خسارة الشمتة أمام إيران والبرتغال أوجعتنا جميعا واحد من أفضل ما هو موجود على الساحة الوطنية إن لم يكن أفضلهم على الإطلاق في مركزه، مدافع يتوفر على كافة مقومات نجاح لاعب يشغل هذا المركز من مورفولوجية وبديهية وردة فعل. كان من نقاط الضوء القليلة جدا في مشهد الرجاء القاتم وحلم كثيرا بالمونديال قبل أن يصعق بقرار رونار. في الحوار التالي يكشف تداعيات القرار عليه وكيف استقبله وكيف عاد قويا وقراءته لمستقبله. المنتخب: الآن وقد مرت فترة على القرار الأصعب ربما في مسارك بتخلفك عن المونديال، كيف هي معنويات بدر بانون حاليا؟ بدر بانون: في مطلق الأحوال أنا رجل مؤمن بقدر الله خيره وشره و مؤمن بأن الخير فيما اختاره الله في نهاية المطاف، لكن هذا لا يعني أنني تأثرت كما تأثر المحيط القريب مني بهذا القرار المؤلم. هذه هي كرة القدم، تخضع لقرارات والمدرب هو المتحكم في اتخاذها وهو من سيساءل في نهاية المطاف، وأنا حاليا ولله الحمد في أفضل حال ممكن والهدوء حاضر في تصرفاتي لأنني لاعب محترف وفي بداية مشواري ومطلوب مني أن لا أتأثر بمثل هذه القرارات لفترة طويلة. المنتخب: يبدو أنك عشت لحظات عصيبة وإحباطا شديدا، أليس كذلك؟ بدر بانون: بطبيعة الحال وسأكون كاذبا عن قلت لك أني لم أشعر بالحزن بدل الإحباط، سبب الإحباط، ليس أني لم أسافر إلى روسيا، بل لكون أسرة بأكملها علقت علي آمالا لتمثيلها وتمثيل المغرب في هذا الحدث الكروي الكبير ومقربون مني حلموا بهذه اللحظة وللأسف لم تترجم هذه الرغبة لواقع. كانت لحظة عصيبة ومؤلمة ولا أود استحضارها بالكامل لأنني تركتها خلف ظهري الآن وأصبحت من الماضي واستغراق التفكير فيها لا يفيد بل يقلب المواجع لا أكثر. المنتخب: هل تعتقد نفسك مظلوما وكنت تستحق اللعب في المونديال؟ بدر بانون: لو قدمت رأيي في الموضوع فأكيد أنه لن يكون موضوعيا لأن الحكم هو لوسائل الإعلام وخاصة للجمهور وله أن يقارن، وكما قلت لك وأكررها المدرب يحترم في اختياراته. بالنسبة لي أمضيت موسما هو الأفضل لي لا مع الرجاء ولا مع المنتخب المحلي ولم أتغيب عن كل المعسكرات والمباريات الودية وكنت أمني النفس بالمشاركة. ثقتي بنفسي لن تتأثر ولن يزعزعها قرار كهذا، وضميري مرتاح لأنني بذلت كل مجهوداتي وفوق طاقتي لا ألام، هي مسالة قناعة للسيد رونار. المنتخب: قوة الصدمة إن جاز التعبير ألا تخشى أن تكون لها انعكاسات سلبية على بقية المشوار؟ بدر بانون: إطلاقا لا، شخصيتي القوية ولله الحمد والرضا بقضاء الله منى جهة، إضافة للثقة في النفس هي رأس مالي الكبير وزادي في هذه الفترة. هو قرار يزيدني إصرارا على الإجتهاد لأن الضربة التي لا تقتل تقوي وأنا واثق من النهوض مجددا ومن كوني أملك كل الإمكانيات للنجاح في مسيرتي. المنتخب: كيف كان تفاعل المقربين منك مع القرار؟ بدر بانون: هم تأثروا أكثر مني ولمست حزنهم عن قرب وزادني تعاطف أسرتي وخاصة تفاعل جماهير الرجاء الكبير عبر الإتصالات والرسائل النصية وفي مختلف مواقع التواصل الإحتماعي من سعادتي وسروري. لن أنسى على الإطلاق موقف الجماهير الرجاوية ودعمها الكبير لي في هذه الفترة تحديدا وهذا يشعرني بالفخر بالإنتماء لهذا النادي العملاق والكبير وفي نهاية المطاف هدفي كان هو مساعدة المنتخب الوطني قدر المستطاع. المنتخب: تابعت ولا شك المنتخب الوطني كبقية المغاربة، ما تقييمك؟ بدر بانون: سأتحدث على وجه الخصوص على مباراة إيران الإفتتاحية وبوصفي كنت فردا من المجموعة فقد كان هناك حماس منقطع النظير لكسب هذه المباراة تحديدا. كل التركيز كان منصبا عليها والكل كان يصفها بمفتاح التأهل والعبور وضرورة الإنتصار، للأسف خسرنا بالشمتة وهو ما كان موجعا لجميع المغاربة يوم العيد ولم يكن السيناريو مقبولا ولا متوقعا. أكيد هي مباراة علينا أن ننساها لأنها تمثل لنا ذكرى مونديالية سيئة ولها تأثير سلبي على مسارنا ولا أحد كان يتمنى حدوث ما حدث أمام منتخب من هذا الحجم. (يتبع)