كانت النقطة التي تحصل عليها الفريق الوطني وهو يفتتح المشاركة الثانية له في نهائيات كأس العالم بالمكسيك سنة 1986، محفزة قويا لأسود الأطلس للشروع فعليا في كتابة أقوى فصول الملحمة الكروية التي ستظل راسخة في تاريخ كرة القدم المغربية. الأسود أثاروا حفيدة الأنجليز كان على الفريق الوطني بعد التخلص من الكابوس البولوني مواجهة منتخب الأسود الثلاثة، منتخب أنجلترا المشاكس والذي يفرض في العادة على كل خصومه إيقاعات مرتفعة بهدف النيل من لياقته البدنية، وجرى الإعداد لهذه المباراة من خلال قراءة متأنية وعميقة لمفاتيح لعب المنتخب الأنجليزي الذي كان يعتمد على أرمادة من اللاعبين الكبار يتقدمهم الحارس العملاق شيلتون والهداف المرعب لينكر ونجمي وسط الميدان هودل وهاتلي. وجاءت مباراة مونتيري يوم 6 يونيو 1986 التي جرت أمام قرابة 20 ألف متفرج والتي دخلها الفريق الوطني بتشكيلة تتكون من: الزاكي، خليفة، لمريس، البويحياوي، البياز، ظلمي، خيري، التيمومي، بودربالة، ميري مصطفى وميري كريمو، تكتيكية لأبعد الحدود، إذ استعصى على المنتخب الأنجليزي بكل الأسلحة التي كان يملك إرباك المنظومة الدفاعية الصارمة للمنتخب المغربي التي هيأها المدرب المهدي فاريا. وكان بمقدور الفريق الوطني الإستفادة من تحول كبير حدث خلال المباراة عندما أشهر حكم المباراة الأوروغوياني غابرييل غونزاليس الورقة الحمراء في وجه سقاء المنتخب الأنجليزي ويلكينز في الدقيقة 42، إلا أن براعة الأنجليز في سد كل المنافذ حالت دون وصول الفريق الوطني لمرمى العملاق شيلتون، لتنتهي المباراة بتعادل أبيض ويحصل الفريق الوطني على النقطة الثانية التي أبقت آماله كاملة في عبور الدور الأول.