دخلت المنافسة الإفريقية مراحلها الحاسمة، سواء كأس عصبة الأبطال، أو كأس الكونفدرالية الإفريقية، ولم يبقى على نهاينتها سوى جولتين حاسمتين، حيث يسود الترقب والانتظار، خاصة أن الكرة المغربية ممثلة بأربعة فرسان في دور المجموعات، في مشاركة اعتبرت قياسية ومهمة، إذ قلما يحضر هذا العدد في هذا الدور، لتكون الحظوظ قوية ل تمثيلة الكرة المغربية دور الربع، بتواجد الوداد والدفاع الجديدي في كأس الأبطال، أو الرجاء ونهضة بركان في كأس الكونفدرالية، إذ ينتظر أن يعرف الدور المقبل 3 ممثلين للكرة لمغربية قياسا بالفرص القوية التي أمامهم. طفرة أطلسية لا شك أن الكرة المغربية عادت بقوة على مستوى مشاركات الأندية في المنافسة الإفريقية، وبدأت تجد لنفسها مكانا في الواجهة، فبعد أن مرت من فترة فراغ، عادت لتعزف على سمفونية الألقاب والتألق، فكانت البداية مع الفتح الذي فاز بكأس الكونفدرالية، تلاه المغرب الفاسي، كما تأق الفتح مجددا، ووصل في مناسبتين إلى المربع الذهبي، قبل أن يحقق الوداد إنجازا كبيرا وفاز في الموسم الماضي بلقب دوري أبطال إفريقيا. والأكيد أن تأهل أربعة أندية لدور المجموعات في هذه النسخة، ما هو إلا امتداد لهذا التألق، ويؤكد أن الكرة المغربية تعافت من الأعراض السابقة، وعادت لمكانتها الطبيعية بين كبار القارة. الأحمر في العالي أكد الوداد أنه لا يمزح، وغير مستعد للتنازل على لقبه، أمام النتائج الإيجابية التي سجلها في دور المجموعات، ولعل الفريق الأحمر بات يعرف ما عليه ، والمسؤوليات الملقاة على عاتقه، بعدم التراجع إلى الوراء، والحفاظ على إنجازه، لذلك تؤكد كل المؤشرات أن بطل إفريقيا قادر على الذهاب بعيدا، كواحد من أقوى المرشحين للصعود على منصة التتويج. الصدارة والزعامة عنوانان يميزان الوداد في المجموعة الثالثة ب 8 نقاط من فوزين وتعادلين، ورفع حظوظ التأهل، حيث يبقى تأهله على مرمى حجره، إذ يبقى بحاجة لإنتصار واحد ليحسم تأهله رسميا، التعادل أيضا قد يضمن له التأهل، في الجولة المقبلة، ما يؤكد أن الوداد يتواجد في وضعية جيدة، واستفاد من تركيبته البشرية الغنية وخبرة أغلب لاعبين في المنافسة الإفريقية، على غرار النقاش والسعيدي ونصير والنهيري وغيرهم، بالإضافة إلى الوافد الجديدي، النيجيري بابا توندي، االذي قدم إضافة كبيرة لهجوم الوداديين. الخبرة أسقطت الدكاليين صعوبات كبيرة واجهها الدفاع الجديدي في دور المجموعات بكأس العصبة، ولم تصل النتائج لتطلعات مكوناته، بعد التعادل الأخير أمام وفاق سطيف بهدف لمثله، ليستمر في تذيل الترتيب بنقطتين، وأصبح بحاجة لمعجزة ليتأهل إلى دور الربع، حيث سجل خسارتين وتعادلين، من أصل أربع مباريات، وهي حصيلة تبقى متواضعة. الدفاع الجديدي يتأهل لأول في دور المجموعات بدوري أبطل إفريقيا، وظهرت أعراض قلة الخبرة والتجربة على مستواه، وطريقة تضييعه نقاط المباريات، على غرار تقدمه في النتيجة أمام مولودية وجدة ووفاق سطيف، فكان من الطبيعي أن يجد الفريق الدكالي بعض الصعوبات، إلا أن هذه التجربة تبقى جد مفيدة للاعبين والمدرب، في انتظار بداية الموسم الكروي. النسور تكشر على مخالبها عودة قوية تلك التي وقع عليها الرجاء في مشاركته في كأس الكونفدرالية، فبعد أن بدأ المنافسة بتعادلين ، إذا به يحقق انتصارين مهمين، بالفوز ذهابا على أسيك أبيدجان بهدف للاشيء وفي الإياب برباعية نظيفة بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء. ويملك الرجاء بين يديه كل الحظوظ، من أجل التأهل إلى دور الربع، ويتصدر الترتيب ب 8 نقاط، واقترب بشكل كبير نحو تحقيق هدفه، إذ يحسب للفريق البيضاوي، أن أدءه تطور مباراة بعد أخرى، دون استثناء الإضافة التي قدمها اللاعبون الجدد، والذين انسجموا بسرعة من أسلوب لعب المدرب خوان غاريدو، رغم صغر سنهم ، على غرار جبرون ورحيمي والسينغالي نيانسي. جمهور الرجاء يعلق آمالا كبيرة على مجموعته، من أجل العودة للواجهة القارية، والمنافسة على اللقب، خاصة أن الفريق الأخضر، غاب عن منصات التتويج الإفريقي لفترة طيلة، فهل ستكون هذه النسخة إيذانا بعودة النسور للتحليق في سماء إفريقيا. تراجع البركانيين لم يحافظ نهضة بركان على المستوى الذي انطلق ببه في المنافسة الإفريقية بدور المجموعات، فبعد الإنطلاقة الإيجابية بفوزين متتاليين، على كل من الهلال السوداني ودي سونغو الموزمبيقي، إذا به يتعادل في الجولة الثالثة على ملعبه أمام بور سعيد المصري، قبل أن ينهزم أمام نفس الفريق 1 0، ليخسر فرصة مهمة نحو الإقتراب أكثر من التأهل، بل إن الفوز في هذه المباراة، كان كفيلا له بحسم الأمور. نهضة بركان خسر الصدارة وتراجع للمركز الثاني، لكن الحظوظ ما زالت قائمة بقوة أمامه، إذ أمامه مباراتين أمام الهلال ودي سونغو، ذلك أن الفوز في إحداهما سيقوده لدور الربع، علما أن الخسارة تبقى درسا مفيدا للفريق البركاني، خاصة مدربه، من أجل إصلاح نواقصه وتحسين جبهة الهجوم، التي تراجعت، بدليل أن الفريق البركاني لم يسجل في المباراتين الأخيرتين أي هدف.