وكأني بحسنية أكادير قد أطال المكوث في جحره الصغير، يرضى بالأدوار الثانوية، إذ تتعاقب عليه المواسم من دون أن يترك بصمة وهو الذي أنبأنا ذات يوم بدخوله قلعة الأبطال بتتويجه في مناسبتين بلقب البطولة، إلى أن جاء الموسم الماضي ليعلن عن خروج الحسنية من الجحر، إذ تمكنت غزالة سوس من كسر القاعدة، بإنهائها لمرحلة الذهاب متربعة على الصف الأول ومتوجة بلقب الشتاء، قبل أن تخونها السرعة النهائية وتكتفي بمرتبة ثالثة تخول لها اللعب على الواجهة الإفريقية بالمشاركة في منافسات كأس الكونفدرالية. موسم جديد إذا، يقبل عليه الفريق السوسي وخارطة الأحلام تكبر، إذ سيكون الفريق متواجدا في ثلاث خانات بحثا عن اصطياد اللؤلؤ المفقود. نشاطه في السوق فيما عدا الرحيل المبرمج للنجم بديع أووك، والخروج الطوعي لكل من فوزي عبد الغني ويوسف لكناوي، فإن حسنية أكادير حافظ على مرتكزاته البشرية، بل ودعمها بحسب الخصاص الموجود في بعض المواقع بلاعبين قدم بعضهم من فلسطين الشقيقة (أحمد ماهر وتامر صيام) وبعضهم الآخر من أندية رجاء بني ملال وشباب الحسيمة (زهير الشاوش، ادريس بناني، نوفل زنان،وأيوب الملوكي)، من دون أن ننسى داوود بوسبيبة القادم من أمل أجاكس أمستردام والصربي ماركوفيتش. وستكون هذه التعزيزات البشرية مستجيبة لحاجة الفريق إلى قاعدة بشرية غنية تساعد على نظام المداورة بحكم وجود الفريق في ثلاث واجهات. ودياته: هل اتضحت الصورة؟ ما لا يقل عن 10 مباريات ودية خاضها حسنية أكادير على مدى شهرين كاملين من التحضيرات للموسم الكروي الجديد الذي سينطلق رسميا يوم الأحد بمنازلة الحسنية للصاعد الجديد يوسفية برشيد بميدان الأخير. وديات تعددت وتنوعت فيها المحكات، ولو أن الهدف من ذلك كان واحدا، هو أن يهيء الربان التقني فارس سوس من كافة النواحي ليواجه تحديات الموسم الجديد. الربان: لمسة لاتينية لم يكن أمام حسنية أكادير بالنظر للنجاح النسبي الذي تحقق الموسم الماضي باحتلال المرتبة الثالثة، سوى الحفاظ على النواة الصلبة والحفاظ أيضا على الربان التقني الأرجنتيني ميغيل غاموندي، الذي قدم حسنية الموسم الماضي بشكل جميل، حيث يتأسس أسلوب اللعب على القواعد الحديثة والتي تقوم على منظومة دفاعية جيدة وعلى سرعة الإنتقال من الحالة الدفاعية للحالة الهجومية وأيضا على انسيابية الأداء. ومن المؤكد أن غاموندي وقد تعمق في معرفة تضاريس كرة القدم الوطنية، سيبدع صورا جديدة تمكن غزالة سوس من إنجاح موسمها الجديد وتحقيق أحلام جماهيرها العريضة. الرهان: محاكاة اللقب ليس هناك من شك في أن حسنية أكادير بكافة مكوناته سيجتهد من أجل الحفاظ على مكتسبات الموسم الماضي، وأكثر منه سيتجند بكافة فعالياته من أجل تمثيل كرة القدم الوطنية بشكل جيد في منافسات كأس الكونفدرالية الإفريقية.