أجمعت الصحف الوطنية، الصادرة اليوم الاثنين، على أن فوز المنتخب الوطني المغربي على نظيره التانزاني بهدفين لواحد أول أمس السبت بالملعب الكبير بمراكش، كان "غير مقنع ولا يسمن ولا يغني من جوع" بعد أن تضاءلت حظوظه بنسبة كبيرة في التأهل للعرس العالمي للمرة الخامسة في تاريخه بعد سنوات 1970 و1986 و1994 و1998. وكان المنتخب الوطني المغربي قد أجرى مباراة ضد نظيره التانزاني، برسم الجولة الرابعة من منافسات المجموعة الإقصائية الإفريقية الثالثة المؤهلة للدور الحاسم والأخير من تصفيات مونديال البرازيل 2014. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة "المنتخب" أنه في "مباراة بلا طعم مثل التي خاضها الفريق الوطني أمام تنزانيا وبعد أن دهست فيلة كوت ديفوار بحوافرها على آمال العبور للبرازيل لم يكن ممكنا إصدار أحكام ذات قيمة كما لم يكن ممكنا إعطاء خلاصة واقعية لكل الذي حملته المباراة من معطيات ووقائع بعد أن قضي الأمر المفعول وانتهت الحكاية بشبه وداع للتواجد في الحدث الكروي الكوني الكبير للمرة الرابعة على التوالي". ومن جهتها، أبرزت صحيفة "الصباح" تحت عنوان "حلم المونديال يتبخر" أن المنتخب المغرب فاز على تانزانيا "دون إقناع" ويعول على هزيمة كوت ديفوار بدار السلام، لم تكتمل فرحة المنتخب الوطني بفوزه على نظيره التانزاني بهدفين لواحد، مشيرة إلى أن إقصاء أسود الأطلس بات مسألة وقت بالنظر إلى قوة نظيره الإيفواري، كما أن مصير التأهل ليس بيده، مما يعني أن حلم المونديال تبخر بنسبة كبيرة. أما صحيفة "أخبار اليوم المغربية"، فقالت إن مصير المنتخب المغربي في التأهل بات قريبا من "حبل الإقصاء" بحكم فارق الخمس نقاط مع منتخب كوت ديفوار على بعد مباراتين متبقيتن من مسار الإقصائيات، مضيفة أن "الأسود" يحتاجون إلى ما يشبه "المعجزة" لضمان التأهل إلى التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2014. وفي نفس السياق، أكدت جريدة "الخبر" أنه رغم الانتصار المحقق لم يظهر "أسود الطاوسي" كما هي العادة بمستوى الذي ظل يتطلع إليه الجمهور المغربي عامة والمراكشي خاصة الذي كان حضوره على قلته باردا برودة العطاء العام الذي قدمته العناصر الوطنية أمام تانزانيا. وفي عمود تحت عنوان "عند الفورة يبان لحساب"، كتبت صحيفة "العلم" أن الأرقام تبقى بعيدة عن أحلام المدرب الطاوسي، مؤكدة أن مباراة السبت أشرت على أن ما تعرض له المنتخب من هزات لم يكن حادثة سير، إذ ظهر هشا وسهل التجاوز ولا يمكن أن يعتمد عليه في تحقيق ما عجز عنه في مبارياته السابقة. وعلقت يومية "النهار المغربية" قائلة إن المنتخب الوطني تمكن من تحقيق نتيجة الفوز المعنوي على نظيره التانزاني دون أن يكون لهذا الانتصار أي تأثير على ترتيب المجموعة الثالثة فوز منتخب كوت ديفوار على منتخب غامبيا، مشيرة إلى أن هذا اللقاء عرف غيابا كبيرا للجماهير التي قاطعت المباراة حيث لم يتعدى عدد الحضور سبعة آلاف متفرج. وفي صفحتها الأولى كتبت جريدة "بيان اليوم" أنه أمام مدرجات شبه فارغة وبعد ساعات من تحقيق المنتخب الإيفواري لانتصار حاسم على حساب منتخب غامبيا خاض المنتخب الوطني رابع مقابلة له ضد نظيره التانزاني الذي سبق أن تعملق على أسود الأطلس في مباراة الذهاب. وأكدت على أن "فراغ مدرجات ملعب مراكش الذي تعود على الحضور الجماهيري الكبير والصاخب دليل على حالة التذمر التي تسود الوسط الرياضي والتي ترجمها بمقاطعة هذه المقابلة التي جاءت بأطوار لا تختلف عن ما هو متوقع أو مألوف، معتبرة أنه بالرغم من تحقيق نتيجة الفوز فإن الجميع خرج بقناعة واحدة تتجلى في غياب أفق واضح المعالم يسمح بإمكانية التفاؤل. أما يومية "المنعطف" فكتبت أن الأسود حاولوا خلال هذه المباراة الانتفاضة للكبرياء المخدوش بدار السلام حيث كان المنتخب التانزاني قد وجه ضربة موجعة للكرة المغربية التي تحتاج إلى عمل كبير وفي العمق من أجل تجاوز الأزمة ومواكبة تطور البلدان الإفريقية المجاورة.تح/ بف/ ل م أما جريدة "الصحراء المغربية" التي عنونت مقالها ب"فوز صغير لرفع المعنويات"، فاعتبرت أن المنتخب المغربي يظل حسابيا في دائرة المنافسة حيث لم يفقد آماله نهائيا في بلوغ الدور الحاسم المؤهل للنهائيات مع أن الكفة تبقى راجحة بالنسبة لمنتخب "الفيلة"، مضيفة أن أسود الأطلس يحتاجون إلى ما يشبه المعجزة لبلوغ هذا الدور الحاسم، حيث يتوجب عليه تحقيق الفوز في المباراة المقبلة أمام ضيفه الغامبي وانتظار تعثر المنتخب الإيفواري من خلال خسارة أو تعادل أمام تنزانيا بدار السلام وتحقيق الفوز بعد ذلك في المباراة الأخيرة في ضيافة كوت ديفوار في شتنبر المقبل. وكتبت "الأحداث المغربية" أن مباراة السبت جاءت لتؤكد رغم الانتصار الحالة الصحية غير المطمئنة للمنتخب الوطني الذي أهدر مهاجموه سيلا من الفرص السانحة للتسجيل، فرص لم تكن لتمر مرور الكرام على جماهير القليلة التي صبت جام غضبها على العناصر الوطنية والطاقم التقني. وخلصت جريدة "رسالة الأمة" أن انتصار الأسود جاء في ظروف تبعث على الرثاء والتشاؤم بسيادة أجواء الجمود والفتور وضعف الاهتمام الجماهيري، مؤكدة أنه من الطبيعي أن تؤول أحوال المنتخب إلى هذا المنحدر السحيق ويحضر مبارياته أقل من 10 آلاف متفرج "بوجود جامعة اختلطت عليها المفاهيم وأوجه التدبير الصحيح". وفي هذا الصدد، تساءلت الجريدة كيف يمكن التطلع إلى بناء منتخب وطني تنافسي قادر على الذهاب بعيدا في إقصائيات المونديال والنهائيات الإفريقية في غياب إدارة تقنية وطنية فعالية ومتجانسة وتشتغل باحترافية وتخطط وتبين للمستقبل. وفي تعليقها على هذا الفوز الباهت، كتبت يومية "لوسوار إيكو" أن المنتخب الوطني حقق فوزا بشق الأنفس على نظيره التانزاني، مضيفة أن هذا الانتصار كان دون طعم بعد تحقيق المنتخب الإيفواري لانتصار كبير على نظيره الغامبي مما يجعل التأهل إلى مونديال البرازيل مجرد "سراب". كما اعتبرت أن النخبة الوطنية ستخرج خاوية الوفاض من هذه الإقصائيات حيث لم يتمكن الناخب الوطني رشيد الطاوسي من تحقيق الهدفين اللذين رسمهما، التأهل إلى مونديال البرازيل وبناء منتخب قوي ومتجانس، مشيرة إلى أن هذا الانتصار يظل مجرد در للرماد في العيون أمام انتكاسة تعرفها الكرة الوطنية منذ شهور. أما صحيفة "لوماتان الصحراء والمغرب العربي"، فكتبت أنه حتى ولو احتفظ المنتخب المغربي بحظوظ ضئيلة للتأهل إلى كأس العالم بالبرازيل بعد تحقيقه هذا الفوز الصعب، فإن عملا كبيرا ينتظر رشيد الطاوسي الذي يتوجب عليه إيجاد حلول لبعض مكامن الضعف في أداء النخبة الوطنية.