نجح الوداد البيضاوي في إسقاط صنداونز الجنوب إفريقي، بهدف أنس الأصباحي، فوز يخرج من حمأة المعاناة، إذ كانت المباراة التي أعطت الوداد الفوز الثالث في دور المجموعات، غاية في الصعوبة والتعقيد، وكانت المباراة الأولى لعبد الهادي السكتيوي عنوانا لبعض المتغيرات على مستوى مواقع اللعب، فمع وضع الثقة في الحارس ياسين الخروبي، كان المتغير الأكبر على مستوى خط الدفاع، هو وضع محمد النهيري في متوسط الدفاع إلى جانب كومارا، في وقت حافظ نوصير على مكانه في الرواق الأيمن وعاد بدر كادرين للجهة اليسرى. ولما كان غياب ابراهيم النقاش العميد والقشاش أمرا حتميا، فقد اهتدى السكتيوي لأصباحي ليشغل مكان الوسط الدفاعي إلى جانب الخبير والمجرب صلاح الدين السعيدي. واستكمالا لشاكلة 4-3-3، فإن وليد الكارتي هو من سيشغل مهمة صانع ألعاب، ليتشكل الثالوث الهجومي من الحداد وأوناجم وباباطوندي. وبرغم أن الوداد حاول خلال الجولة الأولى، اللعب بخطوط متقدمة لوضع المنظومة الدفاعية لصنداونز تحت الضغط، ومن تم استغلال أي ارتباك للخصم، إلا أن لاعبي الوداد لم يكونوا على درجة عالية من النجاعة في بناء الهجمة المنظمة، ما جعل الجولة الأولى تخلو من فرص سانحة للتسجيل، بل إن الوداد سيقدم وجها فنيا غير مألوف، إذ ارتكبت الكثير من الأخطاء على مستوى التمرير، كما أن الثالوث الهجومي لم يكن حاضرا على مستوى انهاء الهجمات، لتنتهي الجولة الأولى على إيقاع الأصفار. وكان الأمل أن يرفع الوداد في الجولة الثانية من الضغط لربح النزالات، والوصول بسرعة إلى مناطق الوسط، وكانت ألمع فرصة في بداية الجولة الثانية، هي التي أتيحت لنوصير الذي تلقى كرة بينية داخل المعترك، إلا أنه أساء التعامل مع الإنفراد الواضح. وسيتحرر الكل بحلول الدقيقة 56، حيث سيطلق رجل الوسط أنس الأصباحي قذيفة عجز حارس مرمى صنداونز عن صدها، ليكون هدف السبق للوداد. وكان المتوقع أن يتطور أداء لاعبي الوداد للأفضل مع توقيع الهدف، إلا أن العكس هو الذي سيحدث، ذلك أن صنداونز سينتفض وسيصبح هو صاحب الأفضلية، بسبب التراجع الغريب للاعبي الوداد، ما كان يشبه لدرجة كبيرة اللعب بالنار. ولم تفد كل التغييرات التي أقدم عليها السكتيوي، بإخراج كل من باباطوندي والحداد وأوناجم وإدخال بدلا منهم تيغازوي والحسوني ونعيم أعراب، في تغيير فيزيونومية المباراة، إذ بقي الوداد تحت ضغط صنداونز الذي لم يكن بالنجاعة الهجومية التي تغير نتيجة المباراة، التي ستنتهي بتفوق الوداد ووصوله للنقطة 11، ليصبح من أول الواصلين للدور ربع النهائي متصدرا لمجموعته، في انتظار مباراة سادسة وشكلية أمام بور الطوغو بلومي.