بعد الإقصاء من ربع نهائي عصبة الأبطال الإفريقية، ضمد الوداد البيضاوي جراحه بشكل سريع، وأكد بالفعل بأن الفرق الكبيرة تمرض ولا تموت، ففي ظرف قياسي استعاد الفريق الأحمر توازنه، وعاد مجددا ليؤكد استعداده حصد الأخضر واليابس، والمنافسة على كل الواجهات بتأهله للدور الموالي من مسابقة الشيخ زايد، وتجاوزه لعقبة أولمبيك أسفي ليضمن حضوره للمرة 22 في نصف نهائي الكأس الفضية. الفريق الأحمر بطاقم تقني فرنسي جديد يراهن على تعويض ضياع عصبة الأبطال الإفريقية بألقاب محلية وخارجية. المؤقت لم يخدم المصالح مباشرة بعد رحيل المدرب التونسي فوزي البنزرتي استعان الرئيس سعيد الناصري بالإطار الوطني عبد الهادي السكتيوي ليتحمل المسؤولية بشكل مؤقت في انتظار التعاقد مع مدرب جديد، ونجح المدرب السابق للفريق السوسي في تجاوز عقبة ماميلودي صنداونز، كما حافظ على صدارته للمجموعة الإفريقية بتعادله بميدان بورت الطوغولي، إضافة لتجاوزه للكوكب المراكشي برسم سدس عشر نهائي كأس العرش، لكن الهزيمة أمام أولمبيك أسفي في أولى مباريات البطولة، أرخت بظلالها على الفريق الأحمر، وأرسلت الإشارات الواضحة لصعوبة المهمة التي تنتظر السكتيوي بعد الإنتقادات الكثيرة التي وجهت له، وجاءت الهزيمة في مباراة الذهاب ضد وفاق سطيف لتزيد من حجم الضغط على ربان الوداد وكذا الرئيس الناصري الذي لم يسعفه ضيق الوقت لإجراء التغيير اللازم، ما فرض المغامرة في مباراة الإياب التي انتهت بخروج مرير من المنافسة القارية، وازدادت الأمور تعقيدا بعد التعادل بالميدان أمام الأهلي الليبي، وهي النتيجة التي فرضت التغيير. نويل توزي يتدارك الموقف بعد أربع سنوات قضاها على رأس الفريق الأحمر يبدو بأن الرئيس سعيد الناصري قد اتخذ القرار بإجراء تغيير جدري داخل الإدارة التقنية لفريقه بالإستعانة بأطر تقنية فرنسية، حيث تعاقد في البداية مع آلان أوليو كمدير تقني، ثم نويل توزي كمشرف عام، هذا الأخير أسندت له مسؤولية قيادة الكتيبة الحمراء في مباراة الإياب ضد الأهلي الليبي، برفقة موسى نداو وبإجراء بعض الرتوشات على التشكيلة الرسمية، عاد الفرسان بتأهل قيصري من تونس بالضربات الترجيحية، وهي النتيجة التي أعادت الثقة للمجموعة، ما ساعد على تجاوز عقبة اتحاد طنجة في ثمن نهائي كأس العرش بحضور نفس الطاقم التقني بكرسي البدلاء بالرغم من التعاقد مع مدرب جديد تابع المباراة من المنصة الرسمية، ما شكل كذلك حافزا مهما للاعبين لتقديم مباراة في المستوى، في وقت ساهم الأداء وكذا النتيجة الإيجابية في عودة الإطمئنان للجماهير الودادية. إكتمال الحضور الفرنسي إكتمل الحضور الفرنسي بإلتحاق المدرب روني جيرار ومساعديه وإشرافهم المباشر على تداريب الفريق، وكان أول ظهور لهم في المباراة الأخيرة ضد أولمبيك أسفي، المواجهة لم تكن سهلة بالنظر للأسلوب والنهج التكتيكي الذي اعتمده المدرب هشام الدميعي، وبعد الصعوبات التي عانى منها الفرسان في البداية نجحوا في الدخول في أجواء المباراة بشكل تدريجي وإيجاد الحلول الناجعة التي مكنت من منح الإمتياز للفريق الأحمر، ليضمن بالتالي حضوره في نصف نهائي كأس العرش، وهي النتيجة التي أسعدت الجماهير الودادية وضمدت نسبيا جراح ضياع لقب إفريقي كان في المتناول. جماهير الوداد مصدر الثقة يمكن اعتبار الجماهير الودادية هي كلة السر في هذه العودة القوية والسريعة للفريق الأحمر، صحيح أنها عبرت عن غضبها بعد الخروج من أغلى منافسة قارية، وفجرت غضبها على اللاعبين والطاقم التقني، وحملت كذلك المسؤولية للرئيس سعيد الناصري، لكن سرعان ما تجاوزت هذه الأزمة، وفهمت الدور المنوط بها، وتأكدت كذلك من حاجة الفريق واللاعبين بصفة خاصة للدعم والمساندة في وقت الضراء قبل السراء، وهكذا أكد أنصار الفريق الأحمر بأنهم ليسوا جمهور نتائج، بحضورهم القوي في باقي المباريات التي تلت الخروج من العصبة الإفريقية، وباعتراف المدرب الفرنسي روني جيرار فإن قوة الوداد في جمهوره الإستثنائي الذي يمكن أن يساعد على تحقيق أشياء جيدة. تحديات أمام جيرار إعترف المدرب روني جيرار بتوفر الوداد على تركيبة بشرية في المستوى، ويوجد رهن إشارة الإطار الفرنسي مزيج من لاعبي الخبرة وعناصر شابة كلها عزيمة وإصرار على فرض وجودها، المدرب السابق لمونبوليي أكد على أهمية هذه التنافسية داخل المجموعة، إضافة لاختلاف المميزات والمؤهلات التي يمكن استغلالها وإخراج أفضل ما لديها، بالمقابل هناك العديد من التحديات التي تنتظر الإطار الفرنسي، فالفريق الأحمر استطاع التربع على عرش الكرة الإفريقية والوصول للمسابقة العالمية، وبات بالتالي غير مسموح له بالتراجع عن المكتسبات، لذا فإن مطالب الجماهير الودادية هي التتويج بالألقاب المحلية والمنافسة بقوة على اللقب العربي.