ساهم صلاح الدين السعيدي في تحقيق الثلاثية التاريخية للوداد، كما توج رفقة المنتخب المحلي بلقب "الشان"، وكان أفضل لاعبي وسط الإرتكاز على الساحة الوطنية، ما جعله محط أندية خليجية طلبت وده بعد نهاية الموسم، لكن بحكم تجربته السابقة بالبطولة الإماراتية وعلى عكس بعض اللاعبين الذين استسلموا للإغراءات، فإن السعيدي زهد في أموال الخليج وفضل الجانب الرياضي وقرر عدم التخلي عن الوداد في منتصف الطريق نحو اللقب القاري، وهذا ما جعله يكبر في عيون الجمهور الودادي ويحظى بتقدير الرئيس الناصري الذي ضمن له عقدا محترما يليق بإسمه. في هذا اللقاء تحدث السعيدي بصراحته عن الإستعدادات للموسم الجديد وعن أهدافه وطموحاته المستقبلية، وأشياء أخرى نترك لكم فرصة التعرف عنها في هذا الحوار.. - المنتخب: تابعت مشاركة المنتخب الوطني في المونديال، ما هي انطباعاتك؟ السعيدي: شخصيا لم أتفاجأ بالمستوى الكبير الذي ظهر به المنتخب الوطني، وللمردود الجيد لكل اللاعبين، وكنت أتوقع أن يذهب بعيدا في هذه المنافسة العالمية بالرغم من تواجده في مجموعة صعبة ومعقدة، وذلك لمعرفتي الجيدة بطريقة اشتغال الناخب الوطني هيرفي رينار وفلسفته في العمل، حيث حصل لي الشرف أن كنت ضمن عناصر هذا المنتخب في بعض المناسبات، هذا بالإضافة لقيمة العناصر التي تشكل المنتخب حاليا، لكن للأسف الهزيمة الأولى ضد إيران هي التي عصفت بحظوظ المنتخب، دون الحديث عن الأشياء الأخرى التي وقعت في المباراة ضد البرتغال، حيث قامت العناصر الوطنية بكل شيء، إلا أنه في بعض الأحيان الكرة تدير لك ظهرها، وكان هذا قدر المنتخب الوطني، وعلى العموم يجب الوقوف تحية تقدير لكل اللاعبين على الأداء الرجولي والقتالية والأداء الراقي في كل المباريات، ونتمنى أن تكون هناك استمرارية في نفس العمل مع الطاقم التقني الحالي، لأن هناك رهانات مهمة قادمة بداية بكأس إفريقيا بالكامرون. - المنتخب: نعود للحديث عن فريق الوداد، حيث نود أن نعرف منك الإضافة التي منحها المدرب البنزرتي للفريق الأحمر؟ السعيدي: البنزرتي مدرب كبير له تجارب كثيرة امتدت لعدة سنوات، وحسب معلوماتي فهو المدرب الأكثر تتويجا على المستوى الإفريقي، وهو لا يحتاج لمن يتكلم عنه، فالألقاب التي حصل عليها والإنجازات التي حققها مع الأندية التي دربها هي التي تتحدث عنه، أما بخصوص الإضافة التي منحها للوداد فإن ذلك يظهر على أرض الواقع في الميدان وأثناء المباريات، فقد غير الكثير من طريقة لعب الفريق، وفي هذه المرحلة التي قضاها معنا استفدنا منه الكثير من الأشياء، من بينها تلك الجزئيات التي تحسم بعض المباريات الكبيرة، كما أن لديه طريقة خاصة في التواصل مع اللاعبين تسهل عليه كثيرا إيصال المعلومة بدون تعقيدات. - المنتخب: لكن يظهر في بعض الأحيان بأنه متعصب، فكيف تتعاملون مع هذا الجانب من شخصيته؟ السعيدي: صحيح أنه يطلب الكثير من اللاعبين داخل الميدان أثناء المباريات ويظهر عليه بعض التعصب، لأنه يرغب دائما أن تسير الأمور في الإتجاه الصحيح وعدم ارتكاب الأخطاء، فهو مدرب يقوم بعمل جيد في التداريب ويطلب ترجمة ذلك العمل على أرض الملعب، لكن بعد نهاية المباراة ينسى كل شيء، ويتحول لشخص هادئ تماما، فهو إنسان طيب جدا، يقدر لاعبيه ويحميهم ويدافع عنهم، ونحن كلاعبين نحترمه كثيرا فهو بمثابة الأب بالنسبة لنا، ونتمنى له كل التوفيق. - المنتخب: هذا الموسم ستشاركون في خمس واجهات، فهل بإمكانكم المنافسة على كل الألقاب؟ وما هي أولوياتكم؟ السعيدي: المنافسة على خمس واجهات صعب جدا، خاصة أن البرمجة لا تساعد في بعض الأحيان، لكن العناصر الودادية راكمت تجربة مهمة، حيث سبق لنا أن نفاسنا الموسم الماضي على واجهتي كأس العرش والبطولة، إضافة لمنافستين لعصبة الأبطال الإفريقية وكأس السوبر الإفريقي وكأس العالم للأندية، ونجحنا في التتويج بثلاثة ألقاب، وخلال الموسم الجديد نراهن على الفوز بأكبر عدد ممكن من الألقاب، والأولوية تبقى لعصبة الأبطال الإفريقية، حيث يحدونا طموح كبير للحفاظ على لقبنا القاري وتكرار إنجاز الموسم الماضي، بالمشاركة للمرة الثانية على التوالي في كأس العالم للأندية وتعويض ما فاتنا في النسخة الماضية، حيث استفدنا من التجربة السابقة بما لها وما عليها. - المنتخب: عكس المواسم السابقة إستفدتم هذا الموسم من فترة راحة كافية، فهل سينعكس هذا على أداء الفريق مستقبلا؟ السعيدي: هذا الموسم صادف نهائيات كأس العالم،ما مكننا من الإستفادة من هذه الفترة من الراحة عكس المواسم السابقة، حيث عانى لاعبو الوداد كثيرا خاصة العناصر التي تتواجد مع المنتخبات الوطنية، ولا تفوتني الفرصة بالمناسبة لأشكر كل اللاعبين على هذه التضحيات الكبيرة، وهذا المجهود الجبار الذي بذلوه طيلة المواسم الأربع الأخيرة، والحمد لله أن هذه التضحيات لم تذهب سدى، حيث أثمرت لقبين للبطولة الوطنية والوصافة في مناسبتين وكأس السوبر الإفريقي ومشاركة في كأس العالم للأندية وأربع مشاركات متتالية في عصبة الأبطال، وهذه إنجازات مهمة يستحقها الجمهور الودادي والمغربي بصفة عامة، وإن شاء الله مع الإستفادة من هذه الفترة من الراحة سيعود الفريق أكثر قوة، وكل اللاعبين يتمتعون بمعنويات مرتفعة ورغبة قوية للعودة للمنافسات وتقديم أفضل ما لديها لهذه الجماهير العاشقة. - المنتخب: وصلنا للختام، وقبل ذلك أترك لك مساحة حرة لتقول فيها كلمتك الأخيرة. السعيدي: أشكركم على هذه الإستضافة وعلى هذه الفرصة التي منحت لي مجددا بمنبركم الإعلامي المحترم من أجل التواصل مع الجمهور الودادي الذي أشكره كثيرا على دعمه ومساندته، وسيظل دائما في القلب، وأتمنى أن يقدرني الله لأمنحه رفقة باقي اللاعبين الفرحة التي يستحقها، فنحن كلاعبين نقدر تضحيات الجماهير الودادية التي تتنقل معنا في كل الملاعب الوطنية، وحتى أقصى المناطق من القارة الإفريقية، وهذا ليس سهلا، كما أشكر المكتب المسير وعلى رأسه السيد سعيد الناصري على ثقته وكل ما يقوم به لكي يبقى الوداد في القمة، وإن شاء الله سنبذل كل الجهود لنكون في المستوى المطلوب من خلال المنافسة بقوة على الألقاب.