قال الائتلاف المدني من أجل الجبل إن الواقع الصحي في مناطق المغرب المنسي مأزوم، وهو ما يتسبب في فواجع، آخرها الفاجعة الأليمة التي شهدتها منطقة إملشيل، والمتمثلة في وفاة طفل مريض، نتيجة التقصير في اشتغال المستشفى المتنقل، كما عبرت عن ذلك عائلته، في مشاهد مؤلمة تجسد زيف شعار خدمات القرب للرعاية الصحية. وأكد الائتلاف في بلاغ له أن هذه الفاجعة ليست حادثًا معزولًا، بل تكشف بشكل صارخ عن واقع صحي مأزوم ومقاربة ترقيعية تعيشها المناطق الجبلية منذ سنوات، حيث تمثل إملشيل، نموذجا للتهميش والإقصاء الذي تعرفه المناطق الجبلية، في غياب تدخلات حقيقية تضمن أبسط الحقوق الأساسية التي يكفلها الدستور، وعلى رأسها الحق في الحياة والصحة والكرامة.
وشدد الائتلاف على أن استمرار الإقصاء المجالي والتمييز في الخدمات الصحية، هو خرق فاضح لمبدأ العدالة الاجتماعية والمجالية، ومصدر لتزايد الفوارق والاحتقان. وندد بشدة بهذا الإهمال الخطير، محملا المسؤولية كاملة للجهات المعنية عن هذا التقصير الفاضح في أداء الواجب، وطالب بفتح تحقيق عاجل وجاد، لتحديد المسؤوليات ومحاسبة كل المتورطين، وعدم التستر خلف صيغ التبرير والتقارير الشكلية. كما دعا الائتلاف الحكومة ووزارة الصحة والمؤسسات العمومية إلى القطع مع الحلول المؤقتة والمناسباتية، واعتماد سياسات عمومية منصفة وشاملة للمجال الجبلي، تعالج اختلالات البنية الصحية وتضع حدًا لتكرار هذه المآسي. وخلص الائتلاف المدني في بلاغه إلى التأكيد على أن سكان الجبل ليسوا مواطنين من درجات دنيا، وأن صبرهم على التهميش لا ينبغي أن يطول، داعيا كل القوى الحية، من الحقوقيين والإعلاميين والفاعلين المدنيين والسياسيين، إلى تشديد المطالبة بإنهاء هذا الوضع اللاإنساني، وجعل هذه الفاجعة لحظة وعي جماعي للانتصار لكرامة الإنسان.