يعود فريق الفتح الرياضي ليدافع عن ألوان الكرة الوطنية على الواجهة الإفريقية باعتباره الوحيد الذي بقي في هذه المنافسات بعد إقصاء كل الأندية الوطنية (الرجاء، الدفاع الجديدي ثم الجيش الملكي)، حيث تحذو الفتح رغبة كبيرة في السير بعيدا في هذه المسابقة لتأكيد أحقيته في إشعاع إسمه إفريقيا بعد أن شخص بنجاح في الدور التمهيدي دياراف السينغالي، وفي الدور الأول إف س البركة من غينيا كوناكري، وأمامه فرصة جديدة للسير بعيدا في هذه المسابقة، إلا أنه سيصطدم بحاجز جديد للسير بعيدا في هذه المسابقة، إلا أنه سيصطدم بحاجز جديد إسمه سطاد مالي المعروف إفريقيا والذي فاز بالنسخة السابقة لكأس الإتحاد الإفريقي 2009، والذي راكم تجربة مهمة في مشواره الكروي حيث يعتبر زعيم مالي في الألقاب ورصيده غني بذلك، كما تؤكد سيرته التي تجدونها في هذه المتابعة. وبالمقابل يتطلع الفتح إلى تحقيق نتيجة إيجابية في الذهاب أمام جمهوره الذي يجب أن يحضر بكثافة لتشجيع العناصر الفتحية لتحقيق نتيجة الفوز أمام فريق يبدو على الورق من أبرز الأندية المالية التي لها رصيد مهم في المنافسة المحلية أو الإفريقية، ومع ذلك فإن العناصر الفتحية قادرة على أن تدافع عن صورة الكرة الوطنية باستماتة كبيرة وبعزيمة هؤلاء اللاعبين الشبان وبحضور خبرة لاعبين آخرين يشكلون الدعامة الأساسية للفريق. هذه فرصة أخرى للاعبي الفتح لتأكيد حضورهم الإفريقي وكذلك تلميع صورة الفتح التي غابت عن الواجهة الإفريقية. شكلت محطتا دياراف السينغالي و إف س البركة الغيني فرصة لاختبار قدرات الفتح على الواجهة الإفريقية، وتأكد بأن فريق العاصمة له من القدرة والجاهزية، لكي يسير بعيدا في هذه المنافسات وهذه هي ثالث مشاركة له على الواجهة الإفريقية الأولى عام 1996 مع المدرب الفرنسي فيليب تروسيي والثانية مع الروماني إفيكا تودروف عام 2005.. وأكيد أن هذه المرة تختلف عن سابقاتها، بحيث أن الفتح يريد أن يكبر ويلمع صورته إفريقيا بلاعبين شبان وآخرين مخضرمين، لذلك أبانوا على جاهزية كبيرة برغم ضغط البطولة الوطنية وكون الفتح ما زال يبحث عن طوق النجاة في البطولة بعد الهزيمة الأخيرة على ميدانه أمام الدفاع الحسني الجديدي، وهي الهزيمة التي نتمنى ألا تؤثر على معنويات اللاعبين، بل عليهم نسيان هذه المباراة والتركيز على مباراة سطاد التي ستكون بكل تأكيد فرصة لإثبات الذات، بل محكا حقيقيا أمام بطل النسخة السابقة لكأس الإتحاد الإفريقي، ما يعني أن مباراة الفتح أمام سطاد مالي لن تكون كسابقاتها، بل دخل مرحلة الجد وتشمير الساعد خاصة وأن المنافس معروف وليس مجهول، وبالتالي فالكرة المالية عرفت تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة خاصة على مستوى المنتخب، هذا ما يجب أن يعرفه فريق الفتح، بحيث أنه لن يواجه المجهول، بل سيواجه فريق له مكانته إفريقيا، بل محليا في البطولة المالية التي إحتكر ألقابها لقب البطولة وكأس مالي والكأس الممتازة، وبكل تأكيد ستكون هذه المباراة محكا حقيقيا لإبراز القدرات والعضلات التقنية، بدعم من الجمهور الذي يجب أن يحضر لدعم وتشجيع العناصر الفتحية حتى تؤدي مباراة جيدة وتحقق نتيجة إيجابية على ميدان المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، حتى تكون مباراة الإياب على الأقل مريحة، وسد الأبواب على الخصم بعدم الوصول إلى الشباك، لأن أي هدف يسجل هنا قد يزيد من المتاعب. قبل مواجهة سطاد مالي، كان الفتح قد مني بهزيمة قاسية أمام الدفاع الحسني الجديدي، وكان يمني النفس بتحقيق نتيجة الفوز قبل منازلة سطاد مالي، لإبقاء المعنويات مرتفعة لدى اللاعبين، وتقديم أداء جيد، لذلك فإن الإستعداد لهذه المواجهة يجب أن يسوده تركيز تام، ونسيان هزيمة الدفاع، خاصة وأن الفتح بقي وحيدا كممثل للكرة الوطنية على الواجهة الإفريقية بعد إقصاء الفرق الثلاثة (الرجاء، الدفاع الجديدي ثم الجيش)، لذلك فإن المسؤولية ملقاة على كاملة على الفتح من أجل البقاء في المنافسة، وأكيد أن المدرب حسين عموتا يعرف جيدا أن الفتح هو الممثل الوحيد للكرة الوطنية وعليه إعداد الفريق جيدا بعيدا عن الضغط النفسي الذي قد يعيشه اللاعبون جراء الهزيمة أمام الدفاع الجديدي، وأكيد أن عموتا الذي راكم تجربة كبيرة في عالم الإحتراف سيعمل على إعداد اللاعبين نفسيا في هذه المواجهة التي يتطلع فيها الفتح إلى تحقيق الفوز الذي قد يسهل المأمورية على الفريق في الإياب حيث ستكون المباراة حاسمة، وإن كانت البرمجة الإفريقية قد خدمت في الأول مصلحة الفتح، فإنه الآن أصبح لزاما عليه تحقيق الفوز وبقناعة تامة بدل أن يجد نفسه في وضعية حرجة في الإياب. إسترجع الفتح كل اللاعبين بما فيهم اللاعب المهاجم لحسن يوسوفو الذي كان قد غاب في المباراة الأخيرة بسبب جمعه لإنذارين، وأكيد أن خط هجوم الفتح سيتحرك خاصة إذا كان رشيد روكي في كامل جاهزيته وكذلك جمال التريكي وبدر قشاني وعلاء المسكيني، لأن الفتح في هذه المواجهة بحاجة إلى كل لاعبيه لأن الخصم ليس بالسهل المنال، بل هو الفائز بالنسخة الأخيرة لكأس الإتحاد الإفريقي وله ألقاب عديدة على المستوى المحلي في مالي، ما يعني أن الفتح سيواجه فريقا معروفا وقويا في البطولة المالية، ما يجب هو أخذ الحيطة والحذر في مباراة الذهاب، وإحكام المباراة جيدا، وعدم السقوط في فخ الأخطاء القاتلة وعدم تفويت الفرصة ذهابا وأمام الجمهور. كل اللاعبين يشاركون في الحصص التدريبية إستعدادا لهذه المواجهة التي تبقى مصيرية للفتح للبقاء في المنافسات الإفريقية. يعرف الفتحيون جيدا خصمهم سطاد مالي الذي راكم تجربة مهمة في مشواره وهو المثقل بالألقاب والفائز الأخير بالنسخة الأخيرة لكأس الإتحاد الإفريقي، لذلك فإن هذا الفريق لن يأتي للسياحة بل سيدافع عن حظوظه في الفوز والدفاع عن لقبه الذي فاز به في العام الماضي. سطاد مالي معروف لدى الكرة المغربية إذ واجه عدة أندية وطنية إلا أنه تغير كثيرا مقارنة مع الماضي، حيث إحتكر عدة ألقاب ما جعله يؤسس لنفسه حضورا قويا على الواجهة الإفريقية وعلى واجهة بطولة مالي.. وأكيد أن المهمة ستكون صعبة على الفتح الذي عليه أن يهيء نفسه بشكل جيد قبل المباراة وضرورة نسيان الهزيمة السابق والتركيز جيدا على هذه المواجهة، على اعتبار أن الآمال معلقة على الفتح باعتباره الممثل الوحيد للكرة المغربية على الواجهة الإفريقية، الحيطة والحذر أساسيان في هذه المواجهة. أكيد أن الجمهور الفتحي أصبح لزاما عليه الحضور بكثافة لدعم وتشجيع اللاعبين حتى يحققوا نتيجة الفوز المنتظرة والتي تجعل الفتح يلعب إيابا مريحا.. ومن الواجب على جمهور العاصمة بكل مكوناته أن يكون حاضرا بقوة لتشجيع اللاعبين والرفع من معنوياتهم لأن الفتح الآن يلبس ثوب الكرة الوطنية دفاعا عنها ويلزم الحضور المكثف لشحن اللاعبين الذين يجب عليهم أن يكونوا بالمقابل في كامل جاهزيتهم.. الدعوة مفتوحة إذن للجمهور الذي يعول عليه اللاعبون لدعم مسيرتهم إفريقيا حتى يتخطى حاجز سطاد مالي وهو حاجز صعب للغاية لقيمة الخصم ومرجعيته التاريخية. أكيد أن المدرب حسين عموتا يعرف جيدا من منظوره التقني أن النهج التكتيكي الذي يجب إعتماده في هذه المواجهة النهج الهجومي لإرباك الخصم منذ البداية، والضغط عليه في الدقائق الأولى وعدم انتظار مرور الدقائق، لأنه كلما مرت الدقائق على الفتح بدون تسجيل الهدف قد تزداد الصعوبة عليه وهذا لا نريده، يجب إبقاء جانب الحماس والرغبة الكبيرة في نفسية اللاعبين، لإسقاط الخصم مبكرا حتى تكون مباراة الإياب مريحة على الأقل. مسألة مهمة يجب أخذها بعين الإعتبار خاصة لدى اللاعبين وهي ضرورة عدم السقوط في فخ الأخطاء الفردية والتي قد يستغلها الخصم.. لابد هنا من التركيز وضبط إيقاع المباراة منذ البداية وغلق كل المنافذ التي قد يستغلها الخصم خاصة وأن دفاع الفتح يعتبر الأقوى بالنظر لوجود لاعبين لهم خبرة وكفاءة بقيادة العميد محمد بنشريفة المعول عليه في هذه المواجهة لقيادة الفتح نحو فوز مقبول أداءا ونتيجة، كما كان الشأن في المحطتين الأخيرتين أمام دياراف السينغالي وإف س البركة الغيني. من الواجب على الفتح أن يحسم مباراة الذهاب لصالحه، حتى ينتقل إلى باماكو بمعنويات مرتفعة وإجراء مباراة الإياب بكثير من الإرتياح وإن حصل العكس وهذا ما لا نتمناه، فإن المهمة ستكون صعبة للغاية، أملنا أن يكون الفتح جاهزا لهذه المباراة ويقدم صورة إيجابية عن كرة القدم الوطنية فكل الآمال معقودة عليه للبقاء في هذه المنافسات الإفريقية بعد إقصاء الرجاء، الدفاع الجديدي والجيش الملكي.. كلنا مع الفتح يوم الجمعة القادم.. على أمل تحقيق الفوز بالطريقة المقنعة وإن كانت المهمة ستكون صعبة أمام بطل النسخة السابقة سطاد مالي الذي يريد الدفاع عن لقبه.