية الذهاب. كل التوفيق للحسنية وباقي سفراء الكرة المغربية التي تعيش واحدة من فتراتها الذهبية وعادت لتجد لها موقعا رياديا يليق بها ومع علي هذه الأندية سوى المواصلة بنفس الجدية وخاصة التركيز. البرنامج الثلاثاء 4 دجنبر 2018 إياب الدور التمهيدي لكأس الكونفدرالية الإفريقية النيجر: ملعب جنيرال سيي كونتش: س13: الحرس الوطني النيجر حسنية أكادير