عشت أحلى إحتراف في هيبرنيان ومع ميدلسبرو نضجت كثيرا الرجاء البيضاوي في قلبي ولا أفكر حاليا في العودة للبطولة إندمجت بسرعة مع الحياة في إنجلترا وتجربة اسكتلندا أفادتني كشف المحترف المغربي بنادي ميدلسبرو الإنجليزي مروان زمامة في حوار إنفرادي مع «المنتخب»، نواياه المستقبلية بعد مسيرة إحترافية قادته للعب في استكتلندا رفقة هيبرنيان الذي صنع داخل إسمه، وشق معه مسارا كسب به إحترام مسؤولي الفريق الأخضر، بلون حضر معه كقاسم مشترك في بدايته بإعتبار أن رحلة الألف ميل بدأت من صفوف الرجاء الخضراء التي سحر معها العيون في البطولة الوطنية، بعدما إلتقطته أعين مسؤولي النسور من حي تابريكت بمدينة سلا. مروان الذي تعلم من الإحتراف الأوروبي وبلغ سن النضج، إعترف بالتغيير الذي طرأ على عقليته.. وفي هذا الحوار عرج على مجموعة من النقط التي همت مسيرته الكروية، كلاعب إنطلق من المغرب صوب القارة العجوز ولا يمانع يوما في العودة لأحضان بلده خاصة في ظل المتغيرات التي يشهدها ورش البطولة الوطنية. بثقة عالية في النفس جعلت اللاعب بكاريزما خاصة وشخصية قوية، يتطلع زمامة لمستقبل مشرق ويأمل صيانة المكتسبات التي حققها من خلال مواصلة التركيز على عمله، خاصة بعدما أصبح يراكم تجربة مميزة تجعله قادرا على التغلب على الصعاب التي غالبا ما تعترض كل من وهب حياته للكرة لتكون مورد رزقه. - المنتخب: بداية مروان، تملك حاليا أكثر من 6 سنوات إحتراف، بدأت بمخاض صعب وبولادة صعبة لمشوار بألف ميل كما نقول، هل أنت مرتاح للحصيلة؟ زمامة: الحمد لله أنا راض على الحصيلة بشكل كبير، بعد إنطلاقتي من البطولة الوطنية تعلمت الكثير من الإحتراف بفضل التجارب المتنوعة التي خضتها في مختلف الأندية التي لعبت لها، وبخاصة هيبرنيان الأسكتلندي الذي توجت معه بلقب الكأس، وحققت معه نتائج إيجابية في البطولة رفقة زميلي أنذاك عبد السلام بنجلون. وحتى في فترة الإعارة التي مكنني منها هيبرنيان لصالح الشعب الإماراتي تعلمت العديد من الأمور التي إستفدت منها، قبل أن ينتهي بي المطاف بإنجلترا وبالضبط رفقة ميدلسبرو الفريق الذي صنعت إسمي وساهم في الترويج له إعلاميا بإعتبار المتابعة التي تحظى بها البطولة الإنجليزية في درجتها الأولى. - المنتخب: إنطلاقتك في الإحتراف ببطولة اسكتلندا التي لا تشهد حضورا مغربيا كبيرا، هل كانت خطوة صائبة؟ زمامة: أولا لعبت للرجاء البيضاوي وقدمت أوراق إعتمادي داخله وبفضله وبفضل جمهوره الكبير ومسؤوليه، تألقت في البطولة الوطنية، ثم بعدها إلتحقت بهيبرنيان، صراحة كان ينتابني بعض الشك في ما يخص فرض ذاتي، لكنني تمكنت منذ الوهلة الأولى من إيجاد الطريق الصحيح في بطولة يفتح فيها المجال للاعب الموهوب والمتفوق تقنيا. في هيبرنيان تمكنت من الصعود لمنصة التتويج، وحين كنت أواجه فرقا من حجم سيلتيك وغلاسكو رانجرز، كنت أقدم دوما مباريات في المستوى جعلت وسائل الإعلام تشيد بي، وهو ما حفزني على مواصلة الإشتغال في صمت، فطيلة العامين اللذين قضيتهما مع الفريق في المرحلة الأولى من سنة 2006 لغاية 2008، تمكنت من القبض على الرسمية، وضبط إيقاع اللعب، وبعدها غادرت معارا لموسم واحد إلى نادي الشعب الإماراتي، قبل أن أعود لهيبرنيان في المرحلة الثانية، حيث لعبت رفقة الفريق لغاية 2011، وبعدها حلقت صوب إنجلترا وبالضبط إلى ميدلسبرو. - المنتخب: هل إندمجت بشكل كلي مع طقوس الحياة بإنجلترا؟ زمامة: صراحة البداية غالبا ما تكون صعبة، في أي بلد تدخله للمرة الأولى، لكن لحسن الحظ أن تجربة اسكتلندا علمتني الكثير وإستفدت منها وهو ما جعلني أتجاوز العراقيل، حيث نمط الحياة بإنجلترا متشابه. أظن أن الرغبة الكبيرة التي كانت تغمرني بدخول عالم الإحتراف ساعدتني كثيرا في تجاوز كل ما من شأنه أن يقف حجر عثرة في وجهي، بالإضافة إلى كل هذا وبمجرد أن وطأت قدماي إنجلترا، وبحكم عامل السن الذي لعب لصالحي كنت مطالبا بصيانة المكتسبات التي حققتها في مسيرتي الكروية بما في ذلك الفترة التي قضيتها في قطر. - المنتخب: عرف مشوارك مدا وجزرا، بين الصعود والتألق، وأخرى متوسطة، ما هي الأسباب بنظرك؟ زمامة: كل لاعب في ميدان كرة القدم، لا يمكن أن يظل في مستوى واحد طيلة مشواره، وهذه قاعدة لا إستثناء فيها، عندما قدمت كل شيء لفريق هيبرنيان، فضلت تغيير الأجواء، والوجهة التي إتخذتها بالتوقيع في كشوفات ميدلسبرو لم أندم عليها. ما زلت أرتبط مع الفريق الإنجليزي لموسم إضافي لغاية صيف 2014، ولا أريد أن أستعجل أي الأمور، فكثرة التغيير تنعكس على أداء اللاعب سلبا، وأمامنا العديد من الأمثلة في هذا السياق، وأظن أن عدم منافسة فريقي ميدلسبرو هذا الموسم بشكل جدي على بطاقة الصعود للبرمليغ، كان عاملا بدوره في عدم تسليط الضوء على الفريق بشكل جيد. - المنتخب: لنواصل الحديث عن ميدلسبرو الذي وقع لك داخله سوء تفاهم مع أحد لاعبي الفريق، والذي حاول تنفيذ ضربة خطأ مكانك، لكنك رفضت وسجلت هدفا جميلا، كيف تتذكر الواقعة؟ زمامة: ضربات الأخطاء غالبا ما كنت أنبري لها ، والواقعة التي تحدثت عنها طويتها وأصبحت من الماضي، لكنني أؤكد أن ثقتي في نفسي هي التي جعلتني ألح على ضرورة تنفيذ ضربة الخطأ لأنني كنت واثقا من قدرتي على التسجيل. ضربات الأخطاء واحدة من أسرار نجاحي في مسيرتي الكروية، لذا لا أدخر جهدا من أجل التدرب عليها أكثر لأخلق بها الفارق، خاصة في المباريات التي تكون فيها كل المنافذ مغلقة. - المنتخب: نعود بك لأول خطوة على درب الإحتراف والجدل الذي أثارته، هل لك أن تكشف لنا عن بعض المعطيات التي ظلت سرية؟ زمامة: في الحقيقة حاولت تجاوز التفكير في تلك الفترة، لكنني لن أنسى أبدا الأشخاص الذين وقفوا بجانبي وقت الضيق، ومع مرور الأيام تعلمت الكثير من الأمور وأريد رد الجميل لبلدي المغرب الذي منه إنطلقت وإليه سأعود من أجل مواصلة المشوار الكروي يوما ما. - المنتخب: لكن مروان، تم منعك في فترة من الفترات من الإلتحاق بالفريق الوطني، كيف تعايشت مع هذه اللحظات الصعبة؟ زمامة: كنت مؤمنا بقضاء الله وقدره، ساندتني أسرتي للخروج من المشاكل التي وقعت فيها، وأحمد الله أنني تمكنت بعدها من مجاورة المنتخب المغربي، وحاولت تقديم أفضل ما أتوفر عليه من إمكانيات خدمة لبلدي الذي أتمنى أن تتاح لي فرصة تمثيله في المحافل المقبلة، ما دمت قادرا على العطاء، وبإمكاني تقديم الإضافة. - المنتخب: غيابك عن المنتخب المغربي وعدم حضورك لأي دورة من دورات كأس إفريقيا، ألم يشعرك بالإحباط؟ زمامة: صراحة كنت أتأسف لغيابي عن الفريق الوطني، وبخاصة في كأس أمم إفريقيا، لكن الخير فيما إختاره الله، لست من الناس الذين يربطون كل ما هو جميل بالماضي، فأنا إنسان أعيش الحاضر وأستشرف مستقبلا زاهيا بتفاؤل كبير، وهذه أمور يراها البعض جزئية، لكنها تصنع الفارق، وهي من الأشياء التي تعلمتها في الإحتراف. - المنتخب: ما هي برأيك أسباب تراجع مستوى نتائج الفريق الوطني؟ زمامة: كسائر المغاربة لا يعجبني حال فريقنا الوطني، لكنني تعلمت شيئا مهما في أوروبا، هو ضرورة عدم البحث في المشاكل كثيرا وإيجاد الحلول الكفيلة بإخراج المنتخب، من المشاكل التي عاشها في الآونة الأخيرة، فمن غير المعقول أننا نتوفر على لاعبين في المستوى سواء في البطولات الأوروبية أو حتى في البطولة الوطنية ولا نحقق نتائج مرجوة. - المنتخب: تجربتك القصيرة بالإمارات بنادي الشعب والعودة لأوروبا، ألم تحرك فيك الرغبة للعودة من جديد للخليج؟ زمامة: كما ذكرت عقدي ما زال ساري المفعول مع ميدلسبرو لغاية 2014، ولا أفكر حاليا في العودة للخليج رغم أن الفترة التي قضيتها رفقة الشعب الإماراتي، وقفت خلالها عند حجم تطور الكرة هناك، فلطالما كنا داخل المغرب نقول بأن الخليج العربي بعيد كل البعد عن الكرة العالمية، لكن صراحة الأوقات التي قضيتها في الإمارات أو قبله في قطر خرجت منها بخلاصات تؤكد أن هناك من يشتغل في صمت لتطوير كرة القدم التي باتت صناعة في وقتنا الحالي. - المنتخب: هل تتابع أخبار فريقك الرجاء البيضاوي؟ زمامة: (يبتسم).. الرجاء في القلب وهو فريقي الذي أعشقه حتى النخاع، لولا الرجاء لما كان مروان زمامة، أحرص على متابعة أخباره ومباراياته، وأتمنى أن ينهي هذا الموسم بأحلى سيناريو ويتوج بلقب البطولة، صحيح أنه يلقى منافسة من الجيش الملكي، لكن النسور لهم كافة الإمكانيات للصعود لمنصة التتويج، وهذا ما يطمح له كل رجاوي غيور على الفريق. - المنتخب: بإلقاء نظرة بين الفترة التي لعبت فيها بالبطولة الوطنية، وما أصبحت عليه الأمور في الفترة الحالية، هل لمست بعض التغيير؟ زمامة: بطبيعة الحال لمست التغيير وأول شيء في البنيات التحتية، ففي الفترة التي لعبت فيها بالبطولة كان فقط مركب محمد الخامس ومركب الامير مولاي عبد الله اللذين تلعب داخلهما بشكل مرتاح وبخاصة اللاعبين الذين يحبذون اللعب فوق أرضية جميلة، حاليا هناك العديد من الملاعب الجميلة، وحتى الفرق الصغيرة التي لا تنافس على الألقاب أصبحت تتوفر على ملاعب محترمة، وهذه نقطة تحسب للجامعة الحالية التي تسير بثبات من أجل إنجاح ورش البطولة الوطنية. - المنتخب: نلت مجموعة من الألقاب مع الرجاء وصنعت لنفسك إسما خاصا داخل هذا الفريق الكبير، أكيد أنك تعيش على إيقاع «نوستالجيا» خاصة مع النسور، هل تفكر في العودة للعب معه من جديد؟ زمامة: تشرفت كثيرا باللعب لفريق من حجم الرجاء البيضاوي الذي يتوفر على أكبر قاعدة جماهيرية بالمغرب، صراحة لن أنسى الألقاب التي خضتها مع النسور والأوقات الرائعة التي قضيتها رفقتهم.. حاليا لا أفكر في العودة للمغرب، ما دام أنني أرتبط مع ميدلسبرو هذا الموسم بعقد ساري المفعول لسنة إضافية، ومسؤولو الفريق يسعون للتمديد معي، لكنني لن أستعجل أي شيء، وسأتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب. - المنتخب: لكن مروان هناك العديد من اللاعبين الذين مارسوا بأوروبا وعادوا لحضن البطولة الوطنية، كصديقك السابق في هيبرنيان بنجلون الذي يلعب مع الفتح؟ زمامة: بالفعل، وهذا المعطى ساهم بشكل كبير في تقوية البطولة الوطنية، الخطوة التي قام بها صديقي بنجلون والصورة التي ظهر عليها رفقة الفتح تؤكد أن البطولة الوطنية تسير في الإتجاه الصحيح، وبخصوص مستقبلي فكما ذكرت تتدخل فيه عدة عوامل، والخطوة المستقبلية التي سأقوم بها، سأستشير فيها محيطي الأسري، وكما هو معلوم أن الأسرة تساهم بشكل كبير في نجاح أي لاعب إتخذ من العقلية الإحترافية مذهبه الأول والأخير. - المنتخب: فريقك ميدلسبرو إحتل وسط الترتيب هذا الموسم، هل وجدتم صعوبات في اللعب على بطاقة الصعود للبرمليغ؟ زمامة: فزنا هذا الموسم في 18 مباراة، وتعادلنا في 5 مباريات وإنهزمنا في 23 لقاءا، من أصل 46 مباراة، ولم نقو على ضمان بطاقتي الصعود التي تحصل عليها فريقي كارديف وسيتينوها سيتي.. خلال الموسم المقبل سيفكر مسؤولو الفريق في ضرورة تحقيق الصعود، وأكيد أنهم سيبحثون عن تدعيم صفوف الفريق للمنافسة بقوة على الحضور في الدرجة الأولى، والغريب أن الفريق يبدأ دوما موسمه بشكل إيجابي، لكنه يعاني دوما في منتصف الموسم، وهو ما يجعله في منتصف الترتيب. - المنتخب: هل تلتقي ببعض اللاعبين المغاربة في إنجلترا كتاعرابت أو الأحمدي؟ زمامة: تاعرابت إلتقيت به أكثر من مرة وتهاتفنا، أما الأحمدي فأتابع مسيرته كسائر الللاعبين المغاربة نظرا لبعد المسافة بيني وبينه، من الرائع أن ينفتح الللاعبون المغاربة أكثر على البطولة الإنجليزية، فهذا الأمر يعطي إشعاعا كبيرا للمغرب، ونحن مطالبون بتقديم أفضل ما لدينا لنكون سفراء للكرة المغربية بالخارج. - المنتخب: راج في وسائل إعلام إنجليزية تلقيك لعروض، ضعنا في الصورة أكثر فيما يخص هذا الموضوع؟ زمامة: ليس هناك أي شيء رسمي ، صحيح سبق وأن عرض علي أحد الوكلاء إمكانية الإنتقال لفرنسا، لكن لحد الآن لم أتخذ أي قرار بشأن مغادرتي لميدلسبرو، خاصة وأنني متعاقد مع الفريق لموسم إضافي. - المنتخب: لو طلبنا منك مروان أن تعطي تنقيطا لمشوارك الإحترافي، كيف تضع النقاط؟ زمامة: في الحقيقة أجد بعض الحرج في إعطاء هذا التنقيط، فلا يمكن للفرد أن يمنح تنقيطا خاصا لنفسه، وأترك الفرصة للجمهور والمتتبعين لوضعه. - المنتخب: الأمر عادي ،فالعديد من نجوم الكرة ينقطون أنفسهم في حوارات مع مجلات عالمية؟ زمامة: (يبتسم).. أقول 8 على 10. حاوره: