«موسيو بونظيف» هنيئا لنا بالمكنسة والشطابة الجديدة التي كنست بيت الفريق الوطني، شطابة الطوسي الذي قال فيما قاله وكان يجب عليه أن يقول خيرا أو أن يصمت «نقيت بيت الفريق الوطني».. والرجل في واقع القول صادق في قوله ولم يكذب هذه المرة. تنقية بيت الفريق الوطني تمت على أكمل وجه على عهد المروض الحالي، بعدما نجح في تسييج محيطه وغربلة العرين من كبار اللاعبين وتعويضهم بمن راهن عليهم في الكان فخذلوه وفي دار السلام صعقوه وصدموه. لا توجد تنقية أخرى بغير هذا المفهوم الذي تحدث عنه الطوسي لحظة وصوله لمطار محمد الخامس، وهو يقدم وعودا للجمهور المغربي بمواصلة رحلته على ظهر سفينة الأسود لغاية نهاية التصفيات وحتى يضمن لنا عبورا لمونديال البرازيل. إكتشف الجمهور المغربي أن للناخب الوطني مزايا وخصالا أخرى، غير التناقض في التصريحات وغير القفز على أقوال وإفادات يقدمها في الليل وينفيها في الصباح، كما فعل حين حمل اللاعبين مسؤولية الهزيمة ووصفهم في دار السلام بالسذاجة والرعونة وعاد ليؤكد في الدارالبيضاء أنه هو من يتحمل المسؤولية وعلى أن لاعبيه أبرياء براءة الذئب من دم الأسد المغدور.. بين دار السلام والدارالبيضاء عادت ريمة حتى لا نقول حليمة فتقوم القيامة علينا، لعادتها القديمة.. عادة التنجيم وقراءة الكف والعيش في جلباب الوهم وبيع القرد للجمهور، لأنه لا أحد من المغاربة سواء كان يملك حسا كرويا أو مجرد متابع عادي سيصدق أطروحة سقوط كوت ديفوار كما تنبأ الطوسي في 3 جولات لنفوز نحن في كل لقاءات الإياب ونعبر للبرازيل.. منتهى الهراء ومنتهى التغليط هذا الذي يحدث أمامنا؟ الأسماء التي أسقطها الطوسي من حساباته طوال الفترة التي قاد فيها الأسود، هي أسماء ثقيلة في الميزان، لذلك من حقنا أن نتساءل عمن كان يحمل الوسخ في تلابيبه وساهم سائل التنظيف الذي جلبه معه الناخب الوطني من القضاء عليه. إن لم يكن الشماخ المعني بالكلام والتنظيف فقد يكون حجي، وإن لم يكن الإثنان فالغمزة على بوصوفة أو كارسيلا ولربما السعيدي وبصير، وغالب الظن حتى وإن كان إثما فالمقصود هو خرجة.. بهذا المنطق سنكون أمام حالة خطيرة وأمام تصويب سهام الإتهام للاعبين اعتقدنا أن استبعادهم هو لدواعي تقنية خالصة، فإذا بنا نكتشف أنهم كانوا يحملون رائحة «الغمولية» في أقدامهم وأقمصتهم.. لا أريد أن أترحم على الفريق الوطني كما يشيعه في الوقت الحالي الفيسبوكيون، ولا أريد أن أقتنع بأنه ماض إلى هلاك إذا استمر الوضع على ما هو عليه، لكن أن يأتي الناخب الوطني ويقدم في تصريحاته المثيرة ما يدعو حقا للإستفزاز وما يصيب بالدوار، فهذا وضع أكثر من شاذ وأكثر من محبط للآمال والمعنويات. الإعتراف بالخطأ فضيلة، وقيل أنه أيضا من شيم الأفاضل والأكارم، لذلك كان سيبدو الطوسي أكثر من منسجم مع نفسه لو اعترف بكونه مسؤول أول وأخير عن حالة الهزال التي أصابت الأسد الأطلسي ومسؤول عن حالة السقم المزمن الذي حل به على عهده، ولا يلبس الهزائم لباس الشرف كما فعل بعد الخروج من الدور الأول بالكان الأخير بجنوب إفريقيا، حين أصر إلحاحا وألح إصرارا على أن تأهل الرأس الأخضر على حساب المنتخب المغربي بعد التعادل معه، يدخل ضمن خانة المشاركة المشرفة. كنا نتمنى أن يقنعنا الطوسي أو من جاء به ومنحه التنقيط العالي على حساب فاخر والزاكي في اليوم المعلوم، أنه يتوفر على مشروع حقيقي وعلى مخطط للمرحلة وليس على «أسبيراتور» للتنظيف.. لأننا كنا بحاجة لمن يلهمنا في خضم العتمة التي سيطرت على فضاء الأسود وظلام النتائج، وليس لمن ينظف ويغسل ويكنس.. كنا نتمنى أن يدافع عن سر اختياره معسكر الإمارات على الرغم من شهادة أهل الإختصاص من علماء وأطباء وأصحاب خبرة، على عكس شهادة مرافقه الفيزيولوجي القادم من كندا وماذا ربح اللاعبون من صهد دبي؟ وكنا نتوق لإفادة صريحة تبدد الحيرة التي تملكتنا حول أسباب الخراب الذي حل بخطوط فريق بدا أقرب ما يكون لدمية مترنحة أمام منافس خفيف جدا جدا.. صدق من قال أنه ليس بغريب أن يعبد الناس فرعون، لكن الغرابة كلها هي أن يصدق فرعون نفسه أنه إله؟