بعد المشاكل و الصعوبات التي واجهها الوداد البيضاوي في الدور السابق من منافسات كأس زايد، حيث خلق له الأهلي الليبي متاعب كبيرة قبل أن يتجاوزه بالضربات الترجيحية، سيكون موعد الكتيبة الحمراء مجددا مع قمة مغاربية ثانية حين يلاقي خصما من العيار الثقيل من حجم النجم الرياضي الساحلي التونسي، هي بالفعل مباراة حاسمة تنتظر الفريقين بعد غد السبت على الساعة الثامنة، ومن الطبيعي أن تتجه عشاق الكرة المستديرة بالبلدين الشقيقين لمركب محمد الخامس الذي سيحتضن هذه القمة العربية الإفريقية التي لا تقبل القسمة على اثنين، الفريقان خرجا من منافسات عصبة الأبطال الإفريقية، ولهما رغبة قوية في تعويض الإخفاق القاري بتألق على المستوى العربي، وهذا ما سيزيد من صعوبة المباراة وقوتها، فكيف استعد الفرسان لهذه القمة المغاربية التي ينتظر أن تحضرها جماهير قياسية خاصة من أنصار الوداد البيضاوي؟ ديربي مغاربي بعد مواجهته لاتحاد الجزائر الموسم الماضي، ثم وفاق سطيف والأهلي الليبي بداية هذا الموسم، يتجدد العهد بالنسبة للوداد البيضاوي مع ديربي مغاربي من نوع آخر حين يلاقي النجم الساحلي التونسي، في أقوى المواجهات برسم الدور الثاني من كأس زايد للأندية الأبطال، الفريق الأحمر تفوق في نزالين مغاربيين سابقين، وخسر نزالا واحدا ضد الفريق السطايفي، وهذه المرة سيكون الموعد مع فريق تونسي يختلف عن باقي الأندية الأخرى بحكم فارق التجربة إضافة للخبث الكروي الذي تتميز به الأندية التونسية المتمرسة بالمنافسات الإفريقية، ما يفرض على الوداد الإستعداد جيدا لهذه القمة من جميع النواحي. نغمة الإنتصارات إستعاد الفريق الأحمر توازنه في المباريات الأخيرة بتحقيقه لثلاث انتصارات متتالية تجاوز بها مرحلة الفراغ التي عانى منها عقب الإقصاء من عصبة الأبطال الإفريقية، وبتعيين المدرب روني جيرار عادت عجلة الكتيبة الحمراء للدوران بشكل تدريجي، ونجح الفرسان في تجاوز عقبة اتحاد طنجة وأولمبيك أسفي في منافسات كأس العرش ليتأهلوا للمربع الذهبي من هذه المنافسة الفضية التي غابوا عنها منذ عدة سنوات، كما تمكنوا من تحقيق الفوز الأول على مستوى البطولة على حساب المولودية الوجدية، وكلها نتائج أعادت الإطمئنان لمكونات الفريق وخاصة الجماهير العاشقة والثقة للاعبين، ما سيحفزهم على تحقيق مزيد من النتائج الإيجابية والبداية بهذه المواجهة الصعبة للنجم الساحلي والتي ستوضح مدى جاهزية العناصر الودادية لاجتياز المواعيد الكبرى. عين على الخصم بدوره خرج النجم الساحلي من ربع نهائي عصبة الأبطال الإفريقية بعد خسارته ضد الترجي، ويراهن حاليا على الواجهة العربية لتعويض الإخفاق القاري، وعلى الواجهة المحلية وبعد مرور خمس دورات يحتل أبناء سوسة الصف الرابع برصيد ثماني نقط من أربع مباريات، جمعها من انتصارين وتعادلين، وسجله خالي من الهزائم، سجل خط هجومه عشرة أهداف بمعدل تهديفي يفوق هدفين في كل مباراة،و قبلت شباكه خمسة أهداف. ولا يختلف النجم الساحلي كثيرا عن الوداد بخصوص تغيير إدارته التقنية، حيث تم التعاقد مؤخرا مع البلجيكي جورج ليكنز لتعويض التونسي شهاب الليلي، ويعتمد الفريق كثيرا على تجربة لاعبيه الدوليين على غرار شيخاوي، شرميطي، حناشي، عواضي، عبد الرزاق بريقي وجمل، في حين يطالب الأنصار بمنح الفرصة لبعض العناصر الشابة الواعدة ومنها عناصر المنتخب الأولمبي مثل يسري حمزة، مالك بعيو وأحمد الرادوي، لكن الإطار البلجيكي يفضل الحفاظ على استقرار المجموعة الحالية، حيث لا يسمح الوقت بإجراء تغييرات جدرية في ظل الإستحقاقات التي يراهن عليها. صفوف الفرسان في المرحلة الأخيرة لم تسمح ظروف المباريات الدولية للمدرب روني جيرار بإعداد فريقه على نحو جيد بفعل غياب الركائز الأساسية عن التداريب، لكن بداية هذا الأسبوع عرفت اكتمال صفوف المجموعة وانتظام جميع اللاعبين في الحصص التدريبية، ما سيمكن الإطار الفرنسي من إعداد فريقه بشكل جيد لهذه المواجهة الحاسمة والقوية، ومن دون شك فإن كل مكونات الوداد تعرف ما ينتظرها بعد غد السبت، فمثل هذه المباريات غالبا ما تحسمها جزئيات بسيطة، وبالتالي وجب التعامل بذكاء مع أطوار المباراة، والتركيز منذ البداية للنهاية،فالفريق الأحمر مطالب بتسجيل الأهداف،و ممارسة الضغط على دفاع الخصم ،لكن هذا لا يعني الإستعجال والتسرع، بل الضرورة تفرض التركيز وحضور الفعالية والنجاعة الهجومية، والمباريات السابقة أكدت توفر الوداد على مجموعة من الطاقات الإبداعية في خط الهجوم إن تم استغلالها ومطابقتها مع إمكانياتها فبإمكانها الوصول لمرمى الفريق التونسي في عدة مناسبات، لكن الضرورة تتطلب كذلك توخي الحذر الدفاعي لتجنب السقوط في المحظور، فكما قلنا مثل هذه المباريات تحسمها بعض الجزئيات التي يجب الإنتباه إليها وأخذها بعين الإعتبار، نعلم جيدا قوة وتجربة الفريق التونسي وتمرسهم بمثل هذه المنافسات، لكن هذا لا ينفي وجود نقط ضعف يمكن استغلالها وأهمها تقدم مجموعة من لاعبيه في السن وافتقادهم للسرعة، وهذا ما قد يرجح كفة الوداد الذي يتميز مهاجموه بالسرعة. الجماهير المغربية الجماهير الودادية عبرت عن غضبها بعد إقصاء الفريق وخروجه المبكر من منافسات عصبة الأبطال، وهذا شيء عادي، لكنها لم تتخل عن فريقها، حيث عادت مباشرة لتسانده بقوة في باقي المنافسات ومنها كأس زايد للأندية العربية، وكما عودتنا الجماهير الودادية فإنها ستكون المعادلة الصعبة في مباراة يوم السبت، فهي متأكدة بأنها من ستدفع فريقها نحو شباك الخصم، بتحفيزاتها وتشجيعاتها طيلة أطوار المباراة، وبالتالي فإنها لن تتخلى عن فريقها في مثل هذه المواقف الصعبة، بل إنها ستكون إلى جانبه، وستكون الحناجر كلها وراء اللاعبين لتحفيزهم على البذل والعطاء، وليست الجماهير الودادية وحدها من ستكون وراء الأحمر، بل كل الجماهير المغربية باعتبار أن أصدقاء نقاش يمثلون الكرة المغربية رفقة الرجاء البيضاوي في هذه المنافسة العربية. البرنامج السبت 27 أكتوبر 2018 بالدار البيضاء: مركب محمد الخامس: 19: الوداد البيضاوي نجم الساحل التونسي